راياتُ يحيى، ثوبُكَ المنخوبُ بالطلَقاتِ
يحيى في البراري
في قطرةِ الماءِ التي انسكبَتْ على قدمَينِ
وانسربَتْ بأفئدةِ الصغارِ
راياتُ يحيى تعْبرُ الأنهارَ والطُّرُقَ التي اكتظّتْ
وتدخلُ في مَنازعِنا، مضرّجةَ السِرارِ
من بيتِ ابراهيم
من عبد الرحيم
وماءِ رامِ اللهِ تأتينا:
أغَزّةُ هاشمٍ في البرقِ،
أَمْ هذي كتائبُنا مدججةً، تلوحُ مع الدراري؟
***
راياتُ يحيى، ثوبُكَ المنخوبُ بالطلَقاتِ
يحيى في المخيَّمِ
يرفعُ الأرضَ التي احتقنتْ
ويدحوها، ويَبْرأُها، ويقذفُها بوجه النار
يحيى يُنْبِتُ الأحجار
يجعلُ من سواعدِنا مَقاليعَ النبوّةِ
من أصابعِنا دمَ الثوّار.
***
راياتُ يحيى، ثوبُكَ المنخوبُ بالطلَقاتِ
يحيى في الشوارعِ
دِرْعُهُ كوفيّةٌ رقطاءُ
وَثْبَتُهُ بُراقٌ أزرقٌ
وسماؤهُ صفراءُ...
يا لَفْحَ الفتوّةِ،
أيها الجمرُ الذي لا يَغتذي إلاّ بهذا الجمرِ
يا ولدي:
سلاماً أيها المتقدِّمُ القدّوسُ
يا ملِكاً يسيرُ مخضَّبَ الراياتِ
يا يحيى
سلاماً...
خُذْ، كما تهوى، الشوارعَ
خُذْ بلادَ اللهِ مملكةً
فلسطيناً
وخُذْنا...
نيقوسيا 26/ 1/ 1988
توشك قصيدة الشاعر العراقي الكبير أن تكون قد كتبت بالأمس القريب عن المجزرة الصهيونية في غزّة، مع أنها قد كتبت في نيقوسيا منذ أكثر من عشرين عاما، ليطرح هذا البعد الزمني على القارئ أسئلته المدببة، وليؤكد قدرة القصيدة على تجاوز الزمن.
إنه يحيى