دِمَشْقِيْ
كَمْ سوفَ يلزَمُني منَ الخَيباتِ كي أدنوْ إليكِ
أنا بعيدٌ فيكِ عنكِ
أنا غريبٌ يا دِمَشْقِيْ
قد أتيتُكِ حافِيَ الأفكارِ
فوقَ النارِ والأشواكِ
بِيْ عَطَشُ القصيدةِ لاكْتِناهِ اللازَوَرْدِ
ولم يجِدْني ياسَمينُكِ حينَ فتَّشْتُ الدُّخانَ
ولم أَجِدْني في طريقيْ
عَذِّبيني كيفما يحلو لجرحِكِ
سوفَ أغرقُ شامخاً في دَمعِ صبْحِكِ
سوفَ أرفَعُ بسمةَ الفودْكا:
بِصِحَّةِ صمتِكِ العبثيِّ
يا جدوى حريقيْ
31/08/2016
في حُمَّى الخيام
يَزْعُمُونَ بأنَّ البيوتَ التي قُتِلَتْ فيكِ
أنَّ الأماكنَ
عمَّا قليلٍ صحارى تصيرْ
يَرْفَعونَ الخيامَ وهم يُنْشِدونَ نصوصَ الغبارِ
ولا يَعْبَؤونَ بحزْنِ الحماماتِ
كم وَتَدٍ غَرَسوا والتُّرابُ توجَّعَ من وَخْزِهِ!!
كلَّما نصَبوا خَيْمةً
جئتُ حتّى أخرِّبَها يائساً بالغناءِ وماءِ القصائدِ
بالرقَصَاتِ
يا بلاداً بريئةْ
لقد كَثُروا
بعثوا نوقَ أفكارِهِمْ في مداكِ لترعَى العِنَبْ
وها أنذا الآنَ واليأسُ يملَؤُني
تبعثُ الخمرُ وحياً رقيقاً بقلبي:
ستبقينَ مأوى العصافيرِ،
إني أُحِسُّ بروحِ كرومِكِ صاحيةً للأبدْ،
ومضيئةْ
هِجْرة أليفة
الخوابيْ بلادُكِ تغفِيْنَ في دِفئِها
وأنا الآنَ منفاكِ تبتسمينَ بعمقِ خرابيْ
أنتِ لا تحزنينَ على الدَّنِّ والكأسِ
لا تُجْرَحِينَ منَ اليأْسِ والشَّكِّ فيَّ
كَشَهْوَةِ عاشقةٍ في المساءاتِ تنطلقينَ
مروجاً من الذِّكرياتِ بلا ريشةٍ ترسُمِينَ
تُضيئينَ فيَّ رَفِيفَ الصُّوَرْ
ليتني كنتُ مثلَكِ:
لي وطنٌ من زجاجٍ
أُفارقُهُ باسماً باغترابيْ
لأُخدِّرَ جُرْحاً بنظرةِ ثَكْلى
وأمنَحَها بسمةً هشَّةً من سرابيْ
31/10/2016
هَلْوَسَاتٌ من ليلِ القَلِقِ
يسيرُ
يعُبُّ خطاهُ،
صدى صمتِهِ،
وحنينَ يديهِ إلى أيِّ ريشةْ
يُراقِبُ نومَ المباني التي هدَأَتْ بينَ أيدي الظّلامِ
كطفلٍ تُهَدْهِدُهُ أمُّهُ بعدَ يومِ تعبْ
يتساءَلُ:
من أيقظَ الضوءَ في ذلكَ البيتِ؟
هل هيَ أمٌّ تخافُ على ابنِها في المعاركِ؟
هل هيَ أنثى تُفَكِّرُ في حزنِ عاشِقِها؟
أم أبٌ أرِقٌ، خائفٌ من ذبولِ البلَدْ؟؟
يُديمُ النَّظرْ.
ويُهَلْوِسُ:
يا ليتني كنتُ ربَّاً،
سأحرُسُ أيَّامَكمْ من رياحِ الحروبِ،
سأُلقي على حُرْقَةِ الأُمِّ والأبِ ماءَ سلامي،
وتلكَ الفتاةُ سأحضنها بسديمٍ من الرَّغباتِ
لتغفو ببَردِ سَكينةْ......
...يتعثَّرُ في وهمِهِ
وتؤَرَّقُ أحلامُهُ برصاصٍ يهزُّ المدينةْ
فيفزعُ،
يركضٌ هَشَّاً كأيِّ فراشةْ
شريداً بدونِ هدفْ....
15/4/2018
عيونٌ عَسَلِيَّة
إلى فاطمة/أمّي
أنذا أُؤَنِّبُني كما في الأمسِ كنتِ تُؤَنِّبينَ.
بحثتُ عنِّي..
عن حمامٍ لم يُغَنِّ بغيرِ صوتيْ
وانتظرتُ من البلادِ كَرَزْ
وضِعْتُ وفاضَ صمتي.
صاحياً الآنَ يا أمِّي تُعذِّبُني الهزيمةُ في بلادِ القمحِ
يذبحُني من الطرقاتِ أن تعتادَ نارَ الجُرْحِ
بعدَ حَفيفِ حُلْمٍ قد ذَهَبْ
وأنا الذي يحتجُّ بي شَكْلُ الأفُقْ
هل أستطيعُ الغوصَ في نهرِ التأقْلُمِ؟!
لن أكونَ سوايَ يا أمَّاهُ..
لن أنسى انكساراتِ الشَّوارِعِ كي أنامَ
فَضَمِّديْ كَوْنِيْ
دَعِيْ هذا العسَلْ
ضوءَ يمرُّ إليَّ من عينيكِ
كي تنسى عيوني ما رأتْهُ من الفشَلْ
سأبُلُّ روحي منهُ..
أحضنُهُ وألمحُ فيهِ طفلاً كنتُهُ
نَشْوانَ تحتَ الثَّلْجِ يرجِعُ آمناً،
لِتُنَشِّفيهِ وتَحْضُنيهِ من البلَلْ
12/06/2017