1
هذا الليل زفير الوقت
بلا أصفاد
يتعرى من أسوار الضوء
ومن صمته
ليل يتشظّى حقلاً من سنديانة
ويقطف من صوته
وريد النهار
بين هذا الليل ومواسم الصبّار
فجر يحرق المدى
ويصلب صهوة الزمن
وبين شوارع المدينة وأسماء الصباح
حممٌ تتمدّد فوق قمر مبتور
مثل برق لا ينطفئ
2
الماء المتعب من النهر
يرتاح قليلاً من عبء الأوراق
في عبق الحقول
كأنه واحة للشقاء
يصحو التراب من غفوته
والهديل على العشب
قزحي التحليق
تُحار به المواسم
يركض الصغار مثل الغزلان
في مواسم الحزن
يكتبون دهشتهم
فوق حواف المساكب
كأنهم زنابق تنتظر عناق
3
مواعيد غابت مثل سطور بائدة
وأخرى تنتظر
قد ضجرت النوافذ الوجوه
وأحلام تتراكم كعيون مالحة
في عتمة السواقي
عظام عرّتها ريح النرجس
خلف الشواهد
قرب حدود القهر أو أبعد
قامات يغسلها الليل مرتين
تلتحف اللحد
تصلي قبل التراب
حتى يزهر الطين
ثم تنام
4
مددٌ مددْ
تفر الدروب إلى التلال
الموت يتناسل في جوف المدينة
والمقابر تبحث عن الأكفان
مدد يا رب المكان مدد
أين المفر؟
النور الراقد وجوه الطفولة
والموت عقارب تراقص العتمة
لكننا باقون يا ربي
حتى تتمزق أعناق الرجال
أو نشهق فرحاً وننفطر
بساتيناً وعصافير
5
نرتمي على لبادة الصمت
فقاعات في غبش الغابة
يسكننا القهر منذ قافية الماء
يرسم الصنوبر أوراق المطر
حفيف على ظلال بلا جسد
والقناديل تكتب الهاوية
بلا صرير
هكذا عند ساقية الدهشة
يقتلعنا المعنى
لنمضي على أرصفة الخذلان
الممتدة نحو الشراع
ننكسر لكن أجنحة قلوبنا
تنتفض ما زالت
مثل مأوى للمارقين
6
خلف الفوانيس النائمة
يحاصر الأنين الستائر
تعجن الصلاة الحزينة
دموع الغائبين
تختنق المناديل
ترتعش سدرة الوجع
بياضاً على هيكل الفراغ
ويحلق وتر العين
نحو السراب الراحل
لا ترى المسافة
لكن الدروب تحكم الإغلاق..