اختار الشاعر العراقي طقوسا خاصة لقصيدتين ينهيهما بدعوة مفتوحة للشعراء، اختيار الجمال الغير مرئي كأفق للكتابة الشعرية، وهو ما يراه اختيارا ووعيا بلحظة النص وكتابته وأفقا خالصا للكتابة، دعوة يصيغها على أمل أن تترسخ تجربته الذاتية.

طقوس.. غير مرئية

سـوران محـمد

 

  1. موسم من الطقوس الأبدية

لقد تم

إعلان تحرير العبيد
لكن البطل ما زال
يحدق في الجثة التي
لفت بال
كَفن
يسأل: من هو؟
- امرأة ، تبدو وكأنها
ماري آن بيفان (2)
ترثي بکاءا من بين جموع،
ترد بأبتسامتها المعذبة:
إنه الملك الشاب (3)
و الراية البيضاء التي رفعها
قد وضعت علی جبينه
*
خارج القصر
هنالك طقوس أبدية:
يدفن الغربان موتاها بوقار،
لا ينام قابيل (4) قرير العين

كلما وضع رأسه علی المخدة
يری الذئاب يطاردهما هو و يهودا، (5)
بينما يدحرج سيزيف (6)
صخرة کبيرة الی أعلى الجبل ...
وهكذا لن ينتهي

هذا الموسم من الطقوس الأبدية
…………………

 

  1. جمال غير مرئي

أيها الشاعر المعاصر

أترك الأجرام المرئية في السماء

الشمس والقمر والنجوم – حتى المطر.

غالبًا ما تداولها الشعراء؛

.

حرر قلمك من النوستالجيا

 

ابحث عن الجمال غير المرئي (١)

في الآفاق (٢)

و كنوز مخفية

داخل الأنفس (٣) النقية

لا تقدر بثمن

و لن تتفنى أبدا

 

هامش من الشاعر:

لقد قمت بحذف الهوامش كي أترك هذه المساحة لتأويلات القراء الأعزاء ولا أنحصر النص في تواريخ وأسماء و أحداث، لكن تقنية خلط الخيال بالواقع من خلال الرٶی الصادقة تسيطر علی ثيمة النص لخلق واقع شعري متجدد.