تنشر الكلمة في هذا العدد قصيدة لشاعر مغربي من الشعراء الشباب، حيث يتلمس دهشة القصيدة ويصوغ من خلالها عوالمه الخاصة، في ترميم الخراب الذي يسكنه ويسكن العالم، قصائد شفافة تتمرد على المطلق والحقيقة.

العائد من منفاه

زكرياء قانت

ما الشعر إلا محاولة الدهر السقيمة لاحتواء خراب الأمكنة

نرمم الفزع، نزخرف الشتات وصدى البنادق

بوصلة الفراغ تصنع من الحمقى كهانا يهرولون بجلابيبهم

نحو منصات الخطابة المشيدة سهوا

دون حضرة ابن رشد

طلاسيمي شعر جاهلي لم يقرأ بعد

لم يقرأ بسوق عكاظ لتتبعني أفواج الغاوين

بين البدر وأول خيط ضوء ملائكي

أجلس هناك لأمتص رحيق الورد

شعري ذاكرة جرة، خمر مقطر

من حلمة نهد آلهة إغريقية

شعري جناحا نحلة لا تلسع

تموت وحيدة بين ندى الحقول

أمسح حذائي

أعدل ربطة عنق القصيدة

أجري نحو المقهى

لألتقي ظل عشيقتي التي اختطفتها

الرياح

 

تحاول قتلي

 

بعض القصائد لا تحتاج لحبر لتكتب بعض القصائد

تقع بين الحجاب و النهد الأيمن لرفيقة الزغاريد الملائكية

تتحرش السجائر بولاعتي

تحاول قتلي

أتركها وحيدة لتنطفئ

ينفتح الزر حور من حور الجنة

أمامي ضحكة تغمرني فرحا

كنه الحب و لبه

ضحكة و لمسة

شهيق أول و زفير أخير

يبادل البشاعة بالجمال

أذان يرفع عيد المؤمنين ابتدأ ها هنا

أذرف الدمعة الأولى فوق خد الجمال

أنهض لأجلس و لتجلس و لنجلس

نختبئ كالحمقى بين أذن الحائط الأول

و مصاعد الطابق الأخير

أبادل البشاعة بالجمال مجددا

و أستمر بالسير

(ليس وحيدا هذه المرة )

هرقل و أميرته الجميلة و وحشها

الذي يحمل في داخله برعم طفل و شرنقة ضفدع

يقفز بين الأنهار بحثا عن الأميرة التي اختطفها الذئب

لأعلى التل..

 

 

شاعر من المغرب