بينما الطيور الوديعةُ،
تحوم حول حقل قمح
وقد شغفتْ حبّا بسنابله،
ينزل نسرٌ مصابٌ بطلقة،
يَنصب في الحقل فزّاعاتٍ،
أكثر ما تشبه الإنسان في تفكيره،
تُجفِّلُ الطير من أوكارها..
وتحرس نيابة عن النسر
حبوب القمح.
فلمن تحرسه؟
أيها الطيرُ..
أترضى أن يأتيَ طعامُك مُعلّبا،
مستوردا من وراء البحار؟
وجباتٌ سريعة
***
مطاعمها بتغريدة منكَ
يَصِلك الصيد من حقلك.
كل السرب تفرّق وتنكّر،
وعاد يجتمع على وليمةٍ
لم يصطدها في حياته.
وهذا النسرُ
يحرُس بدوره الفزّاعات،
ويوزّع عليها القبعات
كي لا تبدو كالطير.
فكيف تبدو أنتَ ساذجا
على منصة الإقلاع؟
ألا تعلم أن النسر لا يأكل طعامك؟
هو يُجوِّعك لسنين..
فيستورد لك الطّعم،
وقد استطعمته على مدى أجيال.
وبحكم معرفتك بالفزاعات،
***
لازلتَ مترددا في استرجاع حقلك المُسيّج،
من قبضة النسر الجريح..
ومازلت جاثما على ركبتيك.
قم.. لمن تنحني له لبيك؟
يا هذا الطير لا عليك..
تدبّرِ الأمرَ
وكأنك فزاعة بين الفزاعات.