في سابق عهده - أقصد فترة هوسه أو جنونه بالنساء - كان " ك" يحتفظ باللباس الداخلي للمرأة التي يضاجعها. بعد أن يفرغا من الأمر... يرمي تعليقا سريعا- مخاطبا الشريكة التي بعثت بها الأقدار إليه - عن لون السروال وحجمه الجميلين، وهو يتطلع إلى قطعة الثياب الصغيرة التي طالما أحرقت قلبه. ثم يسألها بكم اشترته؟ وبعد أن تخبره يهبها ضعف سعره ناشدا إياها أو بالأحرى متوسلا؛ أن تتركه لديه للذكرى وتشتري آخر جديدا بالمال الذي نفحها به.. فتبتسم الشريكة التي لا تعني لها ثيابها المستخدمة شيئا مهما، بينما بالنسبة إليه تعني الكثير.
بالتأكيد أنه ينفر نفورا شديدا من السراويل الجديدة. حينما يذهب إلى المول أو متاجر ميسيز يرى مئات منها معروضة بطرائق جذابة، لكن أمرها لا يعنيه بالمرة. إنه يعشق الألبسة التي لامست جسد المرأة واختبرت شيئا من حياتها الداخلية ورغباتها وأمنياتها. على أية حال كان يحتفظ بالسراويل في كومودينو من الخشب الاصفر يضعه عند رأس سريره حيث ينام أغلب الأوقات وحيدا. حينما يحصل على سروال جديد يتأمله بحبور ودهشة ثم يفتح الدرج ويركنه بأناة وإعجاب شديدين كأنه يضع ماسة ثمينة بجوار ماسات أخرى.
تجمعت لديه سراويل عديدة من اللون الأحمر والاسود والبرتقالي والأبيض والأخضر الفاتح والرماني والبني والبنفسجي.. نساء من مختلف الجنسيات تركن سروايلهن لديه.. أميركيات ومكسيكيات وأسبانيات وعراقيات وعربيات.
حينما يفرغ من أنشطة النهار ويذهب ليستلقي على سريره تفوح من الكومودينو روائح حسّيّة حِرّيفة تداعب خياله وتنعشه.. واحدة بأريج الزهر وأخرى بعبير المانجا وثالثة بشذا الاوركيد ورابعة بعبق اللافندر.. وهكذا كانت الروائح الحسية تغزو أو تهاجم أدق زوايا عقله. ذات ليلة قال لنفسه لماذا أتركها في الكومودينو أنها مازلت بعيدة عني! شق قماش وسادته بعد أن أزال الشرشف ووضع السراويل فيها واحدا بعد آخر، كأنه يشحنها إلى أمكنة سريّة لا يعلم بها أحد. منذ تلك اللحظة أخذت تتملكه الأطياف الأثيرية للسراويل وتحمله إلى دنيا بعيدة من اللذة المنعشة الخالصة، التي ليس بمقدور أحد أن ينال منها شيئا لكونها تخصه وحده.