(1)
لا أسحبُ من قصيدةٍ يديَّ في الليلِ
ولا أغفو لأستريحَ من لواعجِ النهارِ
لا أمشي لكي أبلغَ ايثاكا وكي أُقارنَ الصدَّ بمعنى الوصلِ
أو جرحي بوردِ الريحِ
هل تسحبُ غالا عطرها من زرقةِ الشبَّاكِ في لوحةِ دالي
وهي في أقصى حنينِ الروحِ؟
هل تغمضُ إلسا وردةً في قلبها من غيرِ أن يكونَ فيها وجهُ أراغونَ؟
كلُّ امرأةٍ إلسا
لها من رغوةِ التفَّاحِ جسمٌ هائجٌ
ومن حفيفِ الماءِ صوتٌ ناعمُ الفحيحِ
يستديرُ نصفُ قمرٍ في وجهها النائمِ كالمهزومِ بعدَ الحربِ..
لا يشيرُ للأعلى لا ينوحْ
(2)
لا أتبعُ الغاوينَ، لا يتبعني غيري
أنا الهائمُ بينَ المتنِ والهامشِ، بينَ الصوتِ والصدى
وبينَ امرأةٍ تولدُ من جمالها، وشاعرٍ يولدُ من مجازهِ
لا أتبعُ الغاوينَ، لا يتبعني الغاوونَ
لي من آخري المسكونِ بالناياتِ تأويلٌ
ولي تفَّاحةٌ عذراءُ لا تقربها حوَّاءُ
لي ضفيرةٌ صغيرةٌ مطويَّةٌ في آخرِ الديوانِ
لي أنوثةُ النثريِّ في (مدامِ بوفاري)
ولي الشعريُّ في (نهايةِ التاريخِ) أو في (معجمِ البلدانْ)
*
(3)
ليسَ يا دو موسيه بالضرورةِ أن يجعلَ الألمُ الفذُّ منَّا عظاماً، أتذكرُ جورج صاندَ يا أتعسَ العاشقينَ؟ أنا أتذكَّرُ كلَّ شبيهاتها العابثاتِ، وأعرفُ كلَّ وريثاتها، لا تقل لي بأنَّكَ ما زلتَ تعشقُها، لا تقل لي بأنَّكَ... لا شيءَ، لا شيءَ، قلبي عليكَ، لأنَّكَ قطَّرتَ من أجلها كلَّ كحلِ لياليكَ حبراً يضيءُ، لو أنَّكَ كنتَ قسوتَ قليلاً على من تحبُّ، لو أنَّكَ عالجتها بالفراقِ، وعاجلتها بالعناقِ، لخلَّصتَ قلبكَ من مخلبِ الحبِّ في جسمها، ولنمتَ قريرَ الرؤى في سريرِ الأبدْ.
*
(4)
رجلٌ إلى امرأتينِ في امرأةٍ يقولُ لمن تعالجُ بالصدودِ غيابهُ عنها: احملي عني الغيومَ لبرهةٍ كي أستريحَ من الوقوفِ على طلولِ الذكرياتِ..
يقولُ للأخرى: انزلي من برجكِ العاجيِّ كيْ تخضرَّ هذي الأرضُ بعدَ مرورِ أنكيدو.. انزلي من شهوةٍ بيضاءَ في سفرِ المزاميرِ.. انزلي من قطرةِ الصلصالِ
في أثوابِ آدمَ.. من بكاءِ العطرِ.. أو من دمعةِ التفَّاحِ يا حوَّاءَ أحلامي..
أراكِ الآنَ فيَّ وفي الظلالِ تعانقينَ الصيفَ..
أشربُ عزلةَ الشعراءِ والمتسوِّلينَ
وأنتِ كالمتأملِّينَ البحرَ ترتشفينَ قهوتكِ المضاءةَ بالنعاسِ وبالنيونِ
أعيشُ منقطعاً عن الأشعارِ، فيما أنتِ تنشغلينَ بالأزهارِ عن كلِّ الحروبِ
وتبحثينَ عن المرايا المستحيلةِ والفوارقِ بينَ شكلِ يديكِ والسونيتِ
قلتُ كشاعرٍ يهذي: الوحيدةُ في الحياةِ وفي النساءِ هيَ الجميعُ
هيَ الحديقةُ والصديقةُ والرقيقةُ كالفراشةِ والأنيقةُ كالعروسِ
هيَ المصابةُ بالسنابلِ والمحاطةُ بالسواحلِ والشموسِ
فقلتِ: لا النعناعُ يكفي كي أُقطِّرَ من ندى عطري ولا الليمونُ
عالجْ رغبةَ امرأةٍ برائحةِ الزنابقِ كيْ ترى..
أو عاجلْ امرأةً تُسمِّيها القصيدةَ.. بالصُدودْ
*
(5)
الحياةُ التي لا تكونُ قصيدةَ حبٍّ على شفتيْ عاشقينِ
أو امرأةً سكبتْ شهدها لطيورِ الشمالِ..
الحياةُ التي لا تكونُ طريقاً عموديَّةً للطفولةِ
أو وردَ شاعرةٍ يتفتَّحُ في ليلها
ويعانقها وحدها ثمَّ يقفلُ أكمامهُ
هيَ ما لا أفسِّرُها بالكؤوسِ التي فرغتْ آخرَ البارِ..
لا بالرياحِ التي أعولتْ في الدماءِ
ولا بسكارى السواحلِ والراقصاتِ النحيلاتِ..
تلكَ الحياةُ التي لا تكونُ سوى قُبلةٍ في كتابٍ.. وما بعدها
*
(6)
الجميلاتُ يتركنَ سهواً رسائلَ عشَّاقهنَّ
ويذهبنَ للصيفِ أو لاصطيادِ الندى..
لستُ عرَّابهنَّ.. ولستُ الوصيَّ على شهدِ أجسادهنَّ..
الجميلاتُ يتركنَ للشعراءِ صدى الماءِ خلفَ الصحارى
أو القمحَ خلفَ الأغاني
يقلنَ لعشَّاقهنَّ: عناقيدنا المشتهاةُ قناديلُ أجسادكم..
لا تروموا سوانا
فلن تجدوا في مدينتكم نسوةً غيرنا
*
(7)
نادلةٌ خضراءُ العينينْ
ترسمُ فوقَ الحائطِ أشجاراً وبحيراتٍ تنضحُ بالدفلى
وتئنُّ لأنَّ حبيباً ما ودَّعها في النصفِ الآخر من نهدِ الكرةِ الأرضيَّةِ..
كالظبيةِ يتبعها منِّي شبحٌ يتوزَّعُ في ذئبينِ
فتدخلُ في إحدى لوحاتِ الحائطِ هرباً
أو تأكلُ تفَّاحةَ شهوتها خلفَ حديقةِ بيكاسو ليلاً
وتراني من برزخها الجسديِّ
أُطيِّرُ غيمةَ قبلتها وحدي في الصيفِ كطائرتي الورقيَّةِ
فيما ترمقني من غيرِ مبالاةٍ وبنظرتها البلهاءِ
تحاولُ أن تمسحَ رغوةَ غزلي عن قدميها
وأنا أطفئُ شغفي بأصابعها الولهى عن بُعدٍ
مشتعلاً بالوجدِ ومسكوناً بالحُمَّى في الما بينْ
*
(8)
لظهيرةٍ خضراءَ أو للقطَّةِ البيضاءِ أكتبُ
للفراشةِ، للحنينِ وللصدى الأبديِّ في أقصى الهشاشةِ
لاحتراقاتِ المحبِّ
لما يشفُّ الماءُ في تنهيدةٍ عن ضوئهِ الجسديِّ.. أكتبُ
للرمالِ البيضِ تغمرُ ساحلَ امرأةٍ
تقولُ لشمسها: انتظري لأكبرَ أو تعالي نشربُ الليمونَ بالنعناعِ
أكتبُ «للرياح العاتياتِ كأنها تعوي بأسماء النساءِ الميِّتاتِ هناكَ من زمنٍ طويلٍ»
أو بأسماءِ الرجالِ الميِّتينْ
*
(9)
لغتي لا تعبِّرُ عن أيِّ شيءٍ
ولا تتناسبُ مع شكلِ حبٍّ حديثٍ
وينقصها كي تلائمَ تسريحةَ امرأةٍ
وتصاميمَ قمصانها وفساتينها
سهرٌ عائليٌّ على السطحِ
أو غزلٌ جاهليُّ المديحِ
وينقصها كيْ تقولَ الذي لا يقالُ
خريفٌ سريعُ الزوالِ
غموضُ الأنوثةِ في الأربعينَ
الكثيرُ الكثيرُ من الماءِ والأقحوانِ
وخبطُ الفراشاتِ في أوَّلِ الصيفِ
أو رقصةُ اثنينِ في الظلِّ
طعمُ اشتباكِ الأصابعِ فوقَ السريرِ
بكاءُ الحريرِ على رغوةِ البحرِ
تنهيدةُ الأربيعنيِّ لامرأةٍ في القطارِ
حديقةُ قلبِ المتيَّمِ
تفَّاحةُ الليلِ
أو ملتقى جسدينِ يصبَّانِ في ساحلٍ ناحلٍ
واحتراقٌ بلا أيِّ نارٍ وأضغاثُ حلمٍ وريحٍ
وبيتٌ يقولُ: أُحبُّكِ أو لا أُحبَّكِ حبَّينِ
لكنني أتخفَّفُ من نزوتي إذ أحبُّكِ
أنتِ تفاصيلُ يومي الصغيرةُ
أنتِ تشرُّدُ روحي وأنتِ مصبُّ الجسدْ
*
(10)
في كلِّ عامٍ ينضجُ الصُبَّارُ في النسيانِ
أو تنحلُّ خاصرةٌ من الضوءِ الكثيفِ
ويقتفي جسدٌ شبيهٌ بالرخامِ عروقهُ في نبتةِ الكاذي
وفي معنىً يضيقُ عن الحديقةِ
واتِّساعِ اللفظِ في ليلِ التخاطبِ..
لي خريفُ النايِ
لي جيتارةٌ بحريَّةُ التكوينِ
لي في كلِّ أُغنيةٍ يدانِ تسرِّحانِ ضفيرةً
لا ريحَ تنهرها عن الجريانِ
أو لا شخصَ يبصرها
تؤلِّفُ بينَ سهلٍ سنابلٍ عطشى
وماءِ زنابقٍ حيرانْ
*
(11)
الشوقُ ملحُ حياتنا العسليُّ أو أثرُ البنفسجِ في الدماءِ
توهُّجُ الرغباتِ، أنصافُ المكائدِ في النساءِ
حبائلُ التُفَّاحِ، فوبيا الماءِ والتقبيلِ
رائحةُ الحُداءِ العذبِ
موجُ القمحِ، تمُّوزُ الشهيُّ
طفولةُ الشعريِّ في الأشياءِ
ذاكرةُ الندى
وغموضُ فعلِ الحُبِّ في يونيو
هروبُ مراهقاتِ الصيفِ للعُشَّاقِ
والنثريِّ للايقاعِ
والجيتارِ للأحلامِ
والأزهارِ للأحداقِ..
كيفَ عناقنا الأبديُّ يحطمنا كنملٍ حائرٍ فينا
وتجمعُ شملنا وتضيئنا الأشواقُ؟
*
(12)
الرحيقُ المقطَّرُ ريقُ امرأةْ
في الحديقةِ تقرأُ كونرادَ أو تتململُ من شدَّةِ القيظِ
تضحكُ حين أغازلها مازحاً:
من ندى الأقحوانِ رضابكِ يُلصقُ حدَّ اللفافةِ
تبغكِ عطرُ قرنفلةٍ تتعرَّى لتسبحَ
في ماءِ إحدى مراياكِ...
*
(13)
لا تورِّطني بما فيكَ من الليلكِ واللهيبِ
قالتْ.. وانحنتْ حديقةُ اللوزِ على ركبتها البيضاءِ
قلبي ضائعٌ ما بينَ وشمينِ ضروريَّينِ للأُنوثةِ العنقاءِ
من فراشةِ الصدرِ التي تحاولُ التحليقَ كالمعنى
إلى أفعى اشتهاءِ الخاصرةْ
لا تورِّطني بما فيكَ فإني حائرةْ
كالرماديِّ الذي في الحُبِّ..
أو شاعرةٌ لا تكتبُ الشِعرَ
لكيْ تشفى من التحديقِ في الرؤيا وتنسى أثرَ القبلةِ
أو تبكي بلا دمعٍ لتسريحَ..
فيما أنتَ لا تكتبُ فيَّ الشِعرَ
كيْ تنثرني في الريحِ أو تقتصَّ من عينيَّ.. أو تُدخلني في الظلِّ
بل لهدفٍ آخرَ في القصائدِ الزرقاءِ..
كم من وردةٍ ما بينَ ساقيَّ تناديني، وشمسٍ في ضبابِ الذاكرةْ
*
(14)
يظنُّ الجميعُ بأنَّ هنالكَ من يكتبُ الشِعرَ لي
لا لأني تلعثمتُ في أوَّلِ البيتِ
قلتُ: سياجٌ من الشوكِ حولَ استعاراتِ قلبي
وأعني عناقاً مع الظلِّ خلفَ القصيدةِ..
أو قلتُ لامرأةٍ في الطريقِ: استريحي من الحُبِّ
أو من جمالٍ يعذِّبُ صاحبهُ
مثلما يستريحُ الجنودُ من الحربِ
والناسُ من حزنهم، والمغنِّي من المفردةْ
وليسَ لأني خسرتُ الرهانَ مع الطائرِ المتصابي
تقمَّصتُ إحدى المرايا وأبحرتُ
ثمَّ منحتُ خطايَ لعاشقةٍ مقعدةْ
وليسَ لأني دللتُ الحيارى على وردةِ الريحِ
كنتُ الغناءَ المضيءَ
وكنتُ مصبَّ احتراقي الأخيرِ على الجسدِ / المائدةْ
*
(15)
ثمَّةَ عطرٌ يفوحُ
وبابٌ على قرمزيِّ الأُنوثةِ ينفتحُ
الماءُ قالَ قصيدتهُ
وانتظرتُ الجمالَ لكيْ يتنزَّلَ من قمرٍ للبنفسجِ
ثمَّةَ عطرٌ ينادي عليَّ
وثمَّةَ ريحٌ خريفيَّةٌ في دمي لا تجيبُ النداءْ
هل تموتُ النساءُ الجميلاتُ؟ لا
لا تموتُ النساءْ
*
(16)
كانتْ حقولُ السنابلِ صفراءَ كالذهبِ المتلألئِ في الشمسِ مدَّ البصيرةِ والقلبِ
لكنها لم تكنْ
للصغارِ الذينَ من الجوعِ كانوا يمدُّونَ مثلَ فراخِ الحمامِ مناقيرهم للسماءِ..
وكانَ الوطنْ
مثلَ شاةٍ حلوبٍ تُربَّى لطاغيةٍ واحدٍ.. والرعيَّةُ لا تجدُ الماءَ والخبزَ..
قلبي على الشامِ
قلبي على بردى وهو يبكي على أهلهِ الطيِّبينَ
وقلبي على الفقراءِ المضائينَ ليلاً.. نهاراً بأحزانهم كالشموعِ
وقلبي على امرأةٍ غمَّستْ خبزها بالدموعِ التي اختلطتْ بالترابِ.. الدموعِ التي اختلطتْ باللبنْ
تُقحمُ الكاميرا في القصيدةِ والحلمِ، في الحُبِّ.. لا في بياضِ الكفنْ
وتصرخُ في وجهِ ريحِ المذلَّةِ والظلمِ: لا...
(من وحي قصة روتها المناضلة السوريَّة مي سكاف في لقاء معها نُشر على موقع يوتيوب)
*
(17)
منذ طفولتي، وأنا أتجوَّلُ في موجةٍ تضجُّ بالأسماكِ الطائرةِ
والقناديلِ البحريَّةِ
أنامُ عندما أتعبُ كالبدو الرحَّلِ على قارعةِ الليلِ والمعلَّقاتِ
في قلبي جيتارٌ
وعلى أصابعي قبلةٌ حجريَّةٌ
التماثيلُ التي تشبهني
تغادرُ الحديقةَ في الظهيرةِ
كي تتزَّلجَ على زمنٍ متجمِّدٍ
أُراقبها كالسائحِ
ولا أُكملُ قصيدتي عن عبَّادِ الشمس
*
(18)
الشاعرُ متسوِّلٌ بقلبٍ معطوبٍ
يقايضُ قصائدهُ بتأفُّفِ السابلةِ
وهو يعرفُ أنهُ حصانُ رهانٍ خاسرٍ
يقولُ لامرأةٍ: أتذكرينَ عندما قطفتُ فمكِ الزنبقيَّ في حياتي السابقةْ؟
فتبهتُ ولا تقولُ شيئاً.. فهيَ تعرفهُ جيِّداً
وتعرفُ الجروحَ غير المرئيَّة التي سبَّبها لها
عندما كانَ حبيبها في حياتها السابقةْ
كانَ شعارُهُ (لا تجرح امرأةً) أشبهَ بشوكةٍ حريريَّةٍ في خاصرةِ اللغة
لم تعبر امرأةٌ في قصيدةٍ لهُ إلَّا مجروحةً
الشاعرُ متسوِّلٌ ودونجوانٌ ضلِّيلٌ...
*
(19)
القميصُ الذي ترتدينْ
غيمةٌ.. فاحتويني لأنساكِ أو أتذكَّرَ أني سجينُ صداكِ..
المرايا التي تجلسينَ قبالتها تحبسُ الماءَ عني
لأشربَ شجوَ القصيدةِ من عطشي
أو أنادي على شجرٍ هائمٍ في الفلاةِ على وجههِ
مثلما هامَ في القلبِ طيرُ الأنينْ
*
(20)
تركتُ المعنى المؤَّجلَ في عُهدةِ قوسِ قزحِ الليلِ
وعناقيدَ الأنوثةِ في عُهدةِ قطيعِ ثعالبَ حزينةٍ
ماذا أفعلُ يا دونكيشوت بسيفي الخشبيِّ؟
فهو لا يقوى على مقاومةِ الندى
وكيفَ أردُّ عني ابتساماتِ طواحينِ الهواء التي توجعني؟
وبأيِّ العباراتِ أُخفي يأسَ سانشو من الظهيرة؟
*
(21)
قولي كلاماً ضبابيَّاً لعلَّ فمي
يؤثِّثُ الأرضَ باللبلابِ
يرسمُ أسرابَ الحمامِ على الأطلالِ
يجعلُ من علاقةٍ بينَ زهرِ اللوزِ والحجَرِ
طريقهُ.. كيفَ أحمي فيكِ أسئلتي
من الفراغِ ومن طينِ الهشاشةِ؟
من يدلُّ قلبي على عينيكِ؟
بي قمرٌ
يمشي على الماءِ...
كي أرثيكِ تنقصني
غزالةٌ وسحابٌ في يديَّ
وعصفورٌ من الورقِ الورديِّ والمطرِ
*
(22)
قصيدتي إن قلبي صارَ يوجعني
لأنَّ مزولةً مالتْ على جسدي
لأنَّ ناياً فقيراً ماتَ
أو عثرتْ
مجرَّةٌ بخطابِ النهرِ أو بيدي
لا شيءَ في نشرةِ الأخبارِ.. لا امرأةٌ
في الأرضِ تصرخُ: ردُّوني إلى العنبِ
لا شاعرٌ يتهاوى في مفاتنها:
قصيدتي إنَّ قلبي صارَ يوجعني
لأنَّ ما فيكِ من كيدٍ يُغرِّرُ بي
*
(23)
سكنتُ في دمعةِ المعنى، تركتُ صدى
ضوءِ الخريفِ على بلَّورِ نافذتي
فكيفَ أُوقدُ تحتَ الصدقِ؟ أخيلتي
تفرُّ من برزخي الفضيِّ..
بي شغفُ الأعمى إلى الشمسِ
أو خبطُ الفراشةِ في قلبِ الغريبةِ
طولَ الليلِ للأرقِ
مُرِّي ولو شبحاً يمشي / يطيرُ على
وجهِ البحيرةِ وانحلِّي أو احترقي
*
(24)
لا تكتبْ اسمكَ في خانةِ البحثِ
لا ترسمْ اسمكَ ظلَّا على الصخرِ والماءِ.. أو
حصاناً يجرُّ القصيدةَ في لوحةٍ
إنَّ رؤياكَ أوسعُ من حُلُمٍ
والعبارةَ أضيقُ من قُبلةٍ تتسكَّعُ في ليلِ معناكَ
تشعلها امرأتانِ ويطفئها الذئبُ..
لا تكتبْ اسمكَ وانقشْ زفيركَ في خصرِ هذي القصيدةِ
من سمكٍ يتوهَّجُ في بحرِ عينيكَ صيفاً
إلى حبقٍ لنساءٍ تعافينَ من وجعِ الطمثِ
لا تكتبْ اسمكَ.. لا.. لن تعيشَ القصيدةُ خارجَ جسمكَ
لن تقتفي أثرَ النايِ من دونِ أن تتهجَّى
أصابعَ احدى حفيداتِ فينوسَ..
لن تتوزَّعَ بينَ الضفائرِ والشمسِ
بينَ البحيرةِ والغابِ.. بينَ الصدى والسرابِ.. ولن
تعيشَ كأرملةٍ وحدها
*
(25)
هنالكَ قلبانِ لا يتعبانِ لكلِّ امرأةْ
يشمَّانِ رائحةَ الزنجبيلِ
على بُعدِ ميلٍ
ولا يمشيانِ على ساحلِ اليأسِ
لا يسهرانِ على نجمةٍ مُطفأةْ
هنالكَ قلبانِ لا يتعبانِ لكلِّ امرأةْ
- الشاعر نمر أحمد سعدي من بسمة طبعون الواقعة شرق مدينة حيفا في جليل فلسطين، وهي قرية جليلية معروفة بجمال موقعها، ومناظرها الطبيعية الخلابة.
صدرَت له الدواوين الشعرية التالية:
عذابات وضَّاح آخر 2005 مطبعة فينوس/ الناصرة
موسيقى مرئية 2008 منشورات مجلة مواقف/ الناصرة
كأني سواي 2009 ( ديوان في ثلاثة أبواب ) منشورات دائرة الثقافة العربية / دار نشر الوادي / حيفا
يوتوبيا أنثى 2010 منشورات مركز أوغاريت للترجمة والنشر / رام الله
ماء معذَّب 2011 منشورات مجلة مواقف / الناصرة
وقتٌ لأنسنةِ الذئب 2014 دار النسيم للنشر والتوزيع/ القاهرة
تشبكُ شَعرها بيمامةٍ عطشى 2014 دار النسيم للنشر والتوزيع / القاهرة
وصايا العاشق 2014 دار النسيم للنشر والتوزيع / القاهرة
موسيقى مرئيَّة 2015 (طبعة ثانية) دار سؤال للنشر / بيروت
لن أُعوِّلَ بعدَكِ إلا على جسَدِ الرائحة / مختارات شعرية الكترونية / دار أدب فن / هولندا
رمادُ الغواية 2017 نادي الباحة الأدبي ومؤسَّسة الانتشار العربي / السعودية / لبنان
استعارات جسديَّة / 2018 / دار العماد للنشر والتوزيع ومركز عماد قطري للإبداع والتنمية الثقافية / مصر
بريد الشاعر الالكتروني