الأرضُ أرحَبُ حينَ أقترِبُ ،
أنأى فتبدو مثلَ حَبّةِ خردلٍ ،
يتصاعدُ الدُّخَّانُ منها والدماءُ فلا أرى ،
مُحِيَتْ علاماتُ الطريقِ ،
فلسْتُ أدري أينَ أُنزِلُ خافِقَيَّ
وأيَّ شُبّاكٍ سأَطرُقُ ،
مرَّ سِرْبٌ من طيورٍ هاجرَتْ
حيثُ السماءُ حقيبةٌ ،
نادَوا عليّْ:
هلْ من شُجيراتٍ تكونُ محطّةً ؟
فأجبْتُهم:
أنا مثلكم طيرٌ شريدْ ،
وأطيرُ مقصوصَ الجناحْ ،
أنا لسْتُ أعرِفُ ما أريدْ ،
أسلمْتُ أمري للرياحْ،
سافرْتُ ما يكفي
لِأَرْجِعَ نَحْوَ عُشّي ،
هانِئاً بالغيثِ بلّلَ ريشتي ،
لي حكمتي:
لا،
ليسَ تتّسِعُ السماءُ
لأرضِ بُوْرٍ ضيّقةْ !
أنا كلُّ غصنٍ
قد وقفْتُ عليهِ يصبحُ طائراً ،
والصخرُ يمسي زنبقةْ ،