يوغل الشاعر بعيدا في اللغة كي يجعل من نصوصه القصيرة أثرا لجدل الذات والعالم، لذلك يقسم الشاعر المغربي القصيدة الى تعريفات موجزة تحضر فيها الذات الشعرية بكينونتها الحبلى بالقلق وقد تجسد رؤى وتصورات.

جـدل

عبداللطيف تلبيسي

  
(1) ـ المفرد:
نعوشي جوفاء
تحطمت على جدع
من صفير امرأة
وغوغاء حلكة جرباء

(2) ـ الجمع:
انضرم نداء العتمات
وتنمقت صفرة الأنفاس
حشود بأجراس الغثيان

(3) ـ المنفى:
شجى زاهدا
لما تعرت أوراقه
مدملجة مناحي المنفلت

(4) ـ فيافي الورق:
لوحت بهبوة المفرد
فانكسرت عبوة الحلم حينها
اغتنمت صمت فراخ الورق
واحتضنت الصقيع

(5) ـ العزلة:
دكا
دكا تكدمت بصمات الوجد
واحترقت بحبل الوارف
فخرجت عني
كل محارات الغيث

(6) ـ الانعتاق:
جبل كالح
قرف صخره
سفحه
علامات بائرة

(7) ـ الصمت:
سكبوا توقيعات شجره المبهم
نسفوا ثماره
حرفوا مناجم لياليه
وكل زوايا مقلتيه
فانتعل الصمت
وقفل قول الجمر
وختم نوافذه الثغر
والنحيب

(8) ـ العويل:
عيناه جريحة
تجادل سفر الامتهان
وقدماه مسعورة
تحايث نباح الحرف
وطرق الوجل المنطفئ.

* شاعر وفنان تشكيلي من المغرب/ صدر له: "عصافير النار في أماسي الرعاف" 2004 و "لئن سقط في الحجر" 2005.