اختتمت فعاليات مهرجان صيف البحرين في نسخته الحادية عشرة وقد سجل حسب المنظمين حضورا لافتا وتفاعلا إيجابيا مع فعالياته التي استمرت شهرا بكامله وعرفت تنظيم العديد من الفقرات الثقافية والفنية موجهة لفئات عمرية مختلفة. هنا تقرير تركيبي عن أهم عناوين هذه الفعاليات.

مهرجان صيف البحرين

 

اختتم مهرجان صيف البحرين مساء اليوم السبت الموافق 27 يوليو2019م فعالياته بعد اشتغال ثقافي لشهر كامل، قدّم خلاله المهرجان مجموعة متنوعة ومميزة من الأنشطة في كل من خيمة نخول التي أقيمت بالقرب من قلعة الشيخ سلمان بن أحمد الفاتح بمدينة الرّفاع والصالة الثقافية بالمنامة. واستقطب المهرجان شرائح مختلفة من الجمهور في مملكة البحرين ليصل عدد زواره إلى ما يقارب ال 90 ألف زائر. ويأتي مهرجان صيف البحرين في نسخته الحادية عشرة ضمن برنامج هيئة البحرين للثقافة والآثار للاحتفاء بالمنجزات الإنسانية والحضارية لمملكة البحرين خلال عام 2019م بعنوان "من يوبيل إلى آخر".

وبهذه المناسبة قالت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: "بعد شهر كامل من النشاط الثقافي الهادف، نختتم هذا الموسم الذي يشكل جزءاً أساسياً من الرؤية الاستراتيجية لهيئة البحرين للثقافة والآثار التي تتضمن تنظيم مواسم ثقافية طيلة السنة لمختلف شرائح المجتمع وفئاته"، مشيرة معاليها إلى أن هيئة الثقافة أقامت مهرجان هذا العام إلى جانب قلعة الشيخ سلمان بن أحمد الفاتح بمدينة الرّفاع لجذب الزوّار إلى مواقع تعكس غنى وعراقة مملكة البحرين. وأوضحت أن هيئة الثقافة، وإضافة إلى تقريب النشاط الثقافي من الجمهور عبر اختيار موقع مختلف كل عام لإقامة خيمة نخول، قدّمت خلال مهرجان صيف البحرين لعام 2019م برنامج فعاليات مغاير ومميز صنع للجمهور وجهة ثقافية وسياحية. وقالت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إن هيئة البحرين للثقافة والآثار تمكّنت من متابعة الحراك الثقافي الصيفي الذي يأتي هذا في نسخته الحادية عشرة، معبرة عن شكرها وامتنانها لكل الداعمين من شركات خاصة ومؤسسات حكومية وسفارات شاركت في إنجاح المهرجان، قائلة: "عبر التعاون المشترك مع القطاعين العام والخاص، نؤكد إيماننا بالثقافة وقدرتها على الارتقاء بالمجتمع المحلي وترسيخ قيم الفرح والانفتاح". كذلك توجّهت معاليها بالشكر إلى كل فريق عمل الثقافة والمتطوعين والمساهمين في مهرجان هذا العام، مؤكدة أن تحقيق المنجز الثقافي يعكس أهمية العمل الجماعي وإيمان الجميع بقدرته على صناعة أجواء ثقافية تتميز بالإبداع والجودة.

وخلال حفل الختام الذي أقيم في خيمة نخول، كرّمت هيئة البحرين للثقافة والآثار داعمي مهرجان صيف البحرين والمساهمين فيه من جهات حكومية وخاصة وسفارات. وكان مهرجان صيف البحرين قد حظي بدعم من شركة البداد العالمية، سيباركو(Cebarco)، استوديو عمّار بشير للإبداع الفني، شركة ديزاين كرياتيف(Design Creative)، شركة بابكو، شركة إبراهيم كانو، AA Car Rentals وعليا فلاورز. كذلك ساهم في إنجاح المهرجان كل من وزارة الصّحة، وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني، وزارة شؤون الشباب والرياضة، المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، المحافظة الجنوبية، المجلس الأعلى للبيئة، مركز عيسى الثقافي، مجلة وطني، مايسترو للصوت والضوء وشركةmii2 للإنتاج. وشاركت في إثراء برنامج المهرجان سفارات كل من: مصر، اليابان، فلسطين، إندونيسيا، تركيا والولايات المتحدة الأميركية والإمارات العربية المتحدة، السودان والمملكة العربية السعودية.

وشهد الحفل أيضاً مشاركة من نجوم خيمة نخّول لعام 2019م ومن السنوات السابقة، حيث قدّمت الفائزتان بالمركز الأول في المسابقة هذا العام نورة ونجود محمد عرضاً لرياضة الجمباز، فيما قدّم الطفل الموهوب تركي عزفاً مباشراً على الطبول (الدرامز)، هذا إضافة إلى عرض موسيقي للفرقة الموسيقية للشرطة.

خيمة نخّول: نشاط ثقافي مغاير طوال شهر كامل

وخلال شهر مهرجان صيف البحرين، قدّمت خيمة نخّول نشاطها الثقافي الذي تضمن برامج متنوعة ومناسبة لمختلف الأعمار والأذواق. فعلى صعيد ورش العمل كان الجمهور على موعد مع أكثر من 45 ورش عمل تفاعلية في مجالات التشكيل، الموسيقى، المسرح والعلوم وغيرها، في محاولة لتوجيه طاقات الأطفال وتنمية قدراتهم الإبداعية، إضافة إلى تنمية روحهم الاجتماعية وتوسيع مداركهم الذهنية وتزويدهم بمختلف القيم الأخلاقية والاجتماعية.

كذلك قدّمت الخيمة أنشطة رياضية وألعاباً ترفيهية وأنشطة يومية في أكثر من زاوية في الخيمة، كمنطقة اللعب الآمن، زاوية كرة القدم، سوق الأطفال، ركن الألعاب الترفيهية وركن مجلّات الأطفال، هذا إضافة إلى عدد من الأكشاك التي قدّمت مختلف المشروبات والأكلات الخفيفة. أما مسرح نخّول فشهد عروضاً مباشرة بشكل يومي كعرض سرد القصص، عرض الدمى وعروض الفرق الشعبية كفرقة محمد بن فارس، فرقة البحرين للفنون الشعبية، فرقة دار شباب الحد، فرقة الدار الصغير، فرقة الدار العودة وفرقة قلالي. وفي نهاية كل أسبوع كان روّاد المهرجان الصغار على موعد مع "أنشطة نهاية الأسبوع" التي تضمنت رسم البورتريه، الخط العربي والرسم على الوجوه.

ونظمت الخيمة أيضاً هذا العام مسابقة "نجم نخول"، والتي حصل على مركزها الأول كل من نورة محمد ونجود محمد وذلك عن موهبتهم في رياضة الجمباز، فيما حاز على المركز الثاني الطفل محمد أسحاق عن موهبته في الخط العربي، أما المركز الثالث فكان من نصيب فرقة الأطفال الاستعراضية "سباركلز". وحظيت هذه المسابقة بمشاركة 70 طفلاً بين سن الخامسة والخامسة عشرة، بمواهبهم المتعددة في مجالات الفنون الغنائية والعزف الموسيقي والفنون المسرحية والاستعراضية، بالإضافة لفنون الخفة والفنون التشكيلية والخط العربي والقدرات الذهنية وغيرها من المواهب، فيما تنافس على جوائز "نجم نخول" 40 طفلاً بعد مرورهم بتجارب أداء، وصولاً إلى النهائي الذي تنافس فيه 10 أطفال على الجوائز الثلاث.

الصالة الثقافية: عروض مسرحية وموسيقية لكافة الأعمار

وانطلقت أولى فعاليات الصالة الثقافية في مهرجان صيف البحرين عبر عرض فني قدّمته فرقة "ستيب أفريقيا" (Step Afrika)، بالتعاون مع السفارة الأميركية لدى مملكة البحرين، حيث ارتكز عرض الفرقة على فن الـ "بريك دانس" مقدّماً فقرات بصيغ مبتكرة، مزجت ما بين أساليب الرقصات التقليدية الممارسة في محافل الأميركيين الشباب ذوي الأصول الأفريقية والرقص التقليدي الأفريقي، بالإضافة لألوان متعددة من الرقصات والفنون التي ناغمت مع العناصر الغنائية والثيمات القصصية والفكاهية، جاعلة منه عرضاً تفاعليًا نابضًا بالفرح.

وبتنظيم من مسرح ميسولا للأطفال وبتعاون ما بين هيئة البحرين للثقافة والآثار والسفارة الأميركية لدى المملكة، استضافت الصالة ورش عمل مسرحية "رابونزيل" بمشاركة أكثر من 60 طفلاً، حيث تدرّبوا على مدى ثلاثة أيام على مجموعة من المهارات المسرحية كالتمثيل والتمثيل الصامت والدراما. ليقدّموا بعد ذلك المسرحية بحضور عدد كبير من الأهالي والمهتمين.

أما آخر عروض الصالة الثقافية، فكان مع مسرحية الأطفال "اللعبة"، والتي جاءت في إطار التعاون ما بين هيئة البحرين للثقافة والآثار وسفارة دولة الامارات العربية المتحدة لدى مملكة البحرين. واستمتع الحضور بأحداث المسرحية الشيقة والممتعة والممزوجة بالكثير من المواقف الكوميدية الهادفة إلى إيصال رسائل مفيدة للأطفال الحاضرين.