دعوة بليغة يقدمها الشاعر الكردي المرموق، في خضم الاحتفاء بأحد أنبل القيم التي يحتفي العالم وبجميع اللغات بها، لكن دعوة الشاعر مختلفة بما تحمله من صيغ ودلالات تجعلها دعوة أيضا للحياة وللحضور وللاستمرار، لتصبح الدعوة حالة من التحلل الروحي والوجداني، واللغوي أيضا.

إياك أن تؤجل لقاء الحب

حسين حبش

 

إذا دعتك
حبيبتك إلى لقاء الحب،
لبه فورا
ولا تؤجله إلى الساعة العاشرة!
قد يحدث أمر خطير
أو تقع مصيبة كبرى!
اركض إليها
عانقها
قبلها
أجلسها على ركبتك
احكي لها نوادر كثيرة ونكتا مضحكة
اقرأ لها قصصا وقصائد حب
حتى تهدأ، ويهدأ بالها.
دللها كوردة،
دلل قلبها،
دلل روحها وجسدها.
دلل مزاجها ونزقها.
أزل شكوكها

وقلقها

وأفكارها المترددة دون تردد.
حفف العبء عنها
ودعها تطير بأجنحة الفرح في سمائك.
وإذا لم تذهب فورا
وأجلت دعوتها إلى الساعة العاشرة!
سيقع أمر خطير لا محالة
وتحدث مصيبة كبرى.
وإذا كنت لم تدرك حجم المصيبة التي ستقع
اسأل طيف آنا كارينينا في وداعه الأخير
اسأل روحها المتألمة
اسال فرونسكي الذي عض أصابع الندم
اسأل الحوذي الذي رأى الحزن في عينيها
اسأل جواد العربة
اسأل حقيبتها الحمراء الصغيرة
التي شهدت الخطر

والمصيبة

والكارثة في آن واحد
اسأل ناظر المحطة
اسأل سكة القطار
وعجلاتها الصلبة كالفولاذ
اسأل
اسأل
اسأل قبل فوات الأوان.
إذا دعتك حبيبتك إلى لقاء الحب
لبه فورا
ولا تؤجله حتى ولو لثانية واحدة.


كردستان