يجلسان في مطعم ينظر إليها. لم يعد بحاجة لنظراتها ودموعها. يلقي هديتها على الطاولة ويغادر. توقف الزمن فجأة. تكتب رسالة انتحارها الأولى! تضع الرسالة تحت الوسادة، تخرج من المنزل، تقف أمام المصعد، يفتح باب المصعد، إنه عمر ابن الجيران، يتناول الشيبس، تدخل، ينظر إليها ويضحك وتضحك، تنزل إلى الشارع، تشير للتكسي، تركب يشعل الرجل سيجارة، ينظر للمرأة، يرتب شعره، أغاني عاطفية بدأت تأخذ مجدها في أجواء التكسي الملتهبة.
تعقد حاجبيها، تنوي انهاء حياتها، هو رجل مثل السابق في النهاية!! تصل للبحر، تخرج من التكسي، يضحك والسيجارة في يديه، ضحكته تكشف عن أسنانه الصفراء والسوداء، أجرة التكسي حاضرة، تشيح بوجهها، تقرر للتو أن تضع حدا للمهزلة التي تعيشها، يقع بصرها على صخرة كبيرة، هذا المطلوب!! تخلع حذاءها، حذاء ممل، يذكرها بأخر لقاء مع ذاك الخائن!! تعد على الصخرة، ابتل قميصها الأبيض وبنطالها الجينز، يدفعها للتذمر: يبدو أن الانتحار يثير المتاعب!!
تقف على الصخرة، البحر هادئ والجو عصرا بين السادسة والسابعة، الرطوبة عالية، يمر رجل بعربة ايس كريم، تنزل مهرولة، يلتفت بقبعته الصغيرة وبنطاله الواسع. تعشق الايس كريم، تشتري بكل مالديها، تجلس على الصخرة، تدلدل رجليها، تتناول الايس كريم!! تتمتم في سرها:على الأقل ألذ من الانتحار.