تقدم الكلمة في مفتتح باب شعر تجربة شعرية كونية وجغرافية شعرية من آقاصي العالم، مفتتح للتقارب الشعري وللاقتراب من تجارب رائدة اليوم في الشعريات العالمية، ويسهر الشاعر والمترجم المغربي المرموق على إعداد الترجمة والتعريف. هنا شاعرة من الشيلي، من التجارب الشعرية الحديثة، والتي تجعل من القصيدة مجالا للأداء الفرجوي. شاعرة توجتها جائزة موستاكييس للمواهب الشابة، وجائزة معهد غوته في الشيلي لشعر السلام سنة 2015.

قصائد

كارو كاسترو

ترجمة: خالد الريسوني

 

شيلي تحت جناحي

قد أخرجتُ هذه البلاد من الجناح

لمَّا غادرت خُمَّ الدجاج

لعنتُه

أن تولدَ من النَّتانةِ في النَّتانَةِ

مع الوجْهِ المُتَفًجِّرِ بِالركلات

أنظروا إلى دمي ينسكبُ على الرغيف اليَوْمِيِّ

ظاهرة تلفزيونيةٌ

تُلْهيه عن بؤسه الشخصيّ

تخدم أكثر لصرفِ النظر نحو الجانب الآخر

أن ترى البراز يتصاعد من تحت قدميك

هم الأحرار

سجناء أكثر مني لكنهم لا يرَون ذلك

يكفي أن تشاهدهم يتحدثون

الكلماتُ لا تحدثُ التواصل

لكنَّ العيون نعم

قد أخرجتُ هذه البلاد من الجناح

نتانةٌ وبصلٌ

ثقافتها ثقافةُ القرن الخامس عشر

عبوديتُها الصامتة

قد أخرجت طبقتَها العاملة المروَّضَة

جهل ديكتاتورية عشتُها بالقدر ذاته

مع سجَّانتي الخاصَّةِ

لأنه هنا لا خلاص لأحدٍ

نحن نأتي من الضلع المتلاشي ذاتِهِ

المحروث / الساخرة / العنيفة

في خدمة إله خديم

يا إلهي، أخرجنا من هذا العدم

من هذه الإنسانية الأليفة

من مسيحية وصلبان

لا تتركني في قبضة مخالبها

في براثن ذنوبها وعقابها

خطيئتي هي إنكار هذا الجسد الضالِّ

هذه الإنسانية التي ليست لي وأنا أرفضها

هذا العنف الذي يغمرني ويشلني

إلهي ارحمني

فلن أكون الدجاجة الوحيدة في هذا الخم.

 

بِهَالاتٍ مُعلَّقةٍ من الجبين

أمَّاهُ الجرح مفتوح

هل رأيتِ مرَّةً

كيف تنتحر الملائكة

أنت تريْنَنِي

من الجحيم تُحاوِلينَ إخراجي

سوف تحبِّينَ شياطيني

بِأيِّ اسم سأبحثُ عنك؟

أماهُ تهجَّيْ

كـ - و- ر- يـ -نـ - ا

اُحفري البطن

من الأرض وجهك الأسمرُ

يأتيني حبل السُّرَّةِ تحت هولِ الصفعات

ذكرياتٌ من ضبابٍ

سوادُ حظيرةِ الدجاج

بأيِّ شمسٍ ستتَدفَّأُ أنفاسي

(هذهِ الرَّقبةُ الجافة)

 

أماهُ

يرتفعُ المطرُ عنِ البطن المُنتَفِخِ

هذا الليلُ يصفعُ الأرضَ ويغطيك

مكياجٌ نحاسيٌّ منْ أحلامٍ

غيابٌ مليءٌ بالأمهات البديلة

ابكيني

ابكي أيضاً على الأبِ بُغضَه

وعلى القتلى المتعدِّدينَ

مِنْ أجلِ انتصارِك

أمَّاهُ

هنا فقطْ يوجدُ الخوفُ

وفي القبضاتِ أسلاكٌ معَ البارودِ

سوف تمضينَ معي إلى الموت.

 

ذنبٌ

شيءٌ ما يحدثُ لي والذنْبُ ذنبي

توترُ ما بعد الطمث انتقاميٌّ

الجسدُ التخريبيُّ يأوي رموزَ السُّلطة

كُلُّ

الهرمونات

التي

تناولتُها

لسنواتٍ

تُحوِّلُ بشرتي من البلاستيك

 

أذوب في الشمس

من المكياج

ومِنَ الزرنيخ أزيلُ الألوانَ

 

شيء ما يحدث لي والذنبُ ذنبي

الذنبُ دائما ذنبي

 

أنزعُ قربانَ اللحم من الرَّبِّ

أريقُ سائلَهُ المنويَّ

العقاب عبر الصليب

الذنب المنقوش على الخشب

في الأرحام المُكرهة

التي تُراهِنُ على اليدِ العاملة الرخيصة

 

أختنقُ من القلق

المتواصل

أمرِّر الخرقَة

أزيلُ البقع

لكي

أكفَّ

عن

التفكيرِ

في

الدم

في الذنب

إذ ينزلقَ مؤلماً عبر تفرجة المقعد

لكن الألم يتكثفُ بداخلي

مثل سُمِّ قنديل البحر

وسيستمر الجسد

في

أن يكون

ذنبي

 

سيستمر في التمنع

حتى يصيرَ جزءًا

من

ذاكرة

منسية..

------------------------------------

كارو كاسترو Karo Castro (سانتياغو شيلي 1982) شاعرة، مجازة في علم النفس التربوي. نشرت المرأة الدجاجة سنة 2016، ميول إلى الرغبة والفوضى الحاصل على جائزة موستاكييس للمواهب الشابة سنة 2002. وعن مشروعها المرأة الدجاجة، النص المهدى لكورينا ليموناو، فازت بجائزة معهد غوته في الشيلي لشعر السلام سنة 2015. وهي تقوم في أعمالها من خلال التدخلات والأداء الفرجوي. وقد نشرت في العديد من المجلات الوطنية والدولية، كما شاركت أيضا في العديد من المهرجانات واللقاءات الشعرية الوطنية والدولية.