في دراسته يتناول الباحث سيرة الشاعر العباسي، يتتبع نسبه، ونشأته وتكوينه الثقافي. ويتناول أهم ما حفظه التاريخ عن شخصه من حيث شغفه بالدراسة، والذكاء، والكرم. ويسلط الضوء على مميزات شعريته كالغموض والتعقيد، والمبالغة، والإكثار من الصور المجازية والاغراب فيها، والإسراف في طلب البديع.

أبو تمام الطائي حياته ومذهبه الشعري

الكبير الداديسي

حياته
نسبه وموطنه الأصلي

هو حبيب بن أو س بن حارث بن قيس بن الأشج بن يحيى بن مروان بن مرّ بن سعد بن كهلان بن عدي بن الغوث بن جلهمة(هوطي) بن أدد بن زيد بن كبلان بن سبأ ابن بخشبه بن زيد بن كهلان بن يشب بن يعرب بن قحطان(1).

وتجمع المصادر القديمة والمراجع الحديثة في الترجمة لابي تمام على أنه من قبيلة طي العربية، فالصولي يقول هو حبيب بن أوس الطائي صليبة(2) ويؤكد ذلك صاحب الأغاني أبو الفرج الأصفهاني(3) كما أن أغلب كتب الأدب والنقد القديمة تلقبه الطائي.

إلا أن الصولي روى، عند ذكر معايب أبي تمام، خبرا مخالفا وهو قوله - قال قوم إن أبا تمام هو حبيب بن تدوس النصراني فغير فصير أوسا(4). ونقل ابن خلكان خبرا مؤيدا لهدا المعنى وهو قوله والذي عند أكثر الناس في نسب أبي تمام، إن أباه كان نصرانيا من أهل جاسم من قرى دمشق يقال له تدوس العطار فجعلوه أوسا وقد لفقت له نسبة إلى طيء(5) وعلى أساس هذين الخبرين رجح مرجليوت في المعارف الإسلامية، إن كلمة تدوس ربما كانت محرفة عن الكلمة اليونانية تيودوس، وأخد الدكتور طه حسين هذا الرأي ليبني عليه أن أبا تمام ينحدر من أصول يونانية(6) ومضى يربط ذلك بعبقرية الشاعر واتجاهه العقلي في الشعر، وهو ما يخالف ما وجدناه في مختلف المراجع والمصادر التي تناولت أبا تمام وأرخت لحياته وشعره.

وعند الرجوع لكتاب أخبار أبي تمام نلاحظ أن الصولي أورد الخبر السابق ضمن معاييب أبي تمام، ولم يعلق عليه بسيء مما يدل على عدم أهميته في نظره وهو من أكثر المدافعين عن الشاعر.

إلا أن البهبيتي يلاحظ أن هناك خطأ في النص المنسوب إلى ألأمدي في الوفيات وأن لا وجود له في الموازنة بتاتا وأن ابن خلكان نفسه طعن فيه ودافع عن طائية الشاعر يقول البهبيتي: ( والذي أستطيع أن أفهمه هو أن كتاب ابن خلكان لم ينقل إليا نقلا أمينا وأن خطأ في هدا الموضوع نفسه(7)

كما أورد الصولي شواهد شعرية، عن خصوم أبي تمام وأعدائه من الشعراء يطعن بعضها في نسبه منها قول مخلد بن بكار الموصلي(8):

أنت عندي عربي ألـ * * أصل ما فيك كلام

عــربــي عــربـــي * * أجـني ما ترام

شعر فحدذك وساقيـ * * ك خزامي وتمام

وضلوع الشلو من صد * * رك نــبعٌ وبشام

قدى عينيك صمع * * ونواصيك ثغام

لو تحركت كذا لانـ * * جفلــت مــنك نعام

وضياء ٌمخصباتٌ * * ويرابيع عـــظام

أنا ما ذنبي إن خا * * لفني فيـــك الأنـــام

وأتت منك سجايا * * نبـــضيات لــئام

وقفا يحلف أن ما * * عرّقت فيك الكرام

ثم قالوا جاسمي * * من بـني الانبـاط خام

كذبوا ما أنت إلا * * عربي لا تـــــــضام

و له من ارث اباء * * قســـي وسهام

ونخيل باسقات * * قد دنى من صرام

أنت عندي عربي * * عــربـــي والسلام

كما أورد الصولي هجاء أحمد بن محمد الختعمي لأبي تمام حيث قال:

ولقد طلبت أبا فأعجرك وحده حتى * * أنبرى لك كاووس الخمار

قال البهبيتي فاسم أبيه كاوس وحذفت الكاف(9) وكاووس اسم فارسي ليتضح كيف نسبه أعداؤه مرة إلى الفرس وحينا إلى النبط وعبثوا باسم والده.

لقد كانت النصرانية شائعة في طيء، وغيرها من القبائل، قبل الإسلام وبعده، بل أمست بعض بطونها في علاقات تجارية مع الروم،؟ لدا لا يستبعد أن يأخذ العرب بعض الكلمات ويسموا بها أبناءهم وثم لا تناقض بين نصرانية والد أبي تمام –إذا أسلمنا جدلا أنه نصراني– وبين كونه عربيا طائيا. ومما يؤكد هذا الطرح كون أبي تمام شديد الفخر. بنسبه إلى طيئ كما اختار ممدوحيه منها بل أكثر من دلك اختار في حماسته قطعا لأكثر من خمسين شاعرا من طيء، وكل هذا يؤكد صحة نسبه إلى طيء.

تكاد تتفق جميع المصادر على أن أبا تمام ولد في قرية جاسم في حوزان من أعمال دمشق، إلا أنها (المصادر) تختلف اختلافا واضحا في سنة ميلاده بين 172 و188هـ 190هـو 192 هـ.(10) فقد أورد الصولي عن عون بن محمد الكندي أنه قال (... وسمعته –يقصد أبا تمام– يقول مولدي سنة تسعين ومائة)(11)

ونقل أيضا عن ابنه تمام أنه ولد سنة 188. ويرجع البهبيتي سنة 172 كما عند ابن خلكان ونحن لا يهمنا الفصل في هذه القضية شيئا بل سنتركها جانبا لأن همنا هنا الوقوف على بعض تجليات مذهب ابي تمام الشعري تفسير بعض خصائص شعره.

نشأته وتكوينه

بعد العودة لعدد من المصادر، استعصى علينا معرفة متى انتقل الشاعر مع أسرته إلى دمشق منقبا عن القوت وطلبا للعلم والمعرفة، وإن كان بعضها يشير إلى أن دلك ثم في وقت مبكر من حياته، إذ أورد بعضها أن أباه بعته للعمل عند حائك أو قزاز (بائع الحرير) وكان يختلف إلى المساجد ويؤم حلقات الدرس والتحصيل، فحفظ القران، واطلع على معظم العلوم الشائعة في عصره وهذه حقائق تؤكد نشأته الاسلامية، وسرعان ما فاض نبع الشعر لديه وحاول التقرب من ولاة القبيلة في دمشق فحبس. وأدرك أن بيئة الشام لم تحقق له ما كان يطمح إليه، وأنها لم تعد تستجب لمطامحه الثقافية والأدبية فعزم على الرحيل الى مصر، فواصل بها طلب العلم والمعاش معا فكان يسقى الناس الماء في المسجد الجامع بالفسفاط ويتلقى في ذات الآن ألوان العلم والمعرفة(12)، ثم عنّ له أن يتقدم بشعره إلى ولاة مصر وأصحاب الأمر فيها فمدح عياشا بن لهيعة الحصري الذي كان على شرطتها وخراجها ووالي الرقة محمد بن حسان الضبي، ومن هنا تظهر لنا رغبة شاعرنا في السفر وملاحقة أصحاب النفود والجاه بعد أن استوى شاعرا كامل العدة.

رحلاته وأسفاره في سبيل الكسب والشهرة

ظل الشاعر يواصل مدح ولاة الشام والجزيرة ثم مدح عبد الله بن طاهر الذي كان على ولاية مصر بين 211هـ و213 هـ وفي أشعاره أيضا هجاء للمطلب بن عبد الله الخزاعي وكان وليا على مصر في سنتين 198-199 ويتساءل شوقي ضيف، هل يعني ذلك أنه نزل مصر مرتين؟ يرى شوقي ضيف أنه ليس بين أيدينا ما يجعلنا نقطع برأي فاصل في ذلك كما أننا لا نجد رأيا واضحا لدى محمد نجيب البهبيتي أيضا رغم إيراده لأشعار قالها أبو تمام في عبد الله بن طاهر ويكتفي بالقول: (ولسنا نعرف إن كان أبو تمام قد اتصل بعبد الله قبل ذلك في العراق أو عند نزوله الشام أو أنه ورد مصر وأبو تمام فيها أو وردها أبو تمام عليه)(13) ونحن لا نستطيع الحكم في هده القضية وكل ما يمكن قوله هو أن أبا تمام كان شديد الترحال وأنه بعد سنة 214 هـ ارتحل الى العراق مقر الخلافة، لتتاح له فرصة المنافسة حول إمارة الشعر وشاعر الخلافة فاتصل ما بين 214-216هـ ببعض قواد الجيش الماموني القائم على الدفاع عن الثعور الإسلامية ضد هبات الروم ومنهم محمد بن حميد الطوسي وأبو سعيد بن محمد الثغري، وخالد بن يزيد الشباني محاولا بذلك الوصول إلى المأمون الذي كان يغزو بنفسه بين وقت وآخر، فرثى الطوسي برائيته التي هي من عيون شعره والتي مطلعها.

كدا فليجل الخطب وليفدح الأمر فليس لعين لم يقض ماؤها عدر

ويواصل مع الاخرين يخلد ويمجد انتصاراتهم، وفي سنة 217 هـ يغتنم فرصة قدوم المأمون فيمدحه بقصيدة يكشف فيها عن ميوله الشيعي وهي أولى قصائده في الخلفاء، ولكنه لم ينل منه ما كان يصبو إليه وبعد سنة، أي في سنة 218، يموت المأمون فيعود الشاعر إلى بغداد ليمدح الخليفة الجديد المعتصم بقصيدته الرائعة التي مطلعها:

رقت حواشي الدهر وهي تمرمر * * وغدا الثري في حليه يتكسر

ثم لا يلبت أن يسافر إلى خرسان ليمدح واليها عبد الله بن الطاهر وفي طريقه يمدح الحسن بن رجاء، ولما بلغ عبد الله بن الطاهر مدحه بقصيدته التي مطلعها:

أهُنّ عوادي يوسف وصواحبه * * فعزماَ فقدماَ أدرك السُؤلَ طالُبه

وتتفق جميع المصادر والمراجع أن عبد الله نثر عليه ألف دينار وتعفف أبو تمام في التقاطها فالتقطها الخدم والغلمان، فثار مادحوه على الشاعر فجفاه واتجه إلى غيره من رجال الدولة كالأفشين وأبي دلف العجلي وأبي سعيد الثغري وجعفر بن دينار الطائي الذين كانوا مكلفين بمحاربة بابك الخرمي بقيادة الأفشين والمعتصم بعدد من القصائد قوت الصلة بينه وبين الخليفة، ورافقته في فتحه التاريخي لعمورية وهو ما صوره الشاعر في رائعته الخالدة ومطلعها:

السيف أصدق أنباء من الكتب * * في حده الحد بين الجد واللعب

وفي سنة 224 يعود المعتصم إلى سامراء ومعه أبو تمام حيث يواصل الاتصال بكبار رجال الدولة ومدحهم وعلى رأسهم أحمد بن أبي دؤاد، والوزير بن الزيات وأبو سعيد الثغري وغيرهم، وكان يزور أهله في دمشق بين الحين والاخر، وفي إحدى زياراته لها اتصل به البحتري وتتلمذ عليه كما يخلد في إحدى قصائده حادثة إحراق الأفشين وصلبه سنة 226 بعد اتهامه بالخيانة العظمى ومطلع القصيدة:

ألحق أبلج والسيوف عواري * * فحذار من أسد العرين حذار

وفاته

بعد وفاة المعتصم تتوقف الصلة بين أبي تمام والخليفة الجديد الواثق ويزداد الارتباط بينه وبين رجال الدولة، فراوده حلم الولاية والاستقرار فوجد مبتغاه عند كاتب من كتاب الدولة وهو حسن بن وهب الذي ولاه على يريد الموصل سنة 228 فبقي بها إلى أن أدركه أجله وأصابه هازم الذات ومفرق الجماعات في سنة 231هـ ورفاته اليوم محفوظ في ضريح ضخم في حديقة البلدية بالموصل، ولم يفت أحد أبنائه محمد بن محمد الطوسي أن يبني على قبره قبة(14).

بعض جوانب حياته:

وصفه أحد معاصريه فقال " كان أبو تمام طوالا وكانت فيه تمتمة وكان حلوا الكلام كأن لفظه لفظ الإعراب(15). وتشير كل الأخبار التي تناولت شخصيته على أنه كان أسمر اللون طويلا وأنه كان يتأنق في ملابسه خصوصا بعد أن اغتنى ونال جوائز الممدوحين من الأموال والحرير والثياب الفاخرة وكان أجش الصوت ولذلك غالبا ما كان يصحب معه غلاما ينشد أشعاره، لكن عندما ينشد هو ويسترسل في الإنشاد يستوي لسانه ويستقيم لفظه وإلى جانب هذه الأوصاف الظاهرة كان يتصف بأوصاف فكرية وأدبية وخلقية كثيرة أهمها:

1- شغفه بالدراسة وألوان العلم والثقافة

لقد اهتم أبو تمام منذ نعومة أظفاره بالعلم، فأمّ حلقات الدرس والتحصيل كما اهتم بتكوين نفسه " ولم يستطع أحد من مؤرخيه أن يذكر لنا أحدا ممن أخذ عنهم العلم(16) وساعده على ذلك ما كان يتمتع به من تفكير عميق وخافظة قوية. قال البحتري وهو يصفه لإسماعيل بن علي النبختي "والله يا أبا الحسن لو رأيت أبا تمام لرأيت أكمل الناس عقلا وأدبا وعلمت أن أقل شيء فيه شعره"(17). وأورد ابن خلكان أن لشاعرنا من المحفوظ مالا يتحقق لغيره وروى أنه كان يحفظ أزيد من أربعة عشر ألفا أرجوزة غير القصائد والمقاطع ونحن لا نذكر أن أبا تمام عرف بالحفظ لكن نرى أن لا ضرورة للسير مع المبالغين في أنه حفظ أربعين الف أرجوزة فإن ذلك يحتاج إلى تحقيق طويل ولا سيما مع ما وقع من الأراجيز العربية في شعر العرب قبل أبي تمام وهل هو يبلغ هذا العدد وهل هو يبلغ هذا العدد؟ وإذا بلغه فكم يكون طول الأرجوزة وتحدث الآمدي عن شغفه برواية الشعر ونقده والتأليف فيه فيقول "كان أبو تمام مشهورا بالشعر مشعوفا به مشغولا مدة عمره بتبحره ودراسته وله كتب واختيارات فيه مشهورة ومعروفة ... وهذه الاختيارات تدل على عنايته بالشعر وأنه اشتغل به وجعله وكده (...) واقتصر من كل العلوم والآداب عليه ما شيء كبير من شعر جاهلي وإسلامي ولا محدث إلا قرأه واطلع عليه، ولهذا أقول أن الذي خفي من سرقاته أكثر مما قام منها على كثرها"(18) ولقد سبب له محفوظه الكثير في اتهامه بالسرقة والحق أن شعره يحمل آثار ثقافته الواسعة في فروعها المختلفة، قال الآمدي عن علمه باللغة "أن أبا تمام تعمد أن يدل في شعره على علمه باللغة وبكلام العرب فيعمل إلى إدخال ألفاظ غريبة في مواضيع كثيرة من شعره"(19) وقال على لسان أنصاره "قد عرفنا كم أن أبا تمام أتى في شعره بمعان فلسفية وألفاظ غريبة فإذا سمع بعض شعره الأعرابي لم يفهمه وإذا فسر له فهمه واستحسنه"(20).

وتتفق معظم المراجع والمصادر على إلمامه بعلوم عصره من تاريخ وفلسفة وفقه وتنجيم ونحو وايام العرب وقصصهم ز الحساب والهندسة والكيمياء والمنطق ... ويرى عبد العزيز سيد الأهل أن إلمام أبي تمام بهذه العلوم كان ( إلمام المثقفين لا إلمام الدارسين المتخصصين).

2- سرعة البديهة وحدة الذكاء

روى الصولي عن ابن الأعرابي المقيم قال: " كان أبو تمام كما لا تقول من الشعر ما لا يعرف؟ فقال وأنت لمالا تعرف من الشعر ما يقال فأفحمه(21) ولتأكيد هذا الطرح روى الصولى قصته مع الفيلسوف الكندي في مجلس أحمد بن المعتصم لما أخذ عليه قوله فيه

إقدام عمرو في سماحة حاتم * * وحلم أحنق في ذكاء إياس(22)

فزاد أبو تمام في الحين في قصيدته هذين البيتين ولم يكونا فيها وهما:

لا تنكروا ضربي له من دونه * * مثلا شرودا في الندى والباس

فالله قد ضــــرب الأقل بنوره * * مثلا من المشكاة والمِبراس

وكل هذا يؤكد ما كان يتمتع به أبا تمام من الذكاء والفطنة وسرعة البديهة.

3- عمق التفكير وقوة العقل

هذه النقطة هي ما بدا واضحا في شعر أبي تمام وتنبه لها القدماء المعاصرون للشاعر والمحدثون الذين تناولوا شعره بالقراءة والدراسة والتحليل فقد كان أبو تمام كما ترى معظم المصادر يخترع المعاني قال الصولي "وليس أحد من الشعراء –اعزك الله- يعلم المعاني ويخترعها ويتكئ على نفسه فيها أكثر من أبي تمام ومتى أخذ معنى زاد عليه روشحه ببديعه وتمم معناه فكان أحق به وقال أحد معاصريه عندما راه: "رأيت رجلا علمه وعقله فوق شعره"(23). كما أورد الصولي أقوالا أخرى يوضح من خلالها قوة عقل أبي تمام.

ونجد كذلك الآمدي يعزز هذه الفكرة قائلا على سبيل التمثيل " وإن كنت تميل إلى الصنعة والمعاني الغامضة التي تستخرج بالغوص والفكرة ولا تلوي على غير ذلك فأبو تمام أشعر عندك لا محالة(24). قد كان أبو تمام واعيا بذلك بل كان يجهد نفسه حتى يرى أثر الدم في عينيه. وطبيعي أن يتهمه أعداؤه بالإغراب والغموض والتكلف والابتعاد عن المألوف وكل ما يتعلق باللفظ والمعنى من عيوب قال الجرجاني "وربما كان ذلك سببا لطمس المحاسن كالذي نجده كثير في شعر أبي تمام فإنه حاول من بين المحدثين الاقتداء بالأوائل في كثير من ألفاظه فحصل منه على توعير اللفظ في غير موضع من شعر فقال:

فكأنما هي في السماع جنادل * * وكأنما هي في القلوب كواكب

فتعسف ما أمكن، وتغلغل في التعصب كيف قدر، ثم لم يرض بذلك حتى أضاف إليه طلب البديع فتحمله من كل وجه وتوصل إليه بكل سبب ولم يرض بها تين الخلتين حتى اجتلب المعاني الغامضة وقصد الأغراض الخفية فاحتمل منها كل غث ثقيل وأرصد لها بالأفكار بكل سبيل"(25).

والمطلع على شعر أبي تمام يلاحظ أنه كان عميق الفكر، الشيء الذي جعل شعره يعاب من طرف الكثير فقال الآمدي إن الشاعر قد يعاب أشد العيب إذا قصد بالصنعة سائر شعره وبالإبداع جميع فنونه فإن تلك مجاهدة للطبع ومغالبة للقريحة مخرجة سهل التأليف إلى سوء التكلف وشدة التعمل، لأن كل شيء حدا إذا تجاوزه المتجاوز سمي مفرطا وما وقع الافراط في شيء إلا شأنه وحال إلى الفساد.

كرم أبي تمام

تخبرنا جميع المصادر التي أشارت إلى أبي تمام أنه كان يستهين بالمال وأنه كان يكسب الكثير وينفق الكثير، كيف لا وهو القائل: "ولو جمعت ما أخذ ما احتجت إلى أحد ولكن آخذ وانفق(26) ولقد جمع من الجوائز ونال مالم يكن يطمع فيه أحد من الشعراء حتى قيل "ما كان أحد من الشعراء يقدر أن يأخذ درهما واحدا في أيام أبي تمام فلما مات اقتسم الشعراء ما كان يأخذه"(27) كما أورد صاحب الأعاني أن أبا تمام كوفئ أكثر من مرة بألف دينار، وروى الصولي أنه مدح خالد بن يزيد بن مزيد الشيباني فأمر له بعشر الاف درهم بدرها بسرعة، فلامه، فأجابه أبو تمام

علمني جودك السماحة فما ابـ * * قيت شيئا لدي من صلتك

مــا مر شهر سمحت به * * كأن لي قدرة كمقدرتــك(28)

ولما لامه أحد أصدقائه عندما رأه وصل بـ200 دينار أعطى نصفها إلى أحد أصدقائه أجابه أبو تمام قائلا:

ذو الوذ مني وذوا القربى بمنزلة * * وإخوتي إسوة عندي وإخواني

لا تخلقن خلقي فيهم وقد سطعت * * ناري وجدّك من حال الجديدان

عصابة جاورت آدابهم أدبي * * فهم وإن فرقوا في الأرض جيراني

أرواحنا في كل مكان وغذت * * أبدا ننا بشام وخــرسـان

ورب نائي المغاني روحه أبدا * * لصيق روحي ودان ليس بالدان

أخي أخ لي فرد لا قسم له * * في خالص الود من سري وإعلاني

وبهذا الموقف من المال والصداقة والصديق أحبه أصدقاؤه وأهله فكانوا يدافعون عنه ويكفي أن نشير إلى أن عليا بن الجهم كان يسب دعبلا لانه كان يكذب على أبي تمام ويضع الأخبار عليه وتدل الاخبار الواردة عن أبي تمام أنه لم يترك من المال والولد إلا ما لا شأنه له. فقد فارق والدته منذ صغره بعد وفاة والده وفي شعره ذكر لأخ له ومرثيتان لولديه وأخرى لزوجته لكنه رزق بعد كل هذا بولد وهو الذي تكنى به وبقي بعد وفاته

حبه للجمال واعتداله في اللهو والمجون

إن المطلع على ديوان أبي تمام سيلاحظ أنه كان مفنونا بالجمال ومظاهره سواء في الطبيعة أو الانسان وقد عبر عن ذلك في كثير من قصائد حتى عدّه النقاد من المتخصصين في وصف الطبيعة ولعل أروع قصيدة في وصف الطبيعة هي أول قصيدة له في مدح المعتصم.

كما وردت اشارات إلى مشاركة أهل الطرب والترف والنعيم في مسامر وفي مجالس طربهم وغنائهم ولهوهم، لكنه لم يكن فاحشا في وغزله ولا ماجنا في أخلاقه ومن قوله في الغزل:

لما استمر الوداع المحض وانصرمت * * أواخر الصيد إلا كاظماَ وجما

رأيت أحسن مْرئيّ وأقبحه * * مستجمعين لي: التوديع والنعما

فكاد شوقي يتلو الدمع منسما * * إن كان في الأرض شوق فاض فانسجما

صُبّ الفراقُ علينا صب من كتب * * عليه إسحاق يوم الروع منتقما

وإن كان النقاد يرون في هذه الأبيات صورة عربية وغير مألوفة فإنها تبقى صورة جميلة ورائعة لوصف لحظة الوداع ومن غزله اللطيف أيضا قول:

من كل خود دعاها البين فابتكرت * * بكرا ولكن غدا هجرانها نصفا

لا أظلم النأي قد كانت خلائقها * * من قبل وشك النوى عندي نوى قدفا

غيداء جاد وليُّ الحسن سُنّـتها * * فصاغها بيديه روضة أنــــــــــفا

مـــصقولة سترت عنا ترائبنا * * قلبا عزوفا ينـــاغي نـــاظرا نطفا

ولسنا في حاجة إلى تقديم كل أشعاره في هذا الباب بل يكفي القول إن أبا تمام كان مقتصدا في اللهو والغيث ولم يكن من أصحاب الفحش والفجور ولا من أصحاب الغلمان والغزل المذكر وكان غزله على العموم تتخلله العـفة والوقار والصنعة اللفظية وهذا ما اجتمع عليه النقاد القدامى يقول ابن رشيق " لم يكن لأبي تمام حلاوة توجب له حسن التغزل وإنما يقع له من ذلك التافه اليسير من خلال القصائد"

المذهب الشعري والخصائص الفنية لشعر أبي تمام

تكاد تجمع أغلب المصادر على أن أبا تمام ابتدع مذهبا شعريا جديدا وإن كان ابن المعتز يؤكد أن هذا الاتجاه الذي عرف بالبديع كان موجودا في الشعر الجاهلي وفي القران الكريم وأن كل ما فعله أبو تمام إنما بالغ وأفرط حتى عرف بهذا المذهب قال الصولي في معرض دفاعه عن أبي تمام " هو رأس في الشعر مبتدئ لمذهب سلكه كل محسن بعده فلم يبلغه فيه حتى قبل مذهب الطائي وكل حادق بعده ينسب إليه ويقني أثره"(29). ونجد نفس الفكرة لدى الآمدي إذ يقول على لسان صاحب أبي تمام: "فأبو تمام انفرد بمذهب اخترعه وصار فيه أولا وإماما متبوعا وشهر به حتى قيل مذهب أبي تمام وطريقة أبي تمام وسلك الناس نهجه واقتفوا أثره"(30). وهكذا تنبه النقاد والأدباء إلى ما في شعر أبي تمام من خروج على "عمود الشعر" وما في شعره من جديد يخالف مقومات الشعر فانقسموا إلى فريقين: فريق يناصره ويبرز محاسنه واختراعاته وتجديده، وآخر يطعن في شعره ويعاديه ولا يرى في تجديده إلا تصنعا وتكلفا وغموضا وغرابة وزاد الطين بلة وجود شاعر آخر حافظ على عمود الشعر، وابتدأت المقارنة منها إلا أنها نزلت بثقلها على أبي تمام، واشتدت الخصومة. طال أمدها وكثر المشتركون فيها حتى اثمرت كتبا كثيرة ومهمة ولنستمع إلى أحد المشتركين فيها (الأمدي) يصور لنا طرفا من هذه الخصومة يقول" ولكنه شره إلى إيراد كل ما جاش به خاطره ولجلجه فكره فخلط الجيد بالرديء والعين النادر بالرذل الساقط، والصواب بالخطأ وأفرط المتعصبون له في تفضيله وقحموه كل من هو فوقه من أجل جيده وسامحوه في رديئه وتجاوزوا عن أخطائه وتأولوا له التأويل البعيد فيه، وقابل المنحرفون عنه إفراطا بإفراط فبجسوه حقه واطرحوا حسناته ونعوا سيئاته عليه واحتج بما لا تقوى حجة به"(31).

فما هي مقومات هذا المذهب الجديد؟ وما هي عناصره وخصائصه؟

يمكن حصر مقومات مذهب أبي تمام في العناصر والمميزات التالية:

- اخفاء المعاني، الغموض والتعقيد

كان أبو تمام شديد الاتكاء على نفسه وعقله وتفكيره في نظم الشعر، وكان يعتبر ذلك من خصائصه الكبرى وكان يرى في ذلك ردا على ما يدعيه المحافظون من أن القدماء استنفدوا المعاني الشعرية الممتازة وأن المحدثين عالة عليهم لا يجرون إلا بريحهم فقال:

لو كان يفنى الشعر أفناه ما قرت * * حياضك منه في العصور الذواهب

ولكنـه صوب العقول إذا انجلت * * سحائب منه أعقــبت بسحائـب

ولذلك عده النقاد أكثر الشعراء المجددين اختراعا للمعاني وابتداعا للأفكار قال ابن رسيق "وأكثر المولدين اختراعا وتوليدا فيما يقول الحذاق أبو تمام وابن الرومي". فقد كان كثير الاعتماد على العقل مما جعل بعض شعره غامضا ومعقدا، ويرجع اختفاء المعاني في شعره أحيانا إلى اللفظ الغريب الاعجمي واحيانا منها ما يخفى وراء الفاظ سهلة قريبة ومن الأمثلة على ذلك قوله:

يتجنب الآثام ثم يخافها * * فكأنما حسناته آثام

ومن ذلك أيضا قوله:

ولهت فأظلم كل شيء دونها * * وأثار منها كل شيء مظلم

هكذا نلاحظ في هذين المثالين ومثلهما كثير في شعره – أن كل الألفاظ واضحة لكن المعنى قد يستعصي على القارئ البسيط. إلا أنه أحيانا أخرى قد يستعمل ألفاظا غريبة من مثل: لفاء، اسحنفر ابدعر، الخنفقيق، اشمعل... وأمثال هذه الكلمات اذا استعملت في أبيات لم تفهم إلا باصطحاب القاموس وإن كان سيد الأهل يقول: (فألفاظه مهما غربت فقد كانت قريبة من علماء عصره، وأبو تمام لم يعن إلا بهؤلاء الخاصة(35).

- الإسراف في طلب البديع

لقد كان أبو تمام يلح على البديع كثيرا إلى درجة أنه كان يتكلف ويتصنع يقول الأمدي نقلا عن بعض النقاد القدامي "أن أبا تمام يريد البديع فيخرج إلى المحال ... وأن أول من أفسد الشعر مسلم بن الوليد وأن أبا تمام تبعه، فسلك في البديع مذهبه فتخير فيه كأنهم يريدون إسرافه في طلب الطباق والتجنيس والاستعارات وإسرافه في التماس هذه الأبواب وتوشيح شعره بها حتى صار كثيرا مما أتى من المعاني لا يعرف ولا يعلم غرضه فيها إلا مع ألكد والفكر وطول التأمل ومنه لا يعرف معناه إلا بالحدس"(36)

والأمثلة في شعره أكثر من أن تحصى ولعل من أبعدها، وأبعدها تعسفا وتكلفا قوله:

قرت بقران عيون الدين وانتشرت * * بالأسترين عيون الشرك فاضطلما(37)

وقوله:

إن من عق والديه لمعلو * * ن ومن عق منزلا بالعقيق(38)

وقوله:

متى أنت دهيلية الحي ذاهل * * وقلبك منها مدة الدهر آهل

تُظِل الطلولُ الدمعَ في كل موقف * * وتمثل بالصبر الديار المواثل

دَوَارِسُ لم يجفُ الربيعُ ربوعَها * * ولا مر في أغفالها وهو غافل

فقد سحبت فيها السحائب ذيلها * * وقد أخملت بالنور منها الخمائل

تعفين من زادِ الحفاة إذا انتحى * * على الحي صرف الأزمة المتحايل

لهم سلفٌ سمر العوالي وسامرٌ * * وفيهم جمال لا يغيض وجامل(39)

من خلال هذه الأمثلة نلاحظ أن الغموض والتكلف وكثرة المحسنات البديعية يحيل بين القارئ وتتبع معنى القصيدة والاستمتاع بجمالها إذ يقطع ذلك الانشغال بفهم الأبيات التي تتخلل قصائده ولاشك أنها مثلث تيار طبعه وقريحته وهذا ما جعل شعره متفاوتا تلتبس فيه الجودة بالرداءة قال الأمدي " ووجدت أطال الله عمرك أكثر من شاهدته ورأيته من رواد الاشعار المتأخرين يزعمون أن شعر أبي تمام حبيب بن أوس الطائي لا يتعلق بجيده جيدا أمثاله ورديئه مطروح مرذول . فلهذا كان مختلفا لا يتشابه)(40)

- الاكثار من الصور المجازية والاغراب فيها

إن أبا تمام لم يقتصر على المحسنات اللفظية التي يزخرف بها كلامه بل تجاوزها إلى الصور البيانية البعيدة من تشبيه وكتابة واستعارة والمجازات المختلفة وتجاوز بالشعر العربي بساطته المعهودة في المقارنة بين المشبه والمشبه به وبين المستعار منه والمستعار له بهدف البيان والإيضاح في المقابلة بين الماديات والمعنويات إلى ضرب من تجسيد معنويات وتشخيصها متكلفا متباعدا، فقد كان يتناول الشيء المعنوي الصرف فيحيله في إصرار بعيد إلى شيء مادي موغل في المادية فتجيء الصور غريبة لا تتضمن أي إحساس وانفعال فني وقد أخذ عليه النقاد نماذج كثيرة من شعر منها:

يا دهر قوم من أخدعيك فقد * * أضججتَ هذا الأنام من خرقك(41)

وقوله:

بيوم لطول الدهر في عرض مثله * * ووجدي من هذا وهذاك أطول

وقوله:

تحملت ما لو حمل الدهر شطرَه * * لفكر دهرا أي عبأيه أثقل(42)

- المبالغة

يرى العسكري أن المبالغة ان تبلغ بالمعنى أقصى غاياته دون الاقتصار على أدنى منازله في وقت يرى ابن رشيق أن الناس فيها مختلفون بين مفضل لها ومنكر معيد لها ونجد الجرجاني صاحب الوساطة يراها مذهبا عاما في المحدثين.

والمطلع على الشعر الجاهلي يرى أن المبالغة ظاهرة موجودة فيه إلا ان الجاهلين وشعراء صدر الاسلام كانوا مقتصدين في غلوهم ومبالغتهم فلما جاء العصر العباسي، أكثر منها الشعراء وتجاوزوا بها حدود الواقع.

يقول أبو تمام.

من الهيف لو أن الخلاخل صيرت * * لها وشحا جالت عليها الخلائل(43)

قال صاحب الأغاني "قال الجرجاني".. كيف حال من يجول الخلخال من عاتقها إلى كشهها هل تكون من البشر فضلا عن أن تنسب إلى الحسن؟ وقال الآمدي لقد جعلها جعلا(44)

وقوله:

لا تدعون نوح بن عمرو دعوة * * للخطب إلا أن يكون جليلا

تَبْثُ المقام يرى القبيلة واحدا * * ويُـرى فيحسبه القبيل قبيلا

لو أن طول قناته يوم الوغى * * ميل إذا انظم الفوارس ميلا(45)

وقوله:

عاقبت جود أبي سعيد إنه * * بَدُنَ الرجاء وكان نحيفا(46)

خاتمة

هكذا تلاحظ أنه إذا أضيفت المبالغات البعيدة في شعر أبي تمام إلى معانيه العميقة وصوره المجازية المزخرفة بألوان البديع وأضيف إليها ما أخذ عليه من استخدام الألفاظ الوحشية الغريبة والتراكيب المباينة لتقاليد الشعراء وما يورد من الإشارات إلى أخبار العرب وأيامهم وقصصهم وخرافات الأمم الأجنبية والتقاليد الأصيلة والدخيلة، عرفنا مقدار المشتقة والعناء اللذان يعاني منها قارئ شعره، وأدركنا مدى صدق القدماء في تمييز مذهبه عن المصبوعين المحافظين على تقاليد الشعر العربي في المعنى والصورة واللفظ وعلى رأسهم البحتري.

ولهذا نعرف لماذا جعلته (البحتري) الحركة النقدية التي فجرها مذهب أبي تمام ممثلا للمذهب النقيظ المقابل لاتجاه أبي تمام.

وحتى من طرف هؤلاء الشعراء والنقاد المحافظين فالجميع يعترف له بالمقدرة الشعرية والتفرد في كثير من جوانبه الابداعية وبأنه جم المحاسن كثير الفضائل . قال الأمدي "وجدت أهل الخفة من أصحاب البحتري ومن يقدم مطبوع الشعر دون متكلفة لا يدفعون أبا تمام عن لطيف المعاني ودقيقها والإبداع والاغراب فيها والاستنباط لها، وإذا كان هكذا فقد سلموا له الشيء الدي هو ضالة الشعراء وطلبتهم وهو لطيف المعاني وبهذه الخصلة دون ما سواها فضل امرؤ القيس لان في شعره دقيق المعاني وبديع الوصف ولطيف التشبيه وبديع الحكمة فوق ما في اشعار سائر الشعراء من الجاهلية والاسلام"(47).

Eddadissi2002@gmail.com

* * *

الهوامش

(1) الأمدي: الموازنة ص 5.

(2) الصولي: أخبار أبي تمام ص 59.

(3) أبو الفرج الأصفهاني الأعاني ج 16 ص 383

(4) الصولي: أخبار أبي تمام 246.

(5) ابن خلطان وفيات الاعيان ج 4 ص 6-5

(6) دائرة المعرف الإسلامية المجلد الأول، العدد الاول، جمادى II، 1352/ اكتوبر، 1933، I، الأبشهي ص 320.

(7) محمد نجيب البهبيتي أبو تمام اتلطائي حياته وحياة شعره ص 32

(8) أبو بكر الصولي .أخبار أبي تمام ص 235 - 236

(9) نجيب محمد البهبيتي أبو تمام الطائي ..... ص 49.

(10) راجع: 1- المرجع السابق ص 53 وما بعدها. 2- العصر العباسي الأول شوقي ضيف. 3- الفن ومداهبه في الشعر العربي شوقي ضيف ص 219.

(11) أخبار أبي تمام لاللصولي ص 372.

(12) ابن خلكان البهبيتي ابو تمام الطائي ... 102.

(13) محمد نجيب البهبيتي ابو تمام الطائي ....ص 102.

(14) الآمدي الموازنة ص 6.

(15) الصولي اخبار أبي تمام ص 259.

(16) عبد العزيز سيد الأهل عبقرية أبي تمام ص 25.

(17) ابن خلكان وفيات الأعيان ج 4 ص 12.

(18) الأمدي الموازنة ص 58-59.

(19) المرجع نسه ص 27.

(20) المرجع نسه ص 27.

(21) الصولي، اخبار ابي تمام ص 82.

(22)

(23) المصدر نفسه ص 167.

(24) الامدي الموازنة ص 11

(25) القاضى الجرجاني الاساطة ص 17

(26) الصولي اخبار ابي تمام ص 228.

(27) نفس المصدر ص 104-105 والاغاني ج 16 ص 388.

(28) الصولي اخبار ابي تمام 158

(29) الصولي اخبار ابي تمام ص 37

(30) الامدي الموازنة ص 16.

(31) المصدر نفسه ص 125.

(32) ابن رشيق العمدة ج I ص.

(33) ابو تمام الديوان ج 2 ص 375

(34) المصدر نفسه ص 119

(35) عبد العزيز سيد الأهل : عبثرية أبي تمام ص 73

(36) الامدي الموازنة ص 125.

(37) أبو تمام الديوان ج 2 ص 434

(38) المصدر نفسه ص 129.

(39) المصدر نفسه ص 322- 323

(40) الآمدي الموازنة ص 10

(41) أبو تمام الديوان ج 2 ص

(42) المصدر نفسه ص 299

(43) المصدر نفسه ص 324.

(44) الأغاني ص 16,

(45) أبو تمام الديوان ج 2 ص 296.

(46) أبو تمام الديوان ج 2 ص 75

(47) الامدي الموازنة ص 378.

س

المراجع المعتمد عليها

- اخبار أبي تمام لأبي يحيى الصولي تحقيق خليل محمود عساكر محمد عبده عزام ونظير الاسلام الهندي، دخائر العرب، المكتب التجاري للطباعة والنشر والتوزيع بيروت دون ذكر سنة الطبع.

- الموازنة بين أبي تمام حبيب بن أوس وأبي عبادة الوليد بن عبيد البحتري الآمدي، تحقيق محي الدين عبد الحميد ط 2 . م السعادة مصر 1959.

- وفيات الأعيان وأنباء الزمان ج 4 لابن خلكان، تحقيق د محمد فريد رفاعي بك وزارة المعرف العمومية الطبعة الأخيرة مصر.

- شرح الصولي لديوان أبي تمام، دراسة وتحقيق. ذ خلف رشيد نعمان وزارة الثقافة والفنون الجمهورية العراقية دار الطليعة بيروت 1978.

- الاغاني ج 16 لأبي الفرج الأصفهاني علي بن الحسن طبعة دار الكتب وزارة الثقافة والارشاد القومي المؤسسة المصرية، العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر دون سنة الطبع.

- دائرة المعارف الإسلامية المجلد الأول العدد الأول جمادى I 1352 الموافق أكتوبر 1933 I الابشهي.

- عبد العزيز سيد الاهل عبقرية أبي تمام دار العلم للملايين ط ح بيروت 1962.

- الفن ومذاهبه في الشعر العربي شوقي ضيف دار المعارف ط 2 القاهرة.

- أبو تمام الطائي حياته وحياة شعره نجيب البهبيتي ط ح دار الفكر بيروت 1980 ./ . وطبعة الثقافة البيضاء 1982.

- العصر العباسي الأول شوقي ضيف ط دار المعارف مصر 1972.