رؤية سوداوية تتحكم في لغة النص الشعري للشاعر المغربي المغترب، في واقع مليء بالمفارقات وهو ما يجعل من مساحات الشك والقلق تتسع الى حد لا يبقى للشاعر نداء ما يفتح من خلاله بابا للأمل، ويعمق الاغتراب المضاعف من هذا المنحى، كي يتحول قلق الشاعر الى قلق وجودي.

لا أحد ينام في سرير جلجامش

بن يونس ماجن

 

لا تهمني حرائق غابات كاليفورنيا الموسمية

ولا فياضانات نهر المسيسيبي

أومخلفات الأعاصير بألقاب أنثوية

ليست لي قدرة على إسكات هدير الدبابات

ولا نعيق الجرافات لانقاذ زيتونة

أو شيخ هرم

سيان عندي ان مشيت فوق الجمر

أم فوق الماء

فأنا لا أرى غير أكوام القمامة

كأنها كائنات متشردة في مغارات الزمن

هكذا أمتطي صهوة حواسي الطائشة

وأعيد ترتيب قوانين الجاذبية

وأتفادى السقوط في بئر جافة

أسرج نعالي البلاستيكية

في الصحاري المشتعلة

فلم أعد أثق بخلود أرواث الحيوانات

ولا نبتة الخلود الرابضة في قاع المحيطات

فلم أرى أحدا ينام في سرير جلجامش

لا أنكيدو ولا عشتار

لا شهرزاد ولا شهريار

عبثا أحاول الجلوس مع النرجسيين

وألعن صانعي المرايا

وابصق على شفيف الماء البائت

فليس في حقائبي ما أزفه الى المغرورين

لا أزعم أني طرقت كل الأبواب السرمدية

ولا أنوي تأسيس امبراطوريتي

على انقاض مدينة سومرية

ألست أنا الذي رجحت أن الأرض

قد خرجت من ضلع البحر؟

وأن الكلاب التي لا تنبح في الليل

تنام مرتاحة البال

لتحافظ على مخالبها الناعمة

أما الطيور الأسيرة

التي لقنت نافخ المزمار آخر تغريدة

فما تزال تتدرب على الطيران

والقفز على دجلة والفرات

أكتب مرثية الى وردة

مغروسة في قلب مهجور

لعلي أحظى بفك حزام سروال

حورية في بحر لا يتسع إلا لاثنين

وتنفيذا لرهان خاسر

أحرقت كل أوراقي

فكان من نصيبي

منفضة وأعقاب سجاير

وخرق حيض في بيت خلاء...

 

شاعر مغربي، لندن