يصر الشاعر العراقي ناجح فليح الهيتي أن يتمسك بقيم الكتابة وقدرتها على فتح كوة الأمل في المستقبل، بعيدا عن هذه الصورة القاتمة اليوم، ويصر في آن نفسه على تذكيرنا بمعركة الكتابة حين تتحول الى ضد كل الخيبات والانكسارات المتواصلة، في أفق أن تظل القصيدة كشاف الزمن القادم.

أحزان الزمن الآتي

ناجح فليح الهيتي

أكتب على جنح طيرٍ من الحجر

أحلامك الوردية

قرباناً للإله

علّ أن ينزلَ المطر

وأمتطي صهوة الريح

مسافرا مبللاً جبهتي

ووجهي بالكدر

تاركاً شعري معفراً بالطين للضجر

ضارباً على أوتار قيثارتي

ألحان نَوءَ النار

لوطني الغارق بالدماء

من صباحٍ لمساء

وثرثرة كأحاديث النساء

تُعْلنُ في الصحافة

وتنقل البشارة

عن البناء والحضارة

.

سيسبح العصفور في ماء نهر النور

وتكتحل آشور بمجدها المستيقظ المنشور

ويشتعل قنديل بابل في الجنائن المعلقة

وتنشر ألواح طين سومر

المكتوبة بالمسامير وبالدموع

فصائداً وتراتيل للآلهة الملوك

في أعياد موت الروح والخضوع

وتَزهر الصحراء بماء السماء

وتأكل القطعان الشيح والعُرار

لكنها الذئاب

تبني(مستوطنات للعقاب)

يفر من يفر خارج الحدود

من دون أن يكون له قرار أو وجود

 

سأكتب على دفاتر الماء وأوراق الرياح

منادياً الأحياء والأموات

نحن هنا في وحشة الدهور

نبحر في هذا الزمان بلا سفينة

لا نعرف السكينة

نكتب تحت الصفر

آمالنا الآتية أياماً حزينة..