اختارت الشاعرة المغربية قصائد قصيرة لنسج من خلالها هذا الثوب المنساب بين، ما تراه ومضة شجن تعيد من خلالها علاقتها بالحياة، ولحظة كتابة تتجلى من خلال اللغة، مع ما تغور بين ثناياها من ظلال لهذه الذات التي أرقها سؤال الأمل.

ثوب من ماء

حليـمة حـريـري

 

الحياة

الحياة نطفة لا تكبر إلا في الريح

لا أحد يتسلق الظل

في منعطف ما ننتظر

في هوة سحيقة نزرع أعمارنا

في لحظة طمأنينة

قال أحد المتعبين هل تركب الغيم

وتغزل للحياة ثوبا من ماء..

 

الماء

اندفاق روح

شهقتها شبق يائس

عبر الأزمنة يخون..

 

خيانة

علمت كيف تستعمل عينها الشاردة

وتمسح خدعة توسلي

تعلمت كيف تعيد طمر لغتي بدون كفن

تحت وسادة وتنام..

 

وسادة

تنهد حواس فقدت صوابها

وانزلاق أسرار في قبو أبدي

تبكي مرارة اللحظة

 

اللحظة

رقصة ترش العتاب ملحا علي

وجع متون حياة لفظتنا

في مهب ذاكرة عارية

شاردين نمر

نعانق ذواتنا

نغني للحظة

راقصتنا باشتهاء وانصرفت

لنبقى في البياض

نلعن وسادة حركت أوجاعنا

ذات مساء..