يفسد المكياج على وجه السيدة بعد وجع الانتظار .. يتخثر الوقت من حولها كفرائس صغيرة بلا لون , فيكتنز صوتها الودود لشجار أخير مع زوجها المصنوع من الخردل و البلاستك .. تستند على جدار الوحدة و تفكر ببقايا الطعام الذي تركته في المطعم الليلة الفائتة .. تفكر بالنادل و عينيه الذهبيتين و فمه المليء بحكايات لا نهائية .. تفكر باقتناص وردة بلون الخيال لتدفعها نحو حبيب افتراضي .. ترن الأفكار في رأسها كأجراس تائهة في حقل من اللوز . لا أحد يستمع لهذا الرنين سوى جدار أسمر و بضع أرائك عاطلة !!
فجأة تتوقف السيدة عن الحياة و تسحب علبة المكياج الرطبة استعداداً لجولة أخرى من اللا جدوى و الانتظار .
في نص مكثف قصيراً تختزل الكاتبة العراقية الشابة العالم الداخلي لامرأة تشعر بالاغتراب عما يحيط بها الزوج والمكان والوجه والحياة، فتحلم بلحظة عابرة في مقهى ونادل لتعود معاودة لعبة الانتظار والألم.
وقـت