يكتب الشاعر المغربي لحظة وجودية مفعمة بالكثير من الدلالات، حيث إرادة الحياة والحق في الحلم في حين يكرس هذا العالم خيباته، الحياة في صورها وفي حالات الألق التي تقود الشاعر الى تلك الأقانيم القصية الداخلية، وحقه في أن تكون إنسانية الإنسان بديلا وهو السؤال المؤجل الى حين أن يصبح لهذه الذات حقها في الوجود.

هذه الأحلامُ لنا

جمال الموساوي

هناك من الحب ما لا يشاعُ:

الشارعُ أمّ ثانيةٌ.

 

هناك من الحلمِ ما لا ينتهي:

الأرضُ شركُ المحبينَ.

 

هناك من الصدق ما لا يصدّقُ:

السماءُ ظلٌّ مشتركٌ.

 

هناكَ روحٌ تقود الخواطرَ.

أجراسٌ تقرعُ. لمن؟

 

هناك هذا السؤالُ.

 

هذا السؤال القديمُ الموروثُ الباقي الذي لا يتقادمُ.

هذا السؤالُ المزدحمُ.

هناك العقلُ.

هناكَ العاطفةُ.

كلما امتدّ نور من الشمسِ،

كلما تدلى قمرٌ إلى القلبِ،

يشتعلُ هذا السؤالُ الذي لم يشِبْ قطّ.

لمنْ؟

 

كأنّ الأحلام تتقاطرُ

كأن الشارع نهرها الجارفُ

كأنه بحرها الحاضنُ.

كأن القلوبَ البرزخ الذي إليه تأوي.

الأحلامُ لا تهربُ:

هي العلاماتُ.

إشاراتٌ في كتاب الحبّ الصوفي.

هي الطريقُ الأقصرُ إلى الحياة.

هي الجوابُ المثيرُ على مكر التاريخِ:

من أجل هذا الوطن الممتدّ كنا هنَا

أشجارا واقفةً ليمر الموكبُ الوطني إلى كرامته.

ليمر الإنسانُ،

ويكونَ الإنسانُ، ويحيا.

أشجارا ذات ظلالٍ،

من أجل هذا الوطن الممتدّ كنا هنا.

الأحلامُ تتقاطرُ.

الشارعُ نهرها الجارفُ.

الأحلام أجراس معلقة في أعناقنا.

لمنْ؟

لمن؟