يعيد الشاعر والكاتب الفلسطيني المغترب تأمل هذا الراهن الفلسطيني الملتبس، حيث الجرح المفتوح دوما على مزيد من الانكسارات، حيث يظل الإنسان وحيدا أمام ترسانة التقتيل، يعيد الشاعر كتابة اللحظة بما هي حالته الخاصة في قدرتها على جعله يلتقط تلك التفاصيل الصغيرة الملتبسة حين ينمحي كل شيء، ويظل الوجع وحده يحفر عميقا في لغة القصيدة.

مثل ظباء المروج

حسن العاصي

1

كان علينا أن نحزم أرواحنا

قبل أن نخلع عيوننا

وأن لايشيخ جدارنا

على مقربة من ولادتنا

بعيداً عن موج الموانئ

حيث نلملم صدأ الرحيل

حد القارب

وحيث ينكمش الدفء

حد الغياب

ربما كان علينا

أن نموت كل غياب

بسبعة دروب

كي تتدحرج الخطى

على خد السنبلة المائلة

2

رغم أني لم أكن يوماً

زاهداً مثل جميع الأولياء

في كل ليلة أحلم

إني أوزع حبّات العنب

على ملائكة الله

أقطف الكستناء لهم

من حوائط الضوء

مثل طائر الفضة

أقشّر الجنة للصغار

مثل اليتامى هم

يمسكون بذيل الغيمة

أرواحهم فقدت جبهتها

والرائحة تنتظر على الجدران

شاحبة وباردة

3

مثل ظباء المروج

تتفيأ شراع الصَّحو

يبحث الصغار في سفر الفراشة

عن رؤيا التراب

وحده ريحان طفولتهم

كالدروب بلا سراج

تشخص عيونهم ناحية السماء

وحين تنمو رائحة المطر

يغلق الغيم نوافذه

يجرون بعيداً

بعيداً كثيراً

لكنهم

لا يغادرون..