هي محض صور يصيغها الشاعر العراقي برؤية فنان تشكيلي، داخل أقبية تتكرر داخلها مفارقات اليومي والعبور من حالات مركبة، الوصف نفسه لشخوص تعبر وتعود لدواخلها متجردة من أي حس طوباوي، فقط الأمكنة تظل تظلل أرواح الذين سكنوا لخلوتهم دونما حاجة إلا لبزوغ لحظة انبلاج النهار.

محض حشرجات

حكيم نديم الداوودي

 

1

تهجر الحانة زبائنه،

تغادرهم قاماتٌ تترنّح

في دروب الظلام

كانوا سكارى

من اللعب

والتعب

معاطفهم تنز

عَرَقاً

غباراً

دخاناً رمادية

دفنوا هياكلهم

أحلامهم

في جحيم أوهامهم

نفضوا عن كواهلهم

مع تباشير الصباح

ضجيج نهارٍ مُملٍ لا ينتهي..

 

2

هنا في سُرّة الليل،

يتطهّرالجسد

وكأنّ كلّ أحد حبة رملٍ

في مسيل ماء..

 

3

هنا عصفورٌ من الشرقِ

قبّرته زوبعة الغربة

في الحانة الباردة

حشرجات غناءٍ رخيص

ففي كلّ صدر آهةٌ

وبحة حزن

وجمرة غسلين..

هنا وحول الموائد،

المضللة بالهمسات

جثثٌ لا تنام

هنا الحانة وكأنها مقبرةٌ

تجرع كائناتها

بقايا سراب العمر،

بقايا ندم عشق مسافر

هي الآن محضُ حكايات

ذابلة في أماسي الخريف

وفي صباح غدٍ جديدٍ

تفحلُ الذاكرة إلاّ من

طنين هزيل

هو كلّ ما بقيَ

من أبهة ضجيج الليل..