يستدعي الشاعر السوري لقاء من الذاكرة كي يعيد صياغة تفاصيله شعريا، ليتحول الى استعارة عميقة للحضور والغياب، وبين وجعهما تعيد اللغة نسج التفاصيل كي تصبح الذات قادرة على تلمس ذاتها بين ثناياه.

لا يزالُ الليلُ نائماً في ثيابكِ

عماد الدين موسى

 

سبعة أيام في غيابكِ...

سبعة أيام

بأشجارها

وأغصانها

وعصافيرها،

سبعة أيام من لحم ودم،

كأنها

كأنها

لم تكن مجرّد سبعة أيام.

- عصفورين تحت المطر

كنا..

عصفورة تختبئ تحت جناح عصفور.

- لأنكِ تجلسينَ على عتباتِ الخريف.

- في الشارع الطويل

حيثما قلتُ "أحبّكِ"

واكتفينا بهذا القدر من الورودْ...

في الشارع الوحيد ذاك

ثمة دبابة تعبر الآتقتل حبنا.

- في الليل..

نجوم السماء أكثر دفئاً

إذ ننظر إليها سوية.

- يدي التي تلوح للعالم منذ الأزل،

يدي التي خرجت من غمدها..

لم تكن قادرة على توديعك ليلة أمس.

- أنت نائمة

وأنا نائم..

فمن أيقظ العصافير هذا الصباح؟.

- في غيابكِ/

مثلما في حضوركِ..

العصافير تنتف ريشها.

- الطائر لا يصدح قبل الفجر

العاشق لا يبصر بعد الفجر.

- سنوات ومنديلك المعطر في كتابي

سنوات وهذا الحب لا يبارح.

- كل الأشياء ثملة

حتى الهواء

حتى الهواء..

بسبب من أنفاسك.

- بهدوء..

بهدوء..

العصافير في خزانة ثوبك.

 

شاعر من سوريا، وصاحب مجلة أبابيل الشعرية