بشغف بالغ ومرارة البعاد وولع الحاجة للحضور، تكتب الشاعرة الفلسطينية عن أمل لقاء يتخذ شكل التحام أبدي، رغم الغياب والبعاد تلملم الشاعرة بقايا طيف يسكنها وهي تحاول ما أمكن توصيف هذه الرغبة المتأججة للقاء.

خَـبِّـئِـيـنِـي.. تَـحْـتَ قَـمِـيـصِـكِ الْـمُـعَـطَّــرِ

آمال عوّاد رضوان

آهٍ مِنْ طُفُولَتِكِ الْــ تَتَشَاقِينَهَا بِي

لَكَمْ تُحْيِينَ بِي جِرَاحًا

فِي مَكَامِنِ هَدْأَتِي

وَتُسْعِدِينَنِي .. بِعَزْفِ آلَامِكِ!

دَعِينِي أَتَسَامَى

إِلَى فَرَاشَاتِ حَرْفِكِ!

خَبِّئِينِي.. تَحْتَ قَمِيصِكِ الْمُعَطَّرِ

لِأَحْتَشِدَ .. بِفِرَاخِكِ

وَلِأَزْدَحِمَ .. بِزَغَبِ بَرَاعِمِكِ!

آهٍ أَيَّتُهَا الْهَارِبَةُ

أَنَا دُونَكِ "لَا هَارِبَ لِي وَلَا قَارِبَ"

فَلَا تَتَمَلَّصِي مِنْ مَرافِئِ اسْتِجْمَامِي

بَلْ.. أَرْفِئِي سَفِينَتَكِ فِي مَرْسَايَ

لِأَرْفَأَ قَلْبِي مِنْ جِرَاحِكِ!

رَفِّئِيني .. بِوِئَامِكِ وَالْهَنَاءِ

ولَا تَتَنَصَّلِي مِنْ دِفْءِ جَسَدِي !

أُرُيدُكِ.. أُنْثًى مُشْبَعَةً بِي

تَهْذِي في مَجَاهِلِ الدِّفْءِ

بِحَرَارَةِ ذِرَاعَيَّ

أرُيدُكِ.. امْرَأةً لَا تتَحَسَّـرُ

عَلى ضَيَاعِ شَغَفِ الصَّبَاحِ!

***

لَا تُؤَطِّرِي حَوَاسِّي

واُتْرُكِينِي

أَعْبُرُ فِي مَطَالِعِ فَجْرِكِ

كَعُصْفُورٍ .. أَرْهَقَهُ الْبَلَلُ!

وَأَرْسُمُ مِنْ لَوْنِ سَمَائِكِ عُمْري

وَمِنْ أَجْلِ عَيْنَيْكِ

أَحْتَرِفُ .. آخِرَ الْحُرُوفِ

وَأوَّلَ .. إيحَاءِ حَيَائِكِ!