في قصيدة الشاعرة الفلسطينية تكثيف بالغ للحظة مواجهة، لا تتوقف ومنذ الأزل، مع هذه العقلية العنيفة والتي غيرت كل شيء غير أنها تحضر هنا بميسم مختلف مادامت المرأة الشاعرة هنا تواجه انكسارها وغربتها ومنفاها أمام رغبة محمومة كي تنعتق من جديد.

بِرْفِيرُ غُرُوبِكِ!

آمال عوّاد رضوان

 

مهداة إلى شرقِنا اليتسربلُ برفيرَ غُروبٍ/ في مهرجانٍ دمويٍّ ليسَ يُحَدُّ!

 

مَذْهُولًا..

تَقَافَزَ بِرْفِيرُ غُرُوبِكِ

يَتَقَمَّزُ .. بِحِذَاءِ غُرْبَتِي

وَفِي شِعَابِ غصَّةِ اضْمِحْلاَلِي

تَسَرْبَلَ .. مَلاَمِحَ فَجْرٍ طُفُولِيٍّ

كَمْ أَخْفَقَ .. بِخَطْوِهِ الْفَصِيحِ!

*****

خِنْجَرُ يَقَظَتِكِ .. المُذَهَّبَةِ بِأَقْمَارِكِ

غَــيَّــبَـــنِــي

فِي مَنَافِي لَيْلٍ أَعْزَلَ

مَجْبُولٍ؛

بِغُبَارِ حُلُمٍ بَرِّيٍّ

بِنُورِ خَيَالٍ كَسِيحٍ

وَبِحَلِيبِ أَرَقٍ .. تَكَلَّسَ

عَلَى نَهْدِ أَبْجَدِيَّةِ نُعَاسِي!

*****

كَمَاكِ.. وَمِنْ عَيْنِ سَمَائِكِ

قُرْصُ فَرَاغِكِ

أَ شَ عَّ نِ ي

بَتلاَتِ مَسٍّ مُقَدَّسٍ

يَلْجُمُ .. ثَرْثَرَةَ لِسَانِي الثَّقِيلِ!

*****

يَا مَنْ بِقَبْضَةِ فَقْدِكِ ..

الْمَسْفُوكِ بِي

أَرْخَيْتِ .. صَمْتَ إِغْرَائِكِ

عَلَى ثَغْرِ غَدٍ حَالِمٍ

كَمْ غَفَا

بِشِرْيَانِ وَرْدِكِ النَّرْجِسِيِّ!

*****

كَيْفَ أَعْتَكِفُنِي

وَأَبَاطِرَةُ ضِيَائِي الأَحْوَلِ

تَــتَـــهَـــجَّــــى

مَبَاهِجَ غُمُوضِكِ؟

*****

أَتَتْلُوكِ مَزَامِيرَ أَمْسٍ

يَ سْ تَ عْ مِ رُ ني

أَم تَسْبِيحَةَ وَجْدٍ طَاغٍ

يَرْتَسِمُ عَلَى أُقْنُومِ لَيْلِي السَّوْسَنِيِّ؟

إلامَ

أَ

قْ

طُ

رُ

نِ

ي

رِثَاءَ فِرْدَوْسٍ نَارِيٍّ

عَلَى سَوَاحِلِ بَرَاكِينِي

لِأَطْـــفُــــــوَ هَـــــشِـــــيـــــمًا

عَلَى صَفْحَةِ صَخْرِكِ الْمَائِجِ؟

*****

أَمَا لِلْغَدِ عَيْنُ حَيَاةٍ

تُذْعِنُ لِدُخَانِ الذُّنُوبِ؟

*****

أَيَّتُهَا الْمُتْرَفَةُ .. بِجَنَاحِ مَوْجَةٍ بَتُولٍ

حَطَّتْ عَلَى شِفَاهِ زَبَدِي!

تَـــجَـــلْـــــبَــــبِــــي

بِوِشَايةِ بَحْرٍ

وَشْوِشِي بِخِلْخَالِكِ الْفَيْرُوزِيِّ

غَـــيْـــبُــــوبَـــــتِــــي

وَدَعِينِي .. أتَخَايَلُ مُخْتَالاً

لأَمــــيـــــسَ

فِي هَيْكَلِ مَجْهُولِكِ الْمُنَمْنَمِ!

*****

نُبُوءَاتُ نَقَائِكِ النَّدِيَّةُ .. جَدَاوِلُ

تُــزَمْـــــزِمُـــــــنِـــــــي

تُـــغـــافِـــــلُ

بَلاَهَةَ مَوَائِدِي الْمُوحَشَة

تُــــــكَـــــــــمِّـــــــمُ

أَفْوَاهَ أَشْبَاحِ مَوَاقِدِي الذَّاهِلَة

وَتَـــخْــــتَــــلِـــسُـــنِي

مَشَارِفُ الارْتِجَافِ الْمَثْلُومَة

بِـــــــــوَاااااااابِـــــــلٍ

مِنْ قُبَلٍ مُتَبَتِّلَةٍ

تُـــــعَــــسْــــــعِــــــسُ

سَحَابَ صَلَوَاتِي الْفَاتِرَة

بمِشْطِ لَوَاعِجِ سَمَاوَاتِكِ!

*****

أَكَأَنَّمَا

تَجْدِلُنِي خُصُلاَتُ نُجُومِكِ الشَّقْرَاء

ضَفَائِرَ ضَوْءٍ

يُـــنَــــمّــــِشُــــــنِـــي

بِيَرَاعِ بِشَارَةٍ؟

أَتُـــمَـــهْـــرِجُــــنِــــي

بِأَحْضَانِ الأُقْحُوَانِ؟

 

من ديواني الشعري الثالث (رِحْلَةٌ إِلَى عُنْوَانٍ مَفْقُودٍ)

amaalawwaadradwaan@gmail.com

xyz_amara@yahoo.com