حصاد 2019 في دار سعاد الصباح

تسدل دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع الستار على العام 2019 بإنتاج وفير من الفعاليات الأدبية والثقافية والفكرية والأنشطة المميزة، بما يؤكد حضورها الفاعل في ميدان النشر والثقافة والأدب على امتداد الوطن العربي.

وقد تنوع حصاد الدار بين إصدارات مميزة لكتّاب وشعراء وباحثين عرب وغير عرب، وكذلك مسابقات ومعارض وفعاليات أدبية وثقافية ولقاءات وأنشطة رسمية وغير رسمية.

فمع مطلع يناير أعلنت دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع استمرار تلقي النصوص المشاركة في جوائز الشيخ عبدالله المبارك وسعاد الصباح في المسابقات بفرعيها العلمي والأدبي للعامين 2018 – 2019، والتي تقدمها د.سعاد الصباح عبر دار النشر منذ الثمانينيات من القرن الماضي بهدف تشجيع الكتّاب المبدعين من الشباب العربي.

وقد ضمت المسابقات أربعة فروع في جائزة عبد الله مبارك الصباح للإبداع العلمي، وأربعة فروع أخرى في جائزة سعاد الصباح للإبداع الفكري والأدبي.

وتزامنت انطلاقة هذه المسابقات مع انطلاقة عمل الدار بُعيد منتصف الثمانينيات، حيث استهدفت شريحة الشباب التي تعاني التهميش الفكري والثقافي في هذا العصر ولا تجد راعياً وموجهاً لطاقاتها الكامنة والظاهرة، والتي أصبح ينصرف جلها مؤخراً على وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة في غالب الأحيان بما لا ينفع أو يجدي.

يشار إلى أن المسابقات راعت ما يواكب العصر ويهم عامة الناس، ويبرز تاريخ الكويت الحديث ومعالم نهضتها الشاملة، وذلك من خلال الأبحاث المطلوبة في الفرع العلمي فيما يتعلق بالوجبات السريعة وآثارها الصحية، وكذلك مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي وإيجابياتها وآثارها، وتاريخ الأمن العام في الكويت، وكذلك تاريخ الحركة النيابية في الكويت.

وأما الفرع الأدبي والفكري فتناول علم العروض ومسائله، والسينما الكويتية في نشأتها ومحاولاتها، وأفضل مجموعة قصصية، بالإضافة إلى التسابق المعتاد في الشعر.

وفي يناير استقبلت د.سعاد الصباح في مكتبها وفداً من رابطة الأدباء الكويتيين، حيث أشادت د.سعاد بالجهود التطوعية التي تقوم بها الرابطة، ودورها في تنشيط الحراك الأدبي والثقافي، من خلال تقديم فعاليات وأنشطة مبتكرة تصل لشرائح مجتمعية كثيرة.

وفي يناير كذلك أعلن الشيخ مبارك عبد الله المبارك الصباح خلال زيارة اللورد ألدرمان بيتر أستلين عمدة مدينة لندن لدولة الكويت أن مؤسسة مبرة الشيخ عبد الله مبارك الصباح سترعى برنامج مِنَح دراسية جديداً لطلبة وطالبات الكويت بالتعاون مع برنامج المنح الذي يشرف عليه مجلس مدينة لندن في المملكة المتحدة، وذلك لتمكين الطلبة الكويتيين من متابعة دراستهم في جامعات المملكة المتحدة، مشيراً إلى أن البرنامج سيقدم سنوياً منحة لطالبين كويتيين متفوقين لاستكمال ومتابعة الدراسات العليا التي تغطي مختلف المجالات في الجامعات البريطانية العريقة.

يذكر أن المنظمتين لهما تاريخ طويل في تعزيز المبادرات التعليمية، حيث أسست د.سعاد الصباح مبرة الشيخ عبد الله المبارك الصباح الخيرية في عام 1998، وقدمت الدعم للعديد من المبادرات والفعاليات العلمية والثقافية والاجتماعية، ومن ذلك رعايتها لجوائز مسابقة أفضل الكتب الصادرة باللغة الإنجليزية عن دراسات الشرق الأوسط والإسلام بالتعاون مع جمعية الصداقة البريطانية الكويتية.

وقد تأسس برنامج منحة مدينة لندن عام 1997، ويساعد على تمويل المنح الدراسية للطلاب والشباب المبتعثين من الخارج للدراسة داخل المملكة، في المجال التنفيذي والتدريب واكتساب خبرة العمل في قطاع الخدمات المالية.

وكان عمدة مدينة لندن والوفد المرافق له قد زار القصر الأبيض، والتقى بالدكتورة سعاد الصباح والشيخ مبارك عبد الله المبارك الصباح، الذي أكد أن إطلاق برنامج المنح الدراسية الجديد يهدف إلى تمكين الطلاب والطالبات الكويتيين وزيادة فرص تحصليهم العلمي المميز، وتوفير أكبر قدر من المعرفة لهم، وإعدادهم كجيل جديد من القادة بما يوازي المستويات العالمية.

واستكمالاً لسلسلة كتبها عن تاريخ الكويت، أصدرت د.سعاد الصباح كتابها المهم (الكويت في عهد الشيخ عبدالله بن صباح الصباح الحاكم الخامس)، قائلة: "إنني أدعو الله أن يمكّنني من استكمال الكتابة عن الرعيل الأوّل من حكّام الكويت الذين ثبّتوا أركان الحكم والمجتمع، وأرسوا المبادئ التي تهتدي بها الكويت حتى يومنا هذا".

وقد جاء في الإهداء الذي تصدّر الكتاب قول المؤلفة: (إهداء.. إلى ذكرى رفيق الدرب زوجي وصديقي ومعلمي.. الشيخ عبد الله مبارك الصباح، أحد أهم بناة نهضة الكويت الحديثة، الذي أوصاني بالبحث في تاريخ آل الصباح، وتوثيق دورهم في بناء الكويت وتطورها واستقراره).

وفي معرض استباق الدكتورة سعاد الصباح لتساؤل القارئ: لماذا هذا الكتاب؟ أجابت بالقول: (تستمد الشعوب من تاريخها عناصر قوتها وتماسكها الاجتماعي وإرادتها المشتركة في مواجهة الصعاب والشدائد، ولذلك اهتممتُ بالكتابة عن الشخصيات التي أثّرت في تاريخ الكويت، فأصدرتُ كتابين؛ أحدهما عن  عبد الله مبارك الصباح، والثاني عن والده الشيخ مبارك الصباح حاكم الكويت السابع، ثم هذا الكتاب عن الشيخ  عبد الله بن صباح الصباح الحاكم الخامس للكويت. وتوضِّح صفحات هذا الكتاب العلاقة الوثيقة التي جمعت بين أهل الكويت حكّاماً ومحكومين، وأنّ حُكْم الكويت اتّسم بروح التشاور والتسامح، وهو ما أعطى لتاريخها نكهة خاصة تميّزت بها عن الآخرين(.

وأما المقدمة فسلطت فيها الكاتبة الضوء على موضوع الكتاب وهو الشيخ عبدالله بن صباح الصباح الذي عُرِف باسم عبدالله الثاني، وهو الحاكم الخامس لإمارة الكويت، والذي تولى الحكم خلال الفترة 1866 - 1892، ويعتبر من الشيوخ الذين استمرّت فترة حكمهم لمدة طويلة أسوة بالحكام الثلاثة الأوائل، وهم جده الأكبر الشيخ صباح بن جابر مؤسس الكويت الذي حكم لمدة أربعة وعشرين عاماً (1752 - 1776)، ونجله الشيخ عبدالله الأول الذي حكم لمدة ثمانية وثلاثين عاماً (1776 - 1814)، والشيخ جابر بن عبدالله الأول الذي حكم لمدة خمسة وأربعين عاماً (1814 - 1859)، والذي اشتهر باسم جابر العيش لكرمه وجوده، وذلك خلافاً لوالده الشيخ صباح الثاني الذي اقتصرت فترة حكمه على سبع سنوات فقط (1859 - 1866).

واختتمت مقدمتها بقوله: "أرجو أن يكون في هذه الصفحات ما يضيف جديداً لمعرفة الشباب الكويتي بتاريخ بلادهم، وما يزيد من تقديرنا جميعاً للدور الذي قامت به الأجيال الرائدة في وضع الأساس لتقدُّم الكويت قبل ظهور النفط".

وفي أواخر شهر يناير اختتم مهرجان القرين الثقافي دورته ال25 محتفلاً بيوبيله الذهبي، وشهد في أيامه الأخيرة الاحتفاء بتجربة الشاعرة د.سعاد الصباح، وذلك على مسرح سعاد الصباح في رابطة الأدباء الكويتيين، وقد جاءت الأمسية بعنوان (التجربة الشعرية في شعر سعاد الصباح) شاركت فيها الشاعرة سعدية مفرح ود.نورة المليفي، وأدارها المدير العام لدار سعاد الصباح للنشر والتوزيع علي المسعودي، بحضور الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د.عيسى الأنصاري والإعلامية فاطمة حسين والكاتب المسرحي عبد العزيز السريع.

وفي مارس كرمت إدارة معرض باريس الدولي للكتاب ممثلة في نقابة الناشرين الفرنسيين الشيخة الدكتورة سعاد الصباح، بمنحها جائزة تقديراً لإسهاماتها الأدبية والثقافية.

وقد أعرب رئيس نقابة الناشرين الفرنسيين فنسنت ماونتن في كلمته خلال الحفل بالأعمال التي قدمتها د.سعاد الصباح وجهودها الثقافية والأدبية، قائلاً: "إن معرض باريس الدولي للكتاب هو إحدى أهم التظاهرات الثقافية في أوروبا، وهو أول معرض للأدب مفتوح للجمهور في فرنسا وأوروبا".

وما بين أواخر مارس وأوائل أبريل انطلق في الجمعية الكويتية للفنون التكشيلية بينالي سعاد الصباح الثاني الذي جمع نخبة من مبدعي الفن التشكيلي من الوطن العربي الذين تمثل تجاربهم البصرية تنوعاً ثرياً ومتفرداً ونادراً. وقد شكلت الأعمال المعروضة المنجزة جانباً من الأساليب الفنية التي تزدهر ضمن حركة الفن التشكيلي العربي المعاصر.

وفي مارس كذلك، تم تكريم الشيخة د.سعاد الصباح في العاصمة البلجيكية بروكسل ضمن فعاليات ملتقى الثقافة والسلام الذي نظمته المنظمة الأوروبية للتبادل الثقافي خلال الفترة من 12 إلى 25 مارس. وقالت د.سعاد الصباح في كلمتها التي ألقتها في الحفل:

"أنا مواطنة عربية من الكويت، اجتهدت واختارت السفر في بحار المعرفة لإيمانها بأن امرأة لا عقل لها هي امرأة تعرقل مسيرة المجتمع. وأنا مواطنة تحاول أن تضع ثقافتها ومعرفتها في خدمة التطور في بلدها.. وأنا كاتبة وشاعرة تحاول أن تجعل مساحة الحب أكبر، ومساحة الكراهية أقل. فالكتابة عندي ليست عملا مجانيا أو عبثيا، إنها عمل يستهدف التغيير في الدرجة الأولى. رحلتي طويلة، وسفينتي رست في أكثر من مرفأ، وكنت في هذه الرحلات امرأة كويتية تريد أن تتعلم. السفر زرعني في قلب الحضارات، لأن السفر كتاب يغني عقل الإنسان، ويزيد من شمولية ثقافته"..

وفي أواخر أبريل رعت د.سعاد الصباح حفل (كويتنا درة.. في قلوب مستقرة)، بحضور الوكيل المساعد للتعليم الخاص والنوعي د.عبدالمحسن الحويلة، ووكيل وزارة الإعلام لقطاع السياحة يوسف مصطفى، والشيخة شيخة العبدالله، والشيخ دعيج الخليفة، ومدير مدرسة النور المشتركة بيبي الصايغ، حيث تم عرض مسرحية (حب الوطن) في مدرسة النور المشتركة – بنات، وتخلل الحفل العديد من الفقرات التي تغنت بحب الكويت.

وقد أعربت د.سعاد الصباح عن سعادتها برؤية هذه الكوكبة في تقديم فقرات أسعدت قلوب الحضور جميعاً، وقالت: نفخر بهذه الفئة من أبنائنا التي أثبتت أنها قادرة على العطاء والإبداع في العديد من المجالات.

وفي مايو تلقت د.سعاد الصباح تقديراً من موسوعة غينيس للأرقام القياسية، نظير دعمها لمشروع أطول علم في العالم، الذي أنجزته منطقة مبارك الكبير التعليمية خلال احتفالات الكويت بالأيام الوطنية أواخر فبراير.

وقد قدم شهادة التقدير منصور الديحاني مدير منطقة مبارك الكبير التعليمية برفقة النائب السابق رجا حجيلان المطيري ومحمد عايض العجمي مدير الشؤون التربوية في منطقة مبارك الكبير التعليمية.

وفي إطار خدمتها للغة العربية.. وسعيها نحو العالمية، أعلنت دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع في تصريح صحافي أنه سيتم توزيع جوائز مسابقاتها الأدبية والفكرية الجديدة في الهند، والتي تبرعت بها د.سعاد الصباح، وهو ما تم في أواخر سبتمبر، من خلال تعاون مثمر امتدّ على مدار الأشهر الماضية بين دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع وكلية فاروق بولاية كيرلا – الهند..

وكانت د.سعاد محمد الصباح قد أطلقت مع بدايات العام الحالي 2019 مسابقات أدبية وفكرية جديدة في الهند، وذلك في خطوة نحو العالمية في مجالات الفكر والأدب والثقافة، وبهدف خدمة اللغة العربية ونشر علومها وآدابها على أوسع نطاق إنساني ممكن، بعدما كانت قد قطعت وعداً بأن مسابقاتها الفكرية والأدبية المعروفة عربياً منذ أكثر من ثلاثين عاماً في دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع ستشهد تطوراً.

وتقدم جوائز د.سعاد الصباح 2019 الجديدة في قسم الدراسات والبحوث في اللغة العربية بكلية فاروق، ولاية كيرلا – الهند، وتختص بثلاثة مجالات هي: الشعر والخطبة ورسالة الماجستير.

وقد وضعت اللجنة المنظمة عدة شروط لقبول التقدم إلى هذه المسابقات، أهمها عروبة البحث المشارك في جميع المجالات، وأن يكون الشعراء المتقدمون من أبناء ولاية كيرلا وبسن أكبر من 18 عاماً، بحيث تدور المشاركات حول موضوع الكوارث الطبيعية، بالإضافة إلى شروط إجرائية أخرى متعلقة بالمشاركات المقدمة.

وأما في مجال الخطبة فقد اشترطت اللجنة أن تكون الخطبة مؤثرة ومقنعة وذات موضوع أخلاقي نبيل، على أن تكون المسابقة على جولتين.

وفي مجال رسالة الماجستير، أكدت اللجنة أن الموضوع مقتصر على اللغة العربية وآدابها، وأن الأطروحة مبتكرة وجارية على منهج البحث الأدبي، ومقدمة تحت إشراف مدرس من الكليات المعترفة بالجامعات في ولاية كيرلا، حيث لم يقبل أكثر من اثنين من كلية واحدة.

وقد صرح منسق جائزة د.سعاد الصباح بأن المشاركين في المسابقات أبدوا سعادة وحماسة كبيرتين، وأن الإقبال كان كبيراً على التنافس، مؤكداً أن مثل هذه المسابقات لها أطيب الأثر في نشر اللغة العربية وعلومها في الهند، وتحفيز الناس هناك على الاطلاع على لغة القرآن الكريم التي يحبونها حتى وإن لم يدركوا معانيها.

يذكر أن المسابقات الجديدة في ولاية كيرلا الهندية تواكب المسابقات القديمة التي تعتبر الأطول عمراً في الساحة العربية، وأطلقتها د.سعاد الصباح منذ عام 1988، وتمسكت باستمراريتها على مر السنين، وقدمت لها الكثير، ولقيت مشاركة عربية ضخمة على امتداد الأرض العربية، وشارك فيها كتاب ومبدعون أصبحوا فيما بعد أعلاماً في ساحة الثقافة والأدب والإبداع العربي، وشارك في تحكيم لجانها عبر مرور أكثر من 30 عاماً ثلة من عمالقة الأدب والفكر والثقافة العرب، حيث هدفت تلك المسابقات إلى تشجيع شريحة من الكتّاب المبدعين من الشباب العربي، عانت من التهميش الفكري والثقافي في هذا العصر، ولم تجد راعياً وموجهاً لطاقاتها الكامنة والظاهرة، والتي أصبح ينصرف جلها مؤخراً على وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة في غالب الأحيان بما لا ينفع أو يجدي.

وعلى صعيد المشاركة في معارض الكتاب العربية، كان لدار سعاد الصباح على امتداد العام 2019 نصيب في العديد من المعارض، حيث شاركت بمعرض مسقط الدولي للكتاب في فبراير، ثم شاركت في معرضي الرياض الدولي وباريس الدولي في شهر مارس، تلاه معرض أبو ظبي الدولي للكتاب في شهر أبريل.

وحفِلت الشهور اللاحقة من العام 2019 بمشاركات ضخمة في عدة معارض، كان منها معرض الشارقة الدولي، ومعرض الكويت الدولي للكتاب في شهر نوفمبر، وكذلك معرض الدوحة الدولي للكتاب في شهر ديسمبر، ومعرض جمعية الخريجين الصيفي بدورته الرابعة في أغسطس.

يذكر أن مشاركات الدار في المعارض تحمل غنى وتنوعاً بعدد من الإصدارات الحديثة التي تنتجتها في المجالات الأدبية والعلمية والتاريخية بالإضافة إلى عدد من الإصدارات الشبابية التي تأتي في إطار الأهداف التي وضعتها صاحبة الدار د. سعاد الصباح في تشجيع الطاقات الإبداعية الشبابية وفتح أبواب النشر لهم، والسعي إلى إيصال إبداعهم إلى الجمهور، وذلك عبر مئات العناوين التي أنتجتها طوال مسيرتها الثقافية، وضمت أهم الأسماء الثقافية في العالم العربي، فأنتجت عشرات الدواوين الشعرية لعمالقة ونجوم الشعر مثل أحمد عبدالمعطي حجازي وبلند الحيدري وغازي القصيبي وسميح القاسم وفايق عبدالجليل وأحمد الشهاوي ومحمد علي شمس الدين، بالإضافة إلى إصدار خاص عن تجربة الشعر والحياة لصاحب السمو الملكي الأمير الشاعر عبدالله الفيصل، وأسماء أخرى كثيرة. كما تضم في مجالات الفكر كتباً لكل من د.غالي شكر، د.محمد الرميحي، د.عبدالله الغذامي، وآخرين.

كما تضم قائمة الدار كافة إصدارات د.سعاد الصباح المتنوعة ما بين الشعر والاقتصاد والسيرة والقضايا السياسية والمذكرات والتاريخ.

وعلى صعيد الإصدارات، صدر عن دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع كتاب جديد للشاعرة الدكتورة سعاد محمد الصباح، بعنوان (وتبقى شجرة الصداقة مثمرة)، تناولت فيه مؤلفته مقالات وكتابات ومقدمات كتب ورسائل تبادلتها مع أسرتها وأصدقائها وعدد من الشخصيات السياسية والإعلامية والأدبية والثقافية، كأنما تحيي الكاتبة شجرة التواصل الودّي بينها وبين أصدقاء الزمن الجميل.

وقد أهدت المؤلفة كتابها هذا (إلى أصدقاء الزمن الجميل..) حسب قولها في بداية الكتاب.

وجاء في المقدمة: "على مدى العمر.. نمرُّ بمحطات، ومواقف، وقلوب استوقفناها، واستوقفتنا. ثم حملتنا إلى مناطق بعيدة، وآفاق جديدة.. وربما رحلت بعد أن تركت بصماتها على جدران الذاكرة.. أبعدها الزمان، لكنها بقيت حاضرة.. لم تمر بنا مروراً عابراً، ولم نمر بها مروراً خاطفاً، فقد أخذت معها الكثير من النبض.. والكثير من الفكر".

وأضافت واصفة علاقة الصداقة والوفاء: "نكتشف أن بعض الأصدقاء يشبهون دهن العود.. كلما مر به الزمن ومضت السنوات (تعتق) وأصبح أطيب وأجود"..

وأما عن سبب جمعها لهذه المقالات والنصوص والرسائل فقالت الكاتبة: "وعلى مدى الشعر.. كان لي وقفات مع أسماء تركت أثرها في روح الكلمة، وروح العقل.. فجمعتُ أوراقي لأستحضر شيئاً من عبقها. أسماء جمعتني بها الكلمة، أو القضية، أو الإنسان.. فكتبت عنها".

ومن الشخصيات التي كتبت لها أو عنها الدكتورة سعاد الصباح في هذا الكتاب كان زوجها سمو الشيخ عبد الله المبارك الصباح، الذي طالما تغنت باسمه شعراً ونثراً وتناولته في كتاباتها الأدبية والتاريخية والسياسية. وكذلك خصصت جزءاً من كتابها لما كتبته عن أبنائها وعائلاتهم.

ومن الشخصيات السياسية التي كتبت عنهم سمو الشيخ جابر الأحمد الصباح والرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والرمز الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا والزعيمة الهندية أنديرا غاندي.

وكذلك تناولت مجموعة من الشخصيات التي تم تكريمهم في يوم الوفاء الذي أطلقته الدكتورة سعاد الصباح منذ سنين تكريماً لشخصيات عربية حية ومؤثرة، ومنهم عبد العزيز حسين، ونزار قباني، وصالح العجيري، والأمير عبد الله الفيصل، وآخرون.. فضلاً عن الكلمات الاحتفالية أو المقالات أو المقدمة التي كتبتها عن رموز الفكر العربي مثل الأمير الحسن بن طلال، والطيب صالح، ويوسف الخال، وغيرهم.

وفي باب مستقل أفردت الكاتبة حيزاً للرسائل التي تبادلتها مع أصدقائها وأحبائها، وكانت أولها رسالة نادرة تنشر لأول مرة من والدها الراحل الشيخ محمد الصباح تعود لخمسينيات القرن الماضي، ومنها كذلك مراسلات مع مثقفين وأدباء وسياسيين تركوا بصمتهم على صفحات كتاب العروبة في السنوات الماضية، مثل: سعدي يوسف والأمير خالد الفيصل ورياض الريس وسليمان الشاهين وأحلام مستغانمي ويوسف الخطيب وأحمد الربعي وخليفة الوقيان.. وغيرهم الكثير.

وفي إطار إصدارات د.سعاد الصباح عن حكّام الكويت، صدر عن دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع كتاب (الكويت في عهد الشيخ محمد بن صباح الصباح) الحاكم السادس 1892 – 1896.

تناول الكتب صوراً من حياة الكويت والكويتيين في عهد الشيخ محمد بن صباح الصباح (1838 -1896)، وهو الحاكم السادس لإمارة الكويت، تولى حكمها من عام 1892 إلى عام 1896. وتعتبر فترة حكمه من أقصر الفترات التي تولاها أحد شيوخ الكويت خلال القرن التاسع عشر، وذلك مقارنةً بسلفه شقيقه الأكبر الشيخ عبدالله الحاكم الخامس الذي تولى الحكم من عام 1866 إلى عام 1892، أي ستة وعشرين عاماً، وجدّه الشيخ جابر الحاكم الثالث للكويت الذي امتدت فترة حكمه من 1814 إلى 1859 أي خمسة وأربعين عاماً. وإن كانت تقترب من فترة حكم والده الشيخ صباح التي استمرت سبع سنوات فقط من 1859 إلى 1866.

أكدت المؤلفة أن الهدف الأساسي من هذه الدراسة هو "تقديم صورة عن حياة الكويت والكويتيين خلال هذه المرحلة من مختلف الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وعلاقاتها الخارجية التي اهتم بها الشيخ محمد. وذلك باعتبار أن هذه الفترة هي حلقة الوصل بين فترة حكم الشيخ عبد الله الثاني الأخ الأكبر له، وفترة حكم الشيخ مبارك شقيقه الأصغر التي امتدت من 1896 إلى 1915".

ويعرض الكتاب لأهم إنجازات الشيخ محمد بن صباح خلال فترة حكمه وللحملات والمواجهات العسكرية التي شاركت فيها الكويت خلال فترة الشيخ محمد، ولاستضافة الكويت للإمام عبد الرحمن بن فيصل آل سعود وأسرته، ودلالات ذلك من الناحية السياسية، حيث أيد الشيخ محمد بن صباح جهود آل سعود، واعتبرهم القوة الأكثر قدرة على تحقيق الاستقرار في نجد، ووقف أعمال السلب والسرقة التي كانت تتعرض لها قوافل التجارة في شبه الجزيرة.

ويورد الكتاب عدداً من الإنجازات التي يذكر فيها الشيخ محمد بن صباح الصباح مثل اهتمامه بالكويت من الناحية العمرانية سواء بالقرب من المدينة أو بعيداً عنها، كالجهراء التي بنى فيها الشيخ محمد في 1895 بيتاً له سمّي "القصر الأحمر"، لأنه بني من الطين المائل إلى الحمرة.

وبعد نفاد النسخ المتوافرة من ديوان (قصائد حب) للدكتورة سعاد الصباح، بترجمته إلى البلغارية، وديوان (في البدء كانت الأنثى) الذي ترجمه إلى اللغة الجورجية غادة جاويش ود.مارينا تخينفاللي، صدرت عن دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع طبعة حديثة للديوانين، علماً أن دواوين الشاعرة تمت ترجمتها إلى 17 لغة عالمية.

وفي إصدار آخر، صدر كتاب "البنى الأسلوبيّة في شعر سعاد الصّباح" لمؤلفه د.محمد سامي أبوهدبة، وهو رسالة الدكتوراه التي حاز فيها المؤلف على درجة العالمية في موضوع البنى الأسلوبية.

وقد أشار الكاتب إلى أن الدّراسة تهدف إلى استجلاء الظّواهر الأسلوبيّة، الّتي شكّلت البنى الأسلوبيّة لشعر الشاعرة سعاد الصّباح، اعتماداً على تسعة دواوين شعريّة مختارة.

وقد افْتتحت الدّراسة بتمهيد، ابتدأه المؤلف بنبذة مختصرة عن حياة الشاعرة سعاد الصّباح، ثم تناول الأسلوبيّة: النّشأة والتّطور عند الغرب، باعتبارها علماً غربيَّ المولد والنّشأة. ثم تبع التّمهيد فصل تحت عنوان: الأسلوبيّة؛ المفهوم، العلاقة بالعلوم الأخرى، الاتجاهات والمناهج؛ وتناول فيه الأسلوب والأسلوبيّة واتجاهاتها، وعلاقتها بالعلوم الأخرى مثل اللّغة والبلاغة والنّقد. أمّا الفصل الثّاني فعنونه الكاتب بأسلوبيّة البنى الصّوتيّة والإيقاعيّة؛ فدرس البنى الصّوتيّة والإيقاعيّة الداخلية: ظاهرة التّكرار، وظاهرة التّوازي التّركيبيّ الصّوتيّ، والبنى الصّوتيّة والإيقاعيّة الخارجيّة: الوزن، والقافية. أمّا الفصل الثّالث: أسلوبيّة البنى التّركيبيّة النّحويّة فقد تناول فيه التّقديم والتّأخير، والأساليب الخبريّة والإنشائيّة، والجمل الإفصاحيّة، ثم درس التّوازي التّركيبيّ النّحويّ، في الجملة الفعليّة والاسميّة، وفي حروف الجر، وفي التّركيب الحاليّ. وكان الحَكَمُ والمؤشر لقيمة وبُروز الظاهرة الأسلوبيّة؛ المنهج الإحصائيّ. وفي الفصل الرّابع: أسلوبيّة الانزياح دراسة تطبيقيّة؛ تناول أسلوبيّة الانزياح؛ ثم اختتمه الكاتب بدراسة تطبيقيّة لقصيدة (ڤيتو على نون النّسوة). وفي النهاية ختمت الدراسة بأهم النتائج التي توصل إليها الكاتب الدراسة، وتبعتها قائمة المصادر والمراجع التي أفاد منها.

وقال الكاتب في مقدمته: "أبحرت سيدة الكلمات الشّاعرة سعاد الصّباح في عالم الإبداع الشّعريّ، وحملت منارة الدّفاع عن حقوق المرأة في العالم العربيّ، فكانت لسان حال المرأة والمتحدث باسمها، وباسم مشاعرها وخلجات قلبها الصّامت. فاض شعرها حباً، فرقصت على سحر ألحانها الكلمات، وفاض شعرها ألماً فَأَبْكت الأمهات؛ خنساء العصر الحديث، وفاض شعرها طموحاً ووطنيّة زاحمت فيه النّجوم، وشحذت به الهمم". مضيفاً أن "خوضي غمار الكشف عن النّصّ الشّعريّ عند سعاد الصّباح كان محفوفاً بالمشاق، والمخاطر؛ لأنّني كثيراً ما كنت أفتقد إلى رؤية مسبقة؛ لذلك توجب عليّ أن أتسلح بالتّلطّف والتّجلّد والتّثبّت لعلي أمسك برؤية تقودني إلى مشاهدة عالم النّصّ الغائر. واعتمدت في هذه الدّراسة على المنهج التّاريخيّ، والمنهج الوصفيّ التّحليليّ".

وعلى صعيد ذي صلة، صدر عن دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع كتاب (سعاد الصباح.. دراسات فارسية مقارنة)، جمعه وترجمه وقدم له د.أحمد حسين البكر، وجاء الكتاب في جزأين ضخمين، اشتملا على مجموعة كبيرة من الدراسات الأدبية النقدية المقارنة بين شعر د.سعاد محمد الصباح وعدد من الشعراء الإيرانيين والعرب قديماً وحديثاً؟

وجاء في مقدمة الجزء الأول: "تُعَدُّ سعاد الصَّباح واحدة مِن أكثر الشاعرات العربيَّات المعاصرات حضوراً على الساحة الأدبيَّة والثقافيَّة الإيرانيَّة، فقد تعرَّف الإيرانيُّون عليها وتابعوا إبداعها الأدبي منذ أن سَطَع نجمها في سماء الشعر، واعتبروا أشعارها نموذجاً لِلإبداع العربي المعاصر، ورأوا فيها نموذجاً لِلمرأة العربيَّة المستنيرة التي تسعى جاهدة مِن أجل التعبير بحريَّة عمَّا تؤمن به مِن معتقدات. وكانت معرفة الإيرانيِّين لها عن طريق روافد عديدة، منها الترجمة والدراسات الأكاديميَّة والمقالات الثقافيَّة والكتب الأدبيَّة".

وأكد أن المجموعات الشعريَّة للدكتورة سعاد الصباح حظيت بنصيب كبير مِن الترجمات التي صَدَرت في إيران لأعمال الشعراء العرب المعاصرين، حيث ترجم الكثير مِن أعمالها إلى اللغة الفارسيَّة، وحظيت بعض دواوينها بأكثر مِن ترجمة، وتُعدُّ أكثر الشاعرات العربيَّات المعاصرات اللاتي ترجمت أعمالهن إلى هذه اللغة. هذا بالإضافة إلى قصائدها المترجمة في العديد مِن الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونيَّة الإيرانيَّة المهتمة بنشر الأشعار العربيَّة المترجمة إلى اللغة الفارسيَّة. أمَّا الدراسات الأكاديميَّة فتنقسم إلى عِدَّة أقسام، أوَّلها الأطروحات الجامعيَّة التي تقدَّم بها الباحثون الإيرانيُّون لِلحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه مِن الجامعات الإيرانيَّة المختلفة.

وأمَّا القسم الثاني مِن الدراسات الأكاديميَّة فيحتوي على المقالات التي نُشِرت لِباحثين إيرانيِّين في مجلات علميَّة مُحكَّمة بغرض الحصول على درجة علميَّة أكاديميَّة، ومنها الدراسات التي يَحتوي عليها هذا الكتاب وغيرها مِمَّا لم يَتسِع المَجَال لِترجمته.

وصدر في يونيو كتاب "الكتابة الحلم.. حلم الكتابة" لكاتبه عذاب الركابي.

جاء الكتاب على ثلاثة محاور، أولها عن مجموعة من الشعراء الخليجيين، والثاني عن مجموعة من كتّاب القصة القصيرة، وآخرها يتعلق بعدد من كتّاب الرواية.

استهل الركابي دراسته النقدية هذه بحديث مطول عن ديوان (الشعر والنثر لك وحدك) للدكتورة سعاد الصباح. والذي حفل بالتنوع في قضاياه وشجونه وأحواله.. وكأن الشاعرة كتبته على مدى طويل فكانت أجواؤه متنوعة.. واحتوى على تسعة فصول، لم تبدأها الشاعرة بعناوين تقليدية تصنِّف من خلالها المحتوى، بل افتتحت كل فصل بعبارة شعرية أو نثرية تلمح ولا تفصح.. فكأنها هي تقدِّم طيف المعنى ليتلقَّف القارئ بحدسه ما ترمي إليه الشاعرة لتجعله شريكاً في كتابة النص. كما احتوى الديوان قصائد طويلة، وتلكسات شعرية، وبرقيات وجدانية وزّعتها في فصول الديوان بشكل يشبع نهم محبي شعر سعاد الصباح.

وأما على صعيد كتّاب القصّة القصيرة، فتحدث الركابي عن عبدالقادر عقيل من البحرين في كتابه (اثنا عشر ذئباً على مائدتي)، وعلي المسعودي في كتابه (جِلسة تصوير)، وفاطمة يوسف العلي في كتابها (وجهها وطن)، وخمس قصص قصيرة من قطر.

قدّم الكاتب لإصداره بمقدمة جاء فيها: "وهؤلاءِ المبدعونَ