" كن لي قليلا "

 

في زمن تراجع الذوق الفني الأصيل، وبعض أشكال " التردي " الذي تعرفه الأغنية العربية والمغربية بشكل غير مسبوق في الوقت الراهن، على مستوى الكلمة واللحن والتوزيع والأداء ( موجة الأغنية الشبابية العربية والمغربية على وجه الخصوص )، وغياب الرسائل الهادفة والشعراء والملحنين الموهوبين والجادين في الساحة الغنائية العربية، دخلتْ " الإبداعات " الغنائية العربية اليوم، في أغلبها، زمن " الموزعين الموسيقيين Les arrangeurs "، عوض الملحنين، هؤلاء الذين كانوا يبثون في النص الشعري أو القصيدة الغنائية، سواء كان فصيحا أو عاميا، من أرواحهم المبدعة الكثير  من الأحاسيس والتنويعات اللحنية والإيقاعية والانتقالات المقامية والموسيقية الساحرة، التي ما زالت حاضرة في وجدان وأُذن المتلقي العربي، باستثناء بعض الأعمال الغنائية العربية والمغربية القليلة التي أصبحتْ وستظل من الخالدات، إذ تستجيب عناصرها ومكوناتها إلى الشروط الفنية والجمالية الراقية والضرورية التي عرفتها الأغنية العربية والمغربية في زمنها الجميل أو في عصرها الذهبي.

خارج هذا " الضجيج الفني "، والالتباسات الكثيرة التي تعرفها الآن ساحات وإنتاجات الغناء العربي، تغامر  المطربة المغربية " صباح زيداني " بالاشتغال على القصيدة، وتُطلق هذه السنة ( 2019 )، ضمن جديدها الفني، أغنيتها الطربية الجديدة " كن لي قليلا "، وهي من كلمات الشاعر المغربي " بوجمعة العوفي " وألحان الموسيقار والمايسترو المغربي " خالد بداوي "، وتوزيع موسيقي وميكساج محكم ومحترف للفنان والعازف المغربي " أحمد هبيشة "، وماستورينغ " رزيق "، مع عزف محترف لنخبة من الفنانين والموسيقيين المغاربة الذين أضافوا الكثير من الجمالية والتعبيرية إلى هذا العمل الغنائي: ( خالد بداوي على آلة العود، محمد رشدي لمفرج على آلة القانون، هشام التلمودي وياسين الرازي وأحمد هبيشة على آلة الكمان، بدر اليتربي على آلة الناي، منصف إحسان وعصام فهيم على الآلات الإيقاعية، أنور سعيد على آلة التشيلو ). فيما قام بالتصوير الفنان خالد بنفنيش، وصمم غلاف القرص المدمج الخاص بالأغنية الفنان عزيز بكوري.

وفيما يلي رابط الأغنية على موقع " اليوتوب ":

https://www.youtube.com/watch?v=A6HI5PtvuYs