هي مكابدات الشاعر العراقي ناجح فليح الهيتي والتي يترجم خلالها حالة الوجد كما حالة الغياب والحاجة الى تكسير بعضا من الشوق الجارف في ثلاثة حالات متفرقة رابطها البحث عن الصفاء في ذات أقرب الى الهيولى منها الى البعد الإنساني.

اقتباسات من منطق الطير

ناجح فليح الهيتي

 

الى إمرأة لم تستعمل المكياج

 

(1)

أقف أمامك مومياء

في تابوت حجري

أحدق في عينيك اللوزية

أتمتم صلوات فرعونية

خبأتك في عيوني

وأسكنتك في قلبي

وأهديتك ديواناً

في شعر الحب

لكن عيناك كانتا هُدهُداً

تناديني للهجرة

وعبور الوديان السبعة

كنت ابتداءً أفضل

أغلالي اليومية

أترفع أن أنسلخ من ذاتي

أو أقطع مألوفاتي

أخشى الرحلة

واّثر أن أبقى من أن أتلاشى

أو أفنى

لكن عيونك كانت تدعوني للهجرة

إلى طير الأطيار

وصورة الصور

للوصول إلى الأعتاب العلية

لنكون مرآةً صَفية

كالشمس بهية

 

(2)

طلبنا

عشقنا

عرفنا

استغنينا عن صفاتنا

توحدنا وتطهرنا

تحيرنا وصعبنا

وفقرنا وفنينا

وكانت النهاية

بداية البداية

كنا عشرة

فأصبحنا واحداً

وكنا واحداً

فأصبحنا عشرة

كنا قطرة

فأصبحنا بحراً

وكنا بحراً

فأصبحنا قطرة

وغرقنا في حيرة

لا فكر لنا ولا بصيرة

فجاءنا الصوت

في وقت الظهيرة

من يفنى في الحب يُخلد

فيه البوح يَتجدد

لا تَضُمهُ الأرض ويَخمَد

نجمة في السماء تتوقد

 

(3)

تساءلتُ عنك

وعن همومنا الكثيرة

الصغيرة الكبيرة

كيفَ ذَهبتِ مسرعَةً

ثملة نشوانه

بلا خمر

ولا كأس

ولا حانه

وكيف استقرّت

على وهج النار ولهانة

كيف احترقتِ

وأَفنيتِ نَفسَكِ مسرورة

وتلونتِ بلون النار

والجمرِ

وكيف أصَبـِ

وكنت عارفةٍ

وكان عندك الخبرُ

وكيف أصبحتُ أعرفُ

من بين جميع الناس

وإن عندي الخبرُ

لأني أصبحتُ

بلا أثرٍ ولا خبر ..