هي نصوص شذرية قصيرة تعتمد تقنية المفارقة في الإشارة الى بعض الظواهر، سواء منها التي تأخذ لبوسا طائفيا أو مذهبيا، لكنها في النهاية تخلص الى حالة العبث واللامنطق التي أمسى يعيشها العالم العربي اليوم في ظل حالة الانتكاس الكلي..

كل وفقا لمذهبه

بن يونس ماجن

 

1

محراب حديدي أكله الصدأ

وآخر خشبي أنهشه الدود

وصليب شائك ينزف دما

 

2

الكل يجلس القرفصاء

سبحة من خردل

وآخرى من الدفلى

 

3

الكل يشتم ويسب

الكل يلعن ويغضب

الكل من الحقيقة يهرب

 

4

الكل يتلوا سورة "المنافقون"

الكل يتلوا سورة "المؤمنون"

حجارة من السجيل

أم حجارة من الطين

 

5

الكل ينتظر خروج مهديه

والآخرون ينتظرون "جودو"

للعبث به..

 

6

الكل يحمل صخرته

اما سيزيف العرب

فألقى بصخرته في قاع البحر

 

7

الكل في صدره وجع غائر

وعقله حائر وخنجره ثائر

الكل يسعى الى تكفير الاخر

من الصالح

من الطالح

 

8

السباق الى الجنة والنار

صراع بين الحياة والموت

عمائم ومآذن ولحى ومصاحف

أين الثابت وأين المتغير

 

9

قارئة الفأل

تتقيأ في فنجان قهوة

ثم يغمى عليها

لقد تنبأت

أن الحرب العالمية الثالثة آتية لا محالة

 

10

زجاج البلار

يكره النرجسيين

شريعة الماء والكلأ

شعبوية التتار

 

11

ثمة فرق متهلوسة

كأنها عصافير نصف نائمة

في قفص مظلم

أمام ذئب وديع

 

12

لماذا لا تتجانس الحروف مع النقاط

وتتزاوج الاقلام

ما أكثر العوانس

والعوازب

 

13

هذا شيوعي ملحد

وهذا علماني لبيرالي مجدد

وذاك ماسوني يتغزل

بهيمنة العالم

 

14

من باب نصف مفتوح

يطل الميت المذبوح

ينفض عنه

سواد العتمة ويتثاءب

ويتساءل ما هو الفرق بين:

أنصار الفئة الباغية

ومريدي الصوفية

 

15

طوائف تتأجج

وخوارج بعمائم مفخخة

ومليشيات داعشية بلطجية

من هم المسلمون

ومن هم القاسطون

 

16

هؤلاء يطلبون السعادة

ولو في قعر الجحيم

وأولائك يسعون الى اصطياد نبتة الخلود

ولو في قعر المحيطات

في عصر الذل

والهوان

والعار

تحالف الحمار

والثعلب

وسارق النار