إن الذوبان يغيب الصوت، ويضخمه في آن. يفرق التكوين في تشبيهاته، ومراياه المتخيلة الخفية. الأنا عند جمانة حداد غير مشبعة بحدث الحضور، ولهذا فهي معلقة بين الوجود وارتكاب الخطيئة. تقول: ليليت تتجدد في وحدتها، وانهيارها الذاتي، الذي يحقق انتشارها في أصوات كثيرة تنبع منها، ومن خارجها. "من ناي الفخذين يطلع غنائي ومن غنائي تذهب اللعنة مياها في الأرض". "أنا لعنة اللعنة التي سبقت، مظللة الزوارق كي لا تستتب عاصفة.. اتبعوني مثلما تتبع اللمسة القبلة". "أنا اللبؤة المغوية أعود لأهتك الأسرى وأملك الأرض. أعود لأصحح ضلوع آدم". نحن نعاين هنا بهجة الحدث، دون فاعلية، فهي تحاكي الفاعل من خلال اختفائه فيما يشبه الحياة، والموت معا.
ترصد قراءة الناقد المصري تجربة جمانة حداد الشعرية من خلال مختاراتها المعنونة ب " عادات سيئة "، من خلال تتبع لحالات تمرد الجسد الذي يتخذ مستويات متعددة في الديوان، فالبحث عن مقولة التجاوز ثم معاينة طيران الوعي المراقب لجماليات الجسد الميت.
وعي طيفي مثل وهج الموت
في «عادات سيئة» لجمانة حداد