سيبقى يوم السبت الأخير من سنة 2019 وشما بارزا في سجل العمل الجمعوي بالبادية المغربية، برؤية جديدة فيها من الوعي والجرأة والطموح ما يجعل هذا الفعل حدثا لا ينسى بالمذاكرة والشاوية عموما. حدث تأسيس جمعية أولاد صالح للثقافة والتنمية والذي هيأت له اللجنة التحضيرية بشكل جدي مند مدة طويلة وبتشاور موسع وقناعة بأن جمعية ثقافية وتنموية بأولاد صالح لا بد أن تكون إضافة نوعية للمشهد الجمعوي.
في البداية، بساحة واسعة على أرض دوار أولاد الجيلالي أولاد صالح بمليلة وبواحد من البيوت العامرة وحضور أزيد من أربعين مؤسسا ينتمون إلى جماعات : الكارة وأحلاف ومليلة والطوالع والردادنة. وافتتح رشيد رزقي وبحضور رشيد عمرو هذا اللقاء بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم بصوت رضواني رضوان ، ثم أعطى الكلمة للمؤرخ المغربي د/ نور الدين فردي الذي قدم عرضا عن التحولات التي عرفتها الشاوية منذ القرنين 15و16 حيث بدأت الشاوية تتكون كمجموعة قبلية امتزجت فيها العناصر الأمازيغية والعربية،واستطاعت تكوين اتحادية قوية خلال القرنين 18و19.
ومع بداية القرن 20 دخلت في مواجهة عنيفة مع الاحتلال الاستعماري قدمت خلالها العديد من الشهداء،كان من بينهم أبناء أولاد صالح الذين ينتمون إلى إحدى الفخدات الكبرى (مليلة)للمذاكرة.
أما د/ شعيب حليفي فقد اعتبر مبادرة التأسيس تأتي في سياق تدبير البحث في تاريخ المنطقة الذي يعود إلى أكثر من 12 قرنا من إمارة البورغواطيين الذي سكنوا في هذا المكان، وفي سياق المشاركة بالرأي والفعل في النموذج التنموي الجديد من خلال مبادرات للتنمية بالمنطقة على مستويات متعددة، ومن خلال إبراز هوية المنطقة التي تضم مواقع أثرية وتاريخية وأحداث وأعلام لهم مكانة في التاريخ المغربي ومن واجب المجتمع أن يخلد أسماءهم في المقررات الدراسية وفي شوارع وساحات المدن المغربية اعتزازا بشجاعتهم وبطولاتهم وأخلاقهم، منهم : المكي بن البهلول ومول العلام ولد الدريسي ومحمد العالم وعمُر ولد العالم وطريمين العيساوي وبن رضوان وولد محلة وغيرهم كثير رجالا ونساءً، ممن قاوموا في معارك تاريخية : عين مكون وفخفاخة والسور وجحفة...
بعد ذلك انتقل الحاضرون إلى مناقشة مشروع القانون الأساسي وآفاق العمل وخصوصا التهيئ للملتقى الأولى للمذاكرة بأولاد صالح في مارس القادم. ثم تم انتخاب المكتب المسير برئاسة السيد عزالدين العالمي وعدد من الأعضاء.
بعد ذلك كان اللقاء مع الشيخ محمد العدناني وفرقته لعبيدات الرمى الذي أدى أغاني في المقاومة والتي تمجد أعلام الشاوية والمذاكرة. ثم انتقل عدد من الحضور إلى بيت عائلة المقاوم الحاج عبد القادر الهلالي والتي تمثل ركيزة من ركائز أولاد صالح وتباحثوا في شأن التنمية والتاريخ.
ثم انتقل فريق الباحثين من شعيب حليفي ونور الدين فردي وسعيد خومان وبعض أعضاء نادي القلم المغربي إلى عين مكون، جوار العين والمقبرة المنسية والآثار المتبقية من الزمن الغابر، حيث عقدوا لقاءً تنظيميا على مدى ثلاث ساعات لمناقشة وترتيب اللقاءات القادمة