مدخل
ما من شك في أن إبراهيم نصر الله، إثر عودته من رحلته إلى قمة كليمنجارو قد تساءل عن أيّ نوع أدبي يستطيع التعبير عن محمول تجربة الصعود: أيكتب مذكرات عنها أشبه بالسيرة الطائرة؟ أم يعبّر عنها في رواية؟ ولعله وازن في سرّه بين النوعين، واختار الرواية لأسباب تتعلق بالمفاضلة في نهاية المطاف. على الصعيد النظريّ المحض، تبدو الكتابة الروائية عن تجربة ما تزال حارة طازجة مغامرة غير محسوبة العواقب، فلقد بات أمرا مسلَّما به أن الكتابة الروائية عن تجربة قريبة في فترة قصيرة مسألة غير ممكنة، إذ إن الروية بما تتطلبه من إعمال للخيال وبناء للشخصيات والأحداث واجتراح رؤيا تتسم بالعمق والإقناع تقتضي مرور وقت طويل نسبيا، وهو موقف يكاد أن يحظى بإجماع الكتاب والنقاد والقراء. أما وقد انحاز إبراهيم للنوع الروائي، وقدّم عملا فنيا إبداعيا ناجحا في الكتابة عن تجربة حقيقية قريبة زمنيا، فقد برع في كسر تلك المُسلَّمة التي باتت موضع إجماع إلى حدّ كبير بين مبدعي الرواية ونقادها وقرائها. وبهذا المعنى، يكون إبراهيم نصر الله أول كاتب عربي يرتاد قمة كليمنجارو، ولعله أيضا أول من يكتب نصا روائيا متماسكا ومبدعا في توظيف أدوات الرواية واستراتيجياتها الفنية المتعددة، إثر عودته مباشرة من رحلة جبلية قاسية لكنها مُلهِمَة. وهذان إنجازان يحسبان للكاتب، ولربما يدعوان إلى تأمل المسلَّمات من جديد.
من جانب آخر قد تبدو "أرواح كليمنجارو"(1) عملا مختلفا عن الأعمال الروائية الأخرى لنصر الله والتي انتظمت في مشروعَي "الملهاة" و"الشرفات". وتقديري أنها مختلفة فعلا في المكان وفي الفضاء الفني والواقعي، ولكنها ليست خارجة عن السياق العام لرواياته رغم أنه انتحى بها ركنا قصيّا صاعدا جبلا مجاورا للسماء. وبالرغم من البعد الإنساني النبيل للرواية، إلا أن البعد الفلسطيني يظل قائما في صلب الرواية، وحملت للعالم رسالة واضحة عن المعاناة الفلسطينية الناجمة عن وحشية العدو الصهيوني. وقوة الإنجاز هنا أن الكاتب أتى بالقضية الفلسطينية إلى قمة كونية، وعلى رأس هذه القمة تمّت تعرية المحتل الصهيوني: كيانا وساسة وجيشا وممارسة.
على أن "أرواح كليمنجارو"، في مضامينها، ورؤاها، وفلسفتها ليست منفصمة عن مثيلاتها في المنجز الشعري، وحتى الفني-التشكيلي لإبراهيم نصر الله. ومن قرأ هذا المبدع شاعرا وروائيا ورساما يعرف أنه يطوي جناحيه على اعتزاز استثنائي بعدد من الألفاظ-الرموز مثل: الطير، الجناح، الأجنحة، البحر، الجبل، النخيل، الريح، الشرفة، الغابة، وغير ذلك الكثير، وهي في الغالب الأعم مفردات محمّلة بدلالات، ومستقاة من عناصر الطبيعة التي أثرى منها صوره الفنية، ومعجمه الشعري الخاص، ورموزه ورؤاه. وفي هذه القراءة "لأرواح كليمنجارو" آثرت أن أبحث عن السمات المشتركة -لغة وأجواء ورموزا ودلالات- بين هذه الرواية، وبعض قصائده، ولوحاته التشكيلية، وهو ما بات معروفا اليوم في عالم النقد الأدبي بمفهوم التناص. وهو مفهوم ينطلق من فكرة واقعية معقولة مفادها أن أي كاتب أو مبدع أو فنان لا يمكن أن يكتب من تجربة "صفرية"، أو ذاتية مطلقة، إذ إن أحدا لا يستطيع أن يجرد نفسه من تجاربه ومعارفه ورؤاه، ولا أن ينفصم عن تجارب الآخرين وأساليبهم وقيمهم.
التناص الشبكي في أرواح كليمنجارو
سأقصر مقاربتي لظاهرة التناص في المنجز الإبداعي لإبراهيم نصر الله على رؤيا محددة للجبل: صورة ورمزا ودلالات، مقارنه مع دلالة الجبل في بعض قصائد إبراهيم، ودلالته أيضا في لوحة فنية تشكيلية رسمها الكاتب نفسه من سنوات.
ولأن التناص هنا متعدد الأوجه والصلات فقد تصورته تناصا شبكيا مترابطا مكَّنا من نسيج تنتظم فيه ثلاثة من أنواع الإبداع الفني بعامة. ولا غضاضة في إثارة سؤال كهذا: هل كان صعود الجبل وبلوغ القمة غاية أم وسيلة -قبل الرحلة وبعدها- للفريق المتنوّع الصاعد، وكما عبرت الرواية عن ذلك في نهاية المطاف؟
إجابة عن هذا السؤال أستطيع القول إنه في سياق رواية "أرواح كليمنجارو" كانت الرحلة غاية ووسيلة في الوقت ذاته، وبصورة لا تنفصم إلى درجة الاندماج بين الغايات والوسائل.
يقينا أن بلوغ قمة هذا الجبل يعدّ بحدّ ذاته إنجازا فرديا وجماعيا، ما يعني تحقّق هدف ينظر إليه الناس بعامة بتقدير عال وإعجاب شديد. وبالنسبة إلى إبراهيم نصر الله الذي شارف آنذاك على الستين فقد كان إنجازا ونصرا للجسد من ناحية، مثلما كان إنجازا جسديا ومعنويا استثنائيا للفتيان الفلسطينيين الذين بلغوا القمة بأطراف صناعية وأجساد مصابة. وهكذا كان الوضع بالنسبة للواصلين الآخرين. ولأن "جبريل" كان بمثابة البقعة السوداء في الثوب الأبيض، فقد كان من الطبيعي أن لا يبلغ القمة. ولأن الجبل، أي جبل شاهق الارتفاع مثل كليمنجارو، غالبا ما يبقى عالما مغلقا للكثير من الناس، فإن الوصول إلى قمته يمثل رحلة نحو الاكتشاف والكشف والمكاشفة. هو اكتشاف للجبل ذاته وتفكيك لمغاليقه، وهو اكتشاف للذات لدى كل فرد من أفراد الفرقة الصاعدة. تقول ريما لنفسها:
"أنت بحاجة لأن تعرفي نفسك أكثر ربما، ونفسك لن تعرفيها تماما إلا بالآخرين. الآخرون ليسوا هم الناس فقط، إنهم كل شيء في هذا العالم"(2).
ريما، وغيرها، سوف يعمّقون وعيهم بذواتهم، كما سيدركون أن رحلة الاكتشاف سوف تؤدي إلى معرفة المزيد عن رفاق الرحلة، وسوف يكاشفون الآخرين بعلاقاتهم وتجاربهم وخلفيات حياتهم ويزداد النسيج الإنساني محبة ومتانة.
والجبل، وصعوده، وقمته تجربة في التحدي، تحدي الذات، وتحدي الجسد، وتحدي الإرادة. وهو، علاوة على ذلك، يمثل محكّا لتحدّي عناصر الطبيعة القاسية: الثلج، البرد، العواصف، الحيوانات، ناهيك عن تحدي الجوع، والعطش، والتعب، والألم. وهنا تتكشف أبعاد التآزر الإنساني، وتتجلّى جواهر القيم النبيلة بما تمثله من تضحيات وصبر وصمود، وكأن الفرقة الصاعدة تؤسس لعالم شبيه بالمدينة الفاضلة. فلم يكن غريبا أن يُعبِّر إميل عن الحالة بأن يرى: "الأمريكي واللبناني والفلسطيني والفلبيني والتنزاني والسعودي والأردني كأنهم نموذج هائل لبشرية يحلم بها"(3).
والجبل مصدر إلهام لصاعديه حول معنى البطولة، ففيما ينظر الفرد إلى ذاته نظرة أحادية في بداية الرحلة، إلا أنه سوف يقتنع ذاتيا عند بلوغ القمة أنه ما كان بإمكانه منفردا أن يصل إلى تلك النقطة، لولا مؤازرة الآخرين وسهرهم على احتياجاته وحياته، فيعود موقنا أن البطولة الحقيقية المنجزة إنما كانت بطولة جماعية. وهنا تحدث عملية تحوّل في الروح، إذ تمضي إلى أقصى مساحاتها وزواياها، وتتلاشى آلام الجسد وهموم النفس لتجتمع في روح واحدة متسامية، وكأنها "روح العالم"، هذا التعبير الذي ذكره إبراهيم نصر الله في "سيرته الطائرة"، إشارة إلى أن الترحال إنما هو بحث عن الروح في توحدها مع روح العالم.
والرحلة الجبلية، في غاياتها السياسية العملية المباشرة، إنما هي رسالة إلى الأعداء والأصدقاء، رسالة الإرادة والعزم، رسالة من هشّم الصهاينةُ أعضاءهم، وكسروا أطرافهم، وكأنهم يقولون للعام من على قمة كونية شاهقة: نحن هنا على ذروة من أعلى ذرى العالم نصعد نحو السماء في معراج واضح، بأطرافنا الصناعية، وحروقنا وآلامنا لتروننا، وإننا ماضون نحو أهدافنا بلا وجل ولا تردد وبعزم لا يلين، لأننا واثقون أن عدونا مهزوم في نهاية الأمر، وأن لنا في هذا العالم أصدقاء ذوو أرواح نبيلة وهمم عالية.
ولا شك في أن بلوغ القمة، وبخاصة من الفتيان الفلسطينيين المصابين، إنما هو معنى وجودي في أسمى معانيه، وفي تلاحم الإرادة والحرية والمصير.
والجبل طريق لتحقيق الغايات، فهناك سهام التي صعدت الجبل وفي حلمها أن تنجب طفلا قويا كالجبل، وعاليا مثله. أما نورة فقد أرسلت حال عودتها من الرحلة بصورتها، وهي تتربع مبتسمة فوق القمة، لذلك الضابط الإسرائيلي الذي حاول أن يحول بينها وبين المشاركة في الرحلة، وتحداها إن تستطيع الصعود. وجيسيكا قهرت خوفها وترددها وأصرّت على الصعود، فيما تمرّد هاري على هيمنجواي وخرج من سطور النص الروائي/ السينمائي وصعد الجبل، وتجاوز هيلين–قمته الواطئة. لقد تخلص الطيبون ذوو الأرواح النبيلة أصلا من أدران سابقة، أو حققوا أهدافا وضعوها لأنفسهم. ولقد بدا الجبل وكأنه شخصية من شخصيات الرواية، واختفى إبراهيم لكنه حضر كراو عليم، فيما تألق "صول" الذي نطق بالكثير من قيم ورؤى الكاتب الذي وزّع الحكمة أيضا على ألسنة العديد من الشخصيات. حتى صول ذاته مرّ بتجربة تحوّل في وعيه لعلاقته بالجبل، إذ كان يرى الجبل، من فرط عشقه له، مُلكا حصريا له، إلا أنه حينما خاض التجربة مع الفتية الفلسطينيين "أحس أن روحه تنضج على نار من نوع آخر، وأنه أدرك أن المرء لا يمكنه أن يصعد القمة وحده إلا إذا اصطحب الآخرين معه."(4).
وخلاصة القول لما سبق أن بلوغ القمة في أرواح كليمنجارو إنما كان رمزا قويا لرحلة في التطهُّر والتحوّل.
* * *
تلك كانت صورة الجبل وقيمته ودوره وتأثيره في الرواية قيد البحث، فأين تمثل تناصه في شعر نصر الله؟
في قصيدة بعنوان "شهداء" وردت في ديوانه "مرايا الملائكة" الصادر في عام 2001، جاء ما يلي:
"هناكَ الكثيرُ/ ولكنَّهم ههنا لا يريدونَ غيرَ الأَقَـلْ/ صباحٌ أليفٌ / وضحكةُ طفلْ/ حياةٌ تسيرُ/ ويومٌ يَمـرُّ/ وعُمْرٌ يضيعُ/ وقمحٌ يحاولُ أن يتصابى فيعلو كنخلْ!/ ونَهـرٌ صغيرٌ يرى حُلْمَـهُ في تَسَلُّقِ تـَلْ!
هناك الكثير/ ولكنَّهم ههنا لا يريدونَ غيرَ الأَقَـلْ/ صعودُ الجبلْ"(5).
ما بين تاريخ نشر المجموعة الشعرية المذكورة، وهذه الرواية أربعة عشر عاما، وهنا نتأمل دلالة "صعود الجبل" كغاية للشعب الفلسطيني وأطفال فلسطين وشهدائها، فيتضح أنها رمز للحرية والكفاح من أجل حياة تليق بشعب. وهذا بدوره يقدم شاهدا على أن رمزية الجبل ودلالاته قد وردت في شعر نصر الله قبل صدور هذه الرواية بزمن طويل، ما يشكل إشارة جلية على التناص مع المنجز الذاتي الشعري-الروائي للكاتب. والجديد بالذكر هنا أن تعبير "صعود الجبل" قد جاء في نهاية القصيدة، فيما جاءت القصيدة بدورها في نهاية الديوان، ما يعني أن الشاعر ترك الباب مشرعا أمام الأمل وحتمية النصر.
سوف نعثر على شواهد أخرى في شعر نصر الله عن الجبل، والصعود، والقمة، ومن يتأمل قصيدة نصر الله الطويلة بعنوان "الطائر" ، والتي كتبها عام 1985، أي قبل ثلاثين عاما من إشهار أرواح كليمنجارو، سوف يصاب بالدهشة منذ بداية القصيدة التي يقول فيها:
"ها هو الكونُ يصعدُ من حُلُمٍ غامضِ/ وبقايا مساءٍ طويل/ أُحدِّقُ من قمةٍ/ أتساءلُ: هذا الضّبابُ ابتداءُ التفتُّحِ في الكائناتِ الوحيدةِ/ أمْ قبّعاتُ النخيلْ؟.... أُحدّقُ من قمةٍ فأرى الناسَ تسعى طيوراً/ هي الأرضُ.. كانتْ سمائيَ منذُ وُلِدْتُ/ وكانَ الفضاءُ طريقي"(6).
والطائر المقصود في عنوان القصيدة، من دون أن يبوح به الشاعر، هو الهدهد، لكن الإحالة الضمنية لهذا الطائر تعود في تقديري إلى الشاعر نفسه، ولا غرابة في ذلك، فقد منح جبران خليل جبران الشاعر سمة "النبي". والطائر/ الشاعر في هذه القصيدة الرائعة، ذات الرؤيا العميقة، والبناء المتماسك/ واللغة الرمزية المكثفة، يحرِّض الخانعين على النهوض، والقانعين بالقيعان إلى ارتياد القمم، وعدم الاستكانة والانحناء:
"هو الرعدُ ثانيةً/ فانحنيتمْ/ صرختُ اصعدوا جبلَ الغيمِ نقتلعُ الرُّعبَ من جذرهِ/ فانحنيتمْ/ عرفتُ بأن الجناحَ سيبقى لنا معشر الطيرِ/ لا غيرنا/ ولكم ظلُّكمْ عالقاً بخطاكمْ/ كبحرِ الظلامِ وأوتادِ ثيرانكمْ والخيامْ!"(7).
وبهذا المعنى فإن رحلة الصعود الجبلية، وبلوغ القمة في "أرواح كليمنجارو" إنما هي تعبير مضمر عن رفض للقيعان والرضوخ والاستسلام، وهنا نستدعي، في هذا السياق، حكمة "صول":
"في كل إنسان قمة عليه أن يصعدها وإلا بقي في القاع مهما صعد من قمم"(8).
ومن هنا تجيء رحلة الصعود إلى القمة محمّلة بدلالاتها الرمزية الشفافة والمضمرة باعتبارها رحلة إلى قمم داخل النفس البشرية، وما الرحلة الخارجية إلا السياق الفني للأحداث.
وإذا كان هذا التناص في الرؤى والرموز والغايات قد بدا ملموسا بالشواهد النصيّة في الرواية والقصيد، وأسبقية الشعر على الرواية، فإن تأمل إحدى لوحات إبراهيم نصر الله التي رسمها في عام 1989 وعرضت في معرض "كتّاب يرسمون" يقودنا إلى رؤية هذا التناص مشتبكا في ثلاثية فنية بديعة: اللوحة والرواية والقصيدة.
في تلك اللوحة التي تحمل عنوان "التحوّل" يرى المشاهد المتأمل جموعا من الناس في اصطفاف شبيه بقافلة بشرية طويلة متجهين صوب الجبل، وكلما اقترب المتقدمون منهم نحو الجبل سرعان ما يتحولون إلى طيور محلِّقة باتجاه القمة. وسوف نجد لهذه اللوحة التي رسمت قبل ستة وعشرين عاما من الرواية تناصا لمضونها في ثنايا الرواية ذاتها. وسوف أقتبس من الرواية ثلاثة شواهد تؤكد هذا التناص، أنقلها كما يلي:
"أحسوا أنهم لم يعودوا في هذا العالم، شيء ما غريب منحهم إحساسًا لم يعرفوه من قبل، إنهم على كوكب آخر، إنهم يحلّقون في السماء"(9).
"كان على سهام التي كانت أكثرهم تعبًا أن تتشبث بنفسها، وقد أحسّت بأنها على وشك أن تركض نحو حافة الجبل كي تطير!"(10).
وما إن انتهت [سوسن من الغناء] حتى حلّقت الزغاريد مثل رفّ طيور بيضاء فوق قمة الجبل!"(11)
هل توقف التناص هنا؟ لا، ليس بعد، ففي قصيدة بعنوان "أجنحة" وردت في ديوان "أناشيد الصباح"، الصادر عام 1984، أي قبل واحد وثلاثين عاما من "أرواح كليمنجارو".
"تعودينَ من رحلةِ النّشوةِ الغامرةْ/ باتجاهِ يدَيّ/ تنفضينَ حقولَ الندى عن ذراعيكِ/ تشتعلينْ
فأعرفُ أنكِ بعدَ دقائقَ/ بعدَ دقائقَ/ سوفَ تطيرينْ!"(12).
وهنا يمكن القول إن التناص الشبكي-التبادلي ما بين القصيدة واللوحة والرواية قد بات واضحا بشواهده النصية ورموزه ودلالاته.
ولهذا التناص أهميته ومعناه، إذ يعكس انسجام المنظومة القيمية والرمزية وتكاملها لدى الكاتب-الفنان الذي يتمتع بقدرة استثنائية على التعبير عن الذات والوعي والغايات بأنواع فنية متعددة وبمواقف إبداعية مختلفة. كما يمثل التناص حرص المبدع على تعميم الرؤى والقيم عند القارئ، سعيا وراء عالم أجمل.
نضع الرواية واللوحة والشعر جانبا ونبقى ننتظر، ترى: ماذا يخبئ لنا إبراهيم نصر الله من مفاجآت مبدعة في قادم الزمان؟
(ناقد وأكاديمي)
* * *
هوامش
(1) إبراهيم نصر الله، أرواح كليمنجارو، دار بلومزبري ومؤسسة قطر للنشر، الدوحة، 2015.
(2) المرجع السابق، ص (129).
(3) المرجع السابق، ص (171).
(4) المرجع السابق، ص (348).
(5) إبراهيم نصر الله، مرايا الملائكة، ط1، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2001، ص ص (169-177).
(6) إبراهيم نصر الله، الأعمال الشعرية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1994، ص (327).
(7) المرجع السابق، ص (331).
(8) الرواية، ص (318).
(9) الرواية، ص (354).
(10) الرواية، ص (355).
(11) الرواية، ص (357).
(12) إبراهيم نصر الله، أناشيد الصباح، الأعمال الشعرية، ص (258).