يقترح الشاعر الفرنسي شكلا استعاريا للكتابة، حيث يستعير الأطراف والأجزاء كي يشكل نصا يوازي هذه العزلة التي يستشعرها الشاعر، ويقترب الرسم من فعل الكتابة كي يخط الشاعر اللغة ومن خلالها يقترب من تعريف بسيط لذاته.

المعطف

أَرْنُـو بُوجُـو

ترجمة: مصطفى دحية

 

ذات يوم

رسَمْتُ من الكلماتِ مِعْطَفا واسِعا

الأكمامُ من قصائدَ

والكتفان من لُغَة دَارِجَة

والْجُمَلُ خِرَق بَالِيَة

تَتَدَلَّى حتَّى يَصِل ذيْلُهَا الأَرْض

في شَكْل مَقَاطِعَ وحُرُوْف مُمَزّقَة وسَـخَافَات.

نَحْتَاجُ إلى الكِتَابَة

كَيْ نترُكَ حِكَايَة لِمَن يُعَاوِدُون الظُّهُورَ مِنْ جَدِيْد

نَكْتُبُ...

نَكْتُبُ...

نَكْتُبُ

خِشْيَةَ أَلاَّ نَتْـرُكَ حِكَايَة عِـبْر أَسْئِلَتِنَا.

 

انْشِقَاقَات السَّمَاء

تَفْتَحُ انْشِقَاقَاتُ السَّمَـاءِ عَلَى حَيَوَات أُخْرَى

عَلَى التّوَارِي فِي الْمَجْهُول.

أَسِيرُ نَحْوَ مَشَاهِدَ أُخْرَى

حَيْثُ البَحْرُ وَاسِع

يَسْمَحُ بالكِتابة لَيْلَ نَهَـار

بالقُرْبِ منْ نَارِ الْمَوْقِد.

***

أَسْبَح لِسَاعَات طويلة

حَدَّ الْغَرَق

إِلَى الوَرَاءِ أَعُود

أَصَادِفُ طَاوِلَة عَلَى الشَّاطِئ

عليها باقةُ أزْهَار.

***

في الصَّيْف

قَبَس من الضَّوءِ وابْتسَامة

وفي بعض الشِّتَاءَات

يَدفعني السَّريرُ إلى لَيَاليَ أخْرى.

ومُنْذ اليَوْم

أَصبَحْتُ لا أعرفُ تماما هذه الأشُيَاء

لا أذْكُرُها

أَجْرِي إلى الوَرَاء

تماما

لا أذْكُرُها.