لحظة الشك بمعناها الوجودي حين تختصر في كلمات قليلة، هي هنا فيما يقترحه الشاعر المغربي أكبر من دلالة لحظية بل تتعدى أن تكون الوطن والمكان المؤشر على وجدان الطفولة والذاكرة، وحالة الالتباس القصوى التي يعيشها العالم، أكثر من تفاصيل صغرى ترسمها هنا قصيدة الشاعر وهي يفتح قوسا على قوس نداء داخلي.

بين قوس وقوس

محمد بلمو

(كأَنّ يَدِي لَيْسَتْ

يَدي

والأَصابِعُ رَمْلٌ

كأنَّني لَسْتُ

هُنَا

والسَّماءُ حَمْقاءْ

كلُّ هذا الذِّي نَرى

لا يُرى

كلُّ هذِه التي تُمْطِرُنا الرِّياحُ

ليْسَتْ أَكاذِيبْ

كيْ نَنامَ بِلا خَوْفٍ

ونَحْلُمَ قليلاً

 

كأَنّ يَدِي لَيْسَتْ

يَدي

والأَصابِعُ رَمْلٌ

كأنَّني لَسْتُ

هُنَا

والسَّماءُ حَمْقاءْ

كأن الكلماتُ

ليستِ الكلماتْ

والحُروفُ تَجاعيدُ قَلْبي

كأَّنَّ بِلاَدٍي بلادٌ

كيْ أُعِيدَ لِروحِي

رُوحَها

كيْ أَخُطَّ كَلِماتِي

الَّتي تَقُولُنِي

كيْ تَعودَ يَدي

إِلىَ يدِي

يَدٌ

تُشَيّدَ منْ يَأسِ قَلْبي

غَدِي

 

كأَنّ يَدِي لَيْسَتْ

يَدي

والأَصابِعُ رَمْلٌ

كأنَّني لَسْتُ

هُنَا

والسَّماءُ حَمْقاءْ

تهْربُ الأَحْلامُ مِن وَعْرِ التَّحقُّقِ

وَيَدي كَأنَّها لاَ تَرَى

لا تهزُّهَا نَخْوَةٌ

لا تُطْلِقُ سَراحَها

قُيُودٌ

كيْ تَرْقَصَ

مَع فاكِهَةِ الحُقولُ

كيْ تُرافِقَ الأزْهَارَ

إلى مَوْعِدِ الوُصولُ

إلىَ فَرحَةِ التُّرابِ

إلى يَدي

كيْ تُمْطِرَ دِفْئًا

في كُلِّ الفُصولْ

 

كأَنّ يَدِي لَيْسَتْ

يَدي

والأَصابِعُ رَمْلٌ

كأنَّني لَسْتُ

هُنَا

والسَّماءُ حَمْقاءْ)

 

في قصبة بني عمار- 15 شتنبر 2017