في نص مكثف قصيراً تختزل الكاتبة العراقية الشابة العالم الداخلي لامرأة تشعر بالاغتراب عما يحيط بها الزوج والمكان والوجه والحياة، فتحلم بلحظة عابرة في مقهى ونادل لتعود معاودة لعبة الانتظار والألم.

وقـت

نـبـأ الشـمري

يفسد المكياج على وجه السيدة بعد وجع الانتظار .. يتخثر الوقت من حولها كفرائس صغيرة بلا لون , فيكتنز صوتها الودود لشجار أخير مع زوجها المصنوع من الخردل و البلاستك .. تستند على جدار الوحدة و تفكر ببقايا الطعام الذي تركته في المطعم الليلة الفائتة .. تفكر بالنادل و عينيه الذهبيتين و فمه المليء بحكايات لا نهائية .. تفكر باقتناص وردة بلون الخيال لتدفعها نحو حبيب افتراضي .. ترن الأفكار في رأسها كأجراس تائهة في حقل من اللوز . لا أحد يستمع لهذا الرنين سوى جدار أسمر و بضع أرائك عاطلة !!
فجأة تتوقف السيدة عن الحياة و تسحب علبة المكياج الرطبة استعداداً لجولة أخرى من اللا جدوى و الانتظار .