بعض من مفارقات المشهد الكئيب اليوم، يلتقط بعضه، الشاعر العراقي هنا في هذا النص الشعري القصير، حيث تصبح الحياة تتحلل في الموت، لا وجه للحياة بالمرة في أوطان اختارت أن تقتل كل مياسم الفرح، ووحده التقتيل والوجع يعيد دورة غياب تتكرر باستمرار، في ظل إحساس مريع بالمنفى والتشظي.

أموات أحياء

سـوران محـمد

 

يا أيها الاصدقاء

الذين التقينا لثواني محدودة

ثم تفارقنا للابد

أو لم نلتقي الی الان

أينما تتواجدون ؟

أفي قبو مظلم أم مضيء

ان صدی هذا الناي الشعري العتيق

يجمعنا من جديد

وسينفخ في أعماقکم رجفة مدوية

*

متنا في سحر قرمزي

حينما تصدقنا کذبة نصرالدين

أن يشغلنا، رغم نعومة الاظافر

لکننا لم نجده هناك...

تلك الايام التي قصفنا فيها

ولم نکن نعرف: معنی (الحرب)

هل الجنود أرمونا بالقذائف

أم الثوار؟

متنا

مع (بکر علي)

أثناء قراءة القصائد اللاتي

لم يجد آذان صاغية لسماعها..

متنا فجأة مع (آزاد صبحي)

وقد أصابتنا

شظايا النظرات الساخرة

غبنا الی الابد..

متنا عندما

أسجن العبيد الحرية

وأحكمتها بالاعدام

رميا بالرصاص

متنا حزينا

أثناء أحتفالاتهم المزدحمة

لكننا طردنا

دون امتلاك التزكية الحزبية

فاخترنا الغربة

طريقا نحو الحرية

لكننا متنا قبل الوصول

مع هؤلاء المسافرين الذين

شوه اجسادهم

ثم دفنوا في مقابر مجهولة

دون أقامة العزاء

نسوا کالشعلة التي

لعنتها الريح

سرعان ما انطفئنا

زمن تجاهل فيه الناس

معرفة سر الانوار...

متنا أثناء الولادة

حينما لم تريد الام

أن نولد

کي لا تشيبنا المعاناة

کاالحارات المهمشة في مدية الصدر

يا صديقي

ربما انك لا تعرف

لقد متنا في الازمنة الغابرة

مع اننا لازلنا نعيش!

........................

 

بكر علي: شاعر کردي استشهد عام 1994 علی يد المليشيات.

آزاد صبحي: شاعر و مثقف کردي، مات في السليمانية غريبا سنة 2014 ، اذ عثر علی جثته في بيته بعد أيام.