لا قدرة أمام الشاعرة المصرية على الاحتمال، سواء أن تفرغ هذا النص الشعري القصير، ففي أقصى لحظات التجلي، تعيد الشاعرة تخطيط أنطولوجيتها الخاصة ونواتها الوجودية، في محاولة لرسم "أناها" المحبطة والمنجرحة بالانكسارات وأيضا في قدرتها على توصيف هذا الملمح الإنساني اليوم في مشهد الضياع والخسران واللاأفق.

تقيؤ

ديمة محمود

أنا أتقيأ الآن

نعم أتقيأ!

ألعنُ الجيناتِ

التي صنّفتني لِلحظيرة الآدمية

وأعارتني

لهذا الهباء

*

أتمنى لو كنت قطةً

جرباء

أو شيرازية

أو كلباً مسعوراً

أو مهذباً

لا يهمّ

أتمنى لو كنت طيراً صغيراً

أو ذبابةً محملةً

بِميكروبات مقالبِ النفاية

أملك جناحين

لأذهب بعيداً

وأنتزعَ روحي

من هذا الوكر البشريِّ

العصبويِّ النتن

*

يا...

أريد مخرجاً

إنني أختنقُ

وأطفو في الغثيان

زبدٌ كثيف يخنقني

ولا أصرعُه!!