رسالة الجزائر

حساسية النقد وتغييب النقاد

عبدالناصر خلاف

اليوم الدراسي: النقد المسرحي في الجزائر
تمحورت تساؤلات اليوم الدراسي ـ النقد المسرحي في الجزائر ـ الذي نظم من طرف مؤسسة ثقافة وفنون بالتعاون مع مدير المركز الوطني للبحوث الانتربولوجية والثقافية والذي جرت فعاليته بتاريخ 24 جانفي2009 بالمركز الثقافي الهاذي فليسي، حول عديد النقاط كان الهدف منها كما سطر له المنظمون وهذا لتسليط الضوء حول ميلاد وتطور عديد التجارب النقدية التي ميزت الحقل المسرحي.. ورقة العمل انطلقت من مسلمة هي أن: المسرح هو فن حديث العهد، وبالتالي كان السؤال: هل توصلنا إلى تأسيس النقد الدرامي بالمعنى الصحيح؟ وقد اقر المنظمين في ورقة الأشغال بصعوبة الموضوع حيث كتبوا: لا نستطيع الحديث عن تقبل النقد بدون تخصيص القدر الكافي للصحافة في المعرفة المرتبطة بهذا الفن، الذي لم يحض بالقدر الكافي من التدريس في جامعتنا والمتجاهل في معظم الأحيان في الدراسات الأدبية، هذا الجهل حول السير العادي للتعريف بالمسرح تسبب في خلق سوء التفاهم على المستويين الانتلوجي والمنهجي. بداية وضح مدير المركز الوطني للبحوث الانتربولوجية والثقافية الدكتور: ملياني الحاج أن حقل عمل مركزه هو الملاحظة والتحرك في فضاء الثقافة والعولمة.. بل يؤكد أن هناك عولمات وليس عولمة واحدة، وبالتالي عمل الفريق يشتغل بناء على ملاحظة الحقل الثقافي والتجارب الفنية ومعرفة أشكال التعبير من: فنون تشكيلية ـ سينما ـ الأدب ـ الموروث الشفاهي ـ التكنلوجيات الحديثة كتعبير جديد وطرق استعمالها في الجزائر ودول المغرب العربي وفعاليتها وتأثيراتها أمام وحش العولمة وليس الهدف منه تقديم تقرير حالة. سبق لهذا المركز ان نظم أيام دراسية حول المسرح في الجزائر ـ حالة أمكنة وهذا في وهران 2008 وخلال الأشهر القادمة سيكون المختصين على موعد مع ايام دراسية حول الكاتب والمؤسس المسرحي محي الدين بشطارزي وأيضا إثارة موضوع التوزيع المسرحي في الجزائر. وقد صرح الدكتور أحمد شنيقي رئيس الملتقى ومسؤول وحدة المسرح لهذا المركز في البداية بكثير من الغضب: ان المسرح في الجزائر لا يتحرك ولا يملك استراتيجية بل اننا لانملك حتى مختصيين في تسيير المسارح. 

الأسئلة.. الأسئلة
ـ هل بامكاننا تعريف النقد؟
ـ هل هناك نقد خاص بالمسرح؟
ـ هل قامت الصحافة الجزائرية بدورها في مد جسر التواصل بين المسرح والجماهير المختلفة؟
ـ هل توفر الجامعة الجزائرية على التجهيزات اللازمة للتكفل ببحوث جدية حول المسرح، خارج نطاق الدراسات الثرية المعتادة؟
ـ هل سيسمح التكوين في النقد المتخصص القائم على مستوى الهيئات المتخصصة (دائرة المسرح بجامعة وهران والمعهد العالي للمهن وفنون العرض) بالتوصل إلى تأسيس النقد البناء؟

هذه هي التساؤلات الجريئة والعلمية التي شكلت محور هذا اليوم الدراسي فهل استطاع فريق العمل والحضور المشكل من الجامعيين والصحفيين والخبراء في مجال المسرحي الإجابة عن سؤال واحد وواحد فقط من هذه الأسئلة الجوهرية والخطيرة،في غياب مدراء المسارح الجهوية والمسرح الوطني الجزائري والمعهد الوطني العالي للمهن وفنون العرض ودائرة المسرح بجامعة وهران وغياب أيضا رؤساء الأقسام الثقافية للصحف الجزائرية؟ 

انطباعات.. انطباعات
مداخلة الأستاذ إبراهيم نوال مدير معهد الوطني للسمعي البصري وفنون العرض والذي كان في السابق رئيس دائرة النقد المسرحي بالمعهد العالي للفنون المسرحية، رحمه الله (وقدمها نيابة عنه الدكتور احمد شنيقي) تحدث عن النقد المسرحي وعن الناقد المسرحي بصفته دراماتورج أي وسيط يكتب ويفسر ويقود المتفرج الى مجاهل العمل المسرحي وخلفيات العرض التاريخية والاجتماعية الذي يعتبره الأستاذ نوال شريكا حقيقيا في صناعة العرض المسرحي ولا يمكن الحديث عن النقد دون طرق أبوابه الجمالية والثقافية وهنا يقر عن أهمية ودوره كبيداغوجي وجسر ثقافي ومهمته الحقيقية رغم تنوعها تبقى هي محاولة ترجمة انفعال الجمهور في مواجهة اي عرض مسرحي.. كما تحدث عن الجيل الأول من النقاد في الجزائر المستقلة مثل: بنديمراد، شنيقي، زنتار، بوعلام رمضاني.. الذي يعتقد أنهم حاولوا يحاولون تأسيس تيار نقدي عقلي. وقال المتدخل انه حان الوقت لتنظيم هذه الجلسات النقدية وفتح نقاشات حول شرعية النقد المسرحي ودوره الاجتماعي حتى نلقي نظرة جديدة حول تكوين النقاد والصحفيين والجامعيين.. وهنا يعتبر النقد هو بحث سيميولوجي يعتمد على دراسة الرموز وتحليلها ووضع المشاهد في سياقها..

تحدث الأستاذ إبراهيم نوال بعمق عن وظيفة النقد والنقاد ولكنه تجاهل وضعيتهم في الجزائر. فهو يحرص على ان يكون الناقد من الفاعلين في بناء العرض المسرحي وإنارة العتمة في عقل المتلقي لكن بقدر هذه الهمية والجدوى لم يتم توظيف اي ناقد مسرحي في مؤسسة من مؤسسات المسارح الجزائرية بل الأخطر من ذلك انه بعد تخرج 5 دفعات من فرع النقد المسرحي تم اغتيال هذا الفرع الذي يشرف عليه، في عهد المديرة الفنانة صونيا..بل هناك من تواطىء حتى بالصمت؟

من جهته الدكتور ملياني تقاطع مع الأستاذ إبراهيم نوال وقدم جولة للحضور عن تطور النقد تاريخيا وأهميته وأنواعه وقدم عدة تجارب في مواكبة النقد المسرحي جنب إلى جنب مع التيارات والأشكال المسرحية مثل: مسرح العبث ـ مسرح القسوة ـ الشكلانية الروسية ـ والدفاع المستميت عن كل تيار بصفتهم منظرين وتوقف الباحث كثير عند أسماء أوروبية كثيرة منها: بيسكاتور ـ بريشت ـ مايكوفسكي ـ بيكت ـ ادمون ـ ارتو ـ جان فيلار... هذا الأخير الذي اعلن تمرده عن مسرح المؤسسة واخرج المسرح من قاعات باريس البرجوازية الرسمية الى مسارح الهواء الطلق في أفنيون وكان دور الناقد والمفكر رولان بارت مؤثرا في الدفاع المستميت عن هذا المسرح الشعبي، بل وقف النقد جنبا الى جنب مع هذا المشروع الرافض.. لكن رولان بارت تمرد أخيرا على فيلار حين أحس انه خرج عن المبادىء التي أسس من اجلها المسرح الشعبي.

أشار باقتضاب شديد المتدخل إلى ثلاث أسماء المؤسسة لإرهاصات النقد المسرحي الجزائري وهم: سعدالدين بن شنب، رشيد بن شنب وعبدالقادر فكري.. ووصل الباحث إلى خلاصة مفادها أن النقد المسرحي المختص تقلص دوره وأصبحت الوسائط الإعلامية هي المهيمنة. ربما تحدث الدكتور ملياني حاج عن خمس طرق لقول الحقيقة التي كتبها بريشت لكنه تحدث عن حقيقة المسرح الغربي وتجاهل كليا النقد المسرحي في الجزائر وكانت المداخلة بعنوان: النقد من اجل ماذا؟  

النقد المسرحي في الصحافة الجزائرية.. اكثر من كارثة
كانت مداخلة الروائي والمسرحي والصحفي: بوزيان بن عاشور صميمية بل هيمنت على أشغال اليوم الدراسي لجرأتها وردود الفعل القوية التي عرفتها القاعة خلال المناقشة بسب الحضور المكثف للصحافة حيث وضع يده على الجرح بمداخلة:الصحافة المكتوبة والناقدة" واعترف في البداية انه ابن المسرح ويحب المسرح وعائلته هي الصحافة وما سيقوله يرجى النظر إليه ليس بمنظار التجريح وإنما التشريح.. ويرى المتدخل أن النقد المسرحي في الصحافة الجزائرية شهد في السنوات الأخيرة ارتدادا كبيرا بل أن الصحفيين الذين يكتبون عن المسرح ويغطون العروض المسرحية لا علاقة لهم نهائيا بالمسرح والخطأ هذا لا يتحمله الصحفي وحده ـ حتى وان كانت له مسؤولية حين وافق على الكتابة في مجال لا يعرفه ـ بل يتحمله رؤساء التحرير ورؤساء الأقسام الثقافية حيث تعطيهم التعليمات بتقديم المعلومة التقنية عن العرض (اسم المخرج ـ الممثلون ـ عدد الجمهور وحضور المسؤولين) بل أن المساحة المخصصة للمقال صغيرة جدا، والوقت ضيق بل هناك من الصحفيين من يكتب في الفترة الصباحية عن مشكلة البطاطا وعن البناء التساهمي والأحزاب السياسية ثم يكتب في الليل عن عروض بيكت وشكسبير.. يعتبر المتدخل ان هذا هو العبث بعينه، فالصحفي مرتبط بالمساحة ووقت تقديم مادته الصحفية للتحرير وغير مهم ان يكتب ورقة مختصصة عن جماليات العرض وعلاقة العرض بالجمهور.. بل تجرأ الأستاذ بن عاشور على القول ان أغلبية رؤساء التحرير ينظرون للصفحات الثقافية نظرة احتقار وتعالي، بل هناك صحيفة ناطقة بالفرنسية قام مسؤولها بإلغاء هذه الصفحة نهائيا.

إن أغلبية الصحفيين المبتدئين الذين عادة ما يتولون تغطية العروض المسرحية، عندما تطلب منهم ان يكون لهم انطباعا عن العرض قبل العرض الشرفي. يعتقدون انك تعطيهم دروسا في الكتابة، وفي الحقيقة يقول المتدخل: نحن لا نطلب منهم ان تكون لهم نظرة جمالية.. بل الإحاطة بالموضوع.. ان الصحفي ضحية ضعفه الجمالي وجهله واخذ هذا الموضوع ـ قصد المسرح ـ بتساهل كبير رغم ان الكتابة عن العرض يتطلب بحثا وتوثيقا قبل العرض.. ان النقد المسرحي في الصحافة الجزائرية ظاهرة مرضية. فلم يوجد تيار نقدي في الجزائر، ولا توجد درجة عالية لقراءة العرض للتفاعل معه.

من جهته الدكتور احمد شنيقي الذي حاول امتصاص غضب الصحفيين بمداخلته: «النقد في الجزائر الوقت للنظر» الذي اعترف في البداية أن الفضل في ما وصل اليه يعود الى عمله في الصحافة المكتوبة وان المقالات التي تنشر في الصفحات الثقافية هي معالم طريق وتوثيق للحركة المسرحية الجزائرية، فهي الذاكرة الوحيدة المتبقية والجامعة فضاء انتحاري وذاكرتها مثقوبة.. فالمسرح في قناعة المتدخل فن غربي أساسا، وهو فن يشوبه التعقيد لأنه ينصهر فيه مجموعة من الفنون ويعتمد أساسا على المخيلة والتقنية.. وهناك من النقاد الراديكاليين الذي إذا لم تتفق معهم يعتبرونك رجعيا، بل هذا ما لاحظه شخصيا من خلال قراءته للمقالات التي نشرها رولان بارت عن بريشت والذي هي بيانات حب له تقول للآخرين الذي لا يحب بريشت هو غبي. فالكثير من الدراسات المختصة الجامعية في الجزائر التي تناولت النصوص المسرحية كانت تناولا سطحيا لأنه بحكم الكثير من النظريات النقدية ركزت على المتن وأغفلت خلفيات النصوص وحياة مؤلفيها.

وقدم المتدخل مجموعات من الإحصائيات لمعدل المقالات المنشورة في الصحف قبل وبعد الاستقلال وقد تفاجئ أن في عهد الاستعمار كان الإعلان والإشهار للعروض المسرحية كان مجانا.. فوجد معدل نشر مقالات عن المسرح

ففي سنوات: 1963 ـ 1972 حوالي 200 مقال، أما في سنوات 1972 ـ 1980 فقد كانت في حدود 200 مقال لكن ما يعيبه عن هذه المقالات هي تكريسها للخطاب الايديولوجي والابتعاد عن النقد الموضوعي.. واتفق مع زميله الصحفي بوزيان عاشور حين اعترف أن رؤساء التحرير الذين هم اصدقاء له بحكم التجربة لديهم فكرة منحطة حول كل ماهو ثقافي.. فما بالك المسرح؟ في النهاية ذكر شنيقي انه الوحيد الذي اشتغل على المسرح العربي في الدول العربية لمدة 4 سنوات واكتشف إن كل الأعمال التي تناولت هذه الظاهرة ـ الغربية ـ من علي عقلة عرسان إلى علي الراعي كانت دراسات أكثرها وصفية. 

وظيفية الناقد المسرحي
الجلسة الثانية من المداخلات كانت كلها تقنية اشتغلت على النقد ووظيفة الناقد، المخرج والناقد المسرحي: حبيب بوخليفة الذي قدم مداخلة بعنوان: النقد الدرامي في التجربة المسرحية في الجزائر، وصف ان الواقع النقدي مرّ، لأن المسرح الجزائري في مرحلته التأسيسية وان النقد أيضا يعيش حالته الجنينية وبالتالي فمن المستحيل أن يكون هناك نقدا في غياب إنتاج مسرحي ومن الصعب أن يكون هناك إنتاج مسرحي له حضور اجتماعي في غياب الحرية، فالمخرج الانجليزي بيتر بروك يعرف الحرية في اي بلد من خلالها مسرحها.. من الناحية التاريخية دافع المتدخل وأعطى للمسرح شرعيته حين صبت كل الأعمال في خانة الدفاع الشخصية الوطنية والدفاع عن الهوية وتأكيد الذات في مواجهة الاستعمار الفرنسي، لكن حاليا يتساءل بمرارة: ما مبرر كل الأعمال تنحى في هذا الاتجاه وتشتغل على المناسبتية وتنتج عروض حسب الطلب سواء كما حدث في الجزائر عاصمة الثقافة العربية او سنة الجزائر في فرنسا.. وحسب قراءة الباحث للواقع النقدي المسرحي في الجزائر، فهو يرى ان هناك حضور إعلامي مكثف يواكب كل مرة الإنتاج المسرحي لكن مع غياب النقد لطغيان النقد المجاملتي، هذا الوباء الذي تكرس في السنوات الأخيرة. لذا فالناقد اليوم مطالب بالدخول في جوهر العملية الإبداعية للكتابة بشكل عميق عن العرض وفك شيفراته للمتلقي.

الأستاذ الناقد محمد شريف غبالو قدم للحضور نموذجا تطبيقيا في الكتابة النقدية عن عرض مسرحي حيث تحدث عن جماليات عرض برناردا ألبا للشاعر الاسباني لوركا الذي اقتبسه وأخرجه للمسرح علال المحب للمسرح الوطني الجزائر. واثأر موضوع الاقتباس من المسرح إلى المسرح وهذه الإشكالية اللغوية وكيفية تعامل المخرج مع النص الأساسي، ومرحلة التوليد والتوليف عند المخرج المقتبس.  كما تحدث ايضا عن مسرحية عبدالقادر طاجر: (مدينة الحب) مع ايضاح كيفية كتابة مقالته وادراجه مخطط غريماس للتعرف على أبعاد النص قبل مشاهدة العرض الأول. ثم التوثيق وأخيرا مشاهدة العرض الأول للمسرحة وتسجل ملاحظاته واخيرا تحرير المقالة. ثم تحدث عن الصعوبات التي يواجهها الناقد المسرحي أثناء تناوله للعرض منها أن الكثير من النصوص المسرحية لا تطبع خاصة ان كانت مكتوبة باللهجة.

الأستاذة جميلة مصطفى ازقاي قدمت قراءة لمسرحية (حواجز الحدود) للكاتب الدكتور نورالدين عمرون وتتبعت حركية الشخصية المحورية سفيان خلال المسار الدرامي ودرجة اغترابه من خلال المعنى على المستوى الدلالي وقد حاولت الباحثة القبض على أبعاد النص المسرحي وتقديمه للمتلقي قبل ان يحول إخراجيا إلى فضاء آخر وهنا يتمظهر بشكل مخالف. 

هل هذا يكفي!
قبل التعليق على ما قاله في ختام هذا اليوم الدراسي مدير الملتقى الدكتور احمد شنيقي، نتحدث قليلا عن النقاش الذي كان في اعتقادنا أهم وأكثر فاعلية من الأوراق المختصة التي قدمت، لأنها أغلبيتها كانت انطباعية ووصفية وأخرى خارج محور اليوم الدراسي مع الاستثناء لمداخلة بوزيان بن عاشور، حيث تحدث الحضور بكل حرية وصراحة وهي نقطة ايجابية تسجل للمنظمين. تدخل الأستاذ رضوان حميدي مدير مؤسسة فنون وثقافة، الذي عملت مؤسسته على طبع كتاب فعاليات الأيام المسرحية لمدينة الجزائر " المسرح: المدينة والمواطنة " وتوزيعه على الحضور في بداية النشاط وهي صورة من صور التوثيق العلمي للمسرح الجزائري.. الأستاذ حميدي كشريك في هذا النشاط رأى أن الموضوع الجدير بالطرح والدراسة هو موضوع جمهور المسرح الذي صار في الفترة الأخيرة لا يقبل على مشاهدة العروض المسرحية.. وهو موضوع جدير بالتباحث بل من ضروري ان تكون هناك شراكة مع كل الأطراف لمعرفة اسباب هذه الظاهرة الخطيرة.. المخرج المسرحي زياني شريف عياد تحدث عن تجربته كمحترف وصرح انه شخصيا خلال مساره المهني استفاد كثيرا وتعلم من النقد هذه المهنة التي هي فعلا في طريقها للانقراض.. على العموم تحول النقاش الدائر في هذا اليوم الدراسي الذي كان محوره: النقد المسرحي في الجزائر إلى مجموعة من الانطباعات والأحكام والمحاكمات وتحول المحور إلى: النقد المسرحي في الصحافة الجزائرية. مما اغضب الكثير من الزملاء الصحفيين، وبدل ان يصرخ أحمد شنيقي المعروف بأكاديميته ومنهجيته ودفاعه عن المسرح كفن غربي عن وظيفة النقد والناقد من خلال هذا اليوم المتخصص، قال بالحرف الواحد: هذا يكفي !!  يجب علينا كمسرحيين إعادة النظر وبشجاعة كبيرة في المؤسسة لمسرحية في الجزائر لأن الحالة التي وصلنا إليها كارثية.

ولكن الكارثة الحقيقية
إن الإجابات عن الأسئلة الكثيرة والجريئة ظلت معلقة إلى يوم آخر..
في مكان آخر..
حتى لا يغيب فيه النقد
ويحضر شكليا النقاد
هل هذا يكفي؟! 


algeria13@gmail.com