لايزال موضوع الهوية يستأثر بالنقاش الفلسفي والسياسي والاجتماعي، في المانيا وفي كثير من مناطق العالم. وهو موضوع معقد يتشابك مع تعريف الهوية وما ينطوي من تراتبات مضمرة. هنا تقدم لنا الكاتبة الألمانية شهادة عن تراكيب تواريخها الشخصية المعقدة وموقفها من هذا التشابك وما يثيره من نقاش.

البحث الطويل عن هوية

ريبيكا ماريا سالنتين

ترجمة: فادية فضة

 

تقديم المترجمة:

الهوية موضوع مازال يأخذ حيزاً من النقاش الفلسفي والسياسي والاجتماعي ليس في المانيا وحسب، بل وفي كثير من مناطق العالم. وهو بلا شك موضوع معقد خاصة عندما يقحم ويتداخل في تعريف الهوية نزعات عنصرية تفترض تفوق هوية على أخرى، ترفع سوية الهوية مفترضة، وتحتقر وتقصي في المقابل هوية الآخر المختلف، كما ويتم الترويج مجدداً للهوية الواحدة النقية وهذا ما يكرز عليه الخطاب الشعبوي المنتشر حالياً. رغم كل ما كتب حتى الآن حول الهوية، فردية كانت أم مجتمعية، مازال هذا الموضوع شائكاً ويحتمل قراءات وتحليلات متباينة ومتعارضة الى يومنا هذا. تبقى مسألة الهوية مع ذلك شأناً شغل ويشغل المجتمعات، يكتب ويدور الجدل حولها في مختلف الحقول. من هنا يقدم هذا النص قراءته الخاصة لمسألة الهوية والبحث عنها. (المترجم)

النص:
كان أجدادي[1] كلاهما نجارين. أحدهما كان يسمى ماتياس والآخر ليون. تزوج أحدهما من فلهلمينه والآخر من بونيا. كان لأحدهما تسعة أولاد والآخر ثلاثة. واحد لديه 33 حفيدا، والآخر أربعة أحفاد، وأنا كنت نقطة التقاطع بينهما. بالنسبة لي، يعتبر بمثابة معجزة أن أستطيع أخباركم عن كليهما. لم أكن أعرف والدي الى أن وصلت لعمر 21 عامًا. هو كان النقطة الضباية في خريطة حياتي. كل ما كنت أعرفه عنه، هو الاسم والمهنة والدين والجنسية. ولغاية سن الثالثة عشرة عاما لم يكن لدي حتى صورة له.

في نيسان/ أبريل تم إصدار ألبوم دوتا كير (Dota Kehr)[2] الجديد، حيث قامت هي مع آخرين بتأليف موسيقى لأغنيات من أشعار ماشا كاليكو[3] (Mascha Kaléko). ولأن كاليكو كانت يهودية، تم حظر كتبها من قبل الاشتراكيين القوميين، وفي عام 1938 هاجرت إلى أمريكا. كانت هذه هي الهجرة الثانية لها: فرت عائلتها في عام 1914 من غاليسيا[4] إلى ألمانيا خوفًا من المذابح. "الغربه، هي فستان بارد ذو ياقة ضيقة أرتديته متأبطة حقيبتي عدة مرات في حياتي"، تغني دوتا من أشعار كاليكو أغنية الغربة. كل أغنية في الألبوم تقريبًا تجعلني أفكر في والدي.

في أيار/ مايو، أجرى مشغلا المدونة الصوتية "موجة الكاناكن"[5] (Kanackische Welle) استبيانًا على انستغرام لمعرفة المزيد عن مستمعيهم. المذيعان هما صحفيان ألمانيان من أصول فلسطينية[6] يتعاملان بشكل أساسي مع قضايا العنصرية والتوترات الدينية ووجود "كاناكن (أجانب) في الغرب". بالنسبة لي، كان هذا الاستطلاع بمثابة إلهاء مرحب به بعيداً عن أجواء العمل. دارت الأسئلة حول مواضيع الأصل والدين ولون البشرة والخلفية التعليمية والهوية الجنسية. لقد صنفت نفسي على أنني فئة العلاقة الثنائية (رجل وامرأة)، وبأني لست مثلية أو مزدوجة الميل الجنسي. أنا لست سوداء، ولست شخصًا ملونًا، ويمكنني أن أصف نفسي بأنني بيضاء اللون، وليس لدي خلفية مهاجرة، ولا جذور في جنوب أو شرق آسيا، ولست مسلمةً ولست من أصل تركي. لديّ شهادة الثانوية العامة والألمانية ليست لغتي الثانية.

لكني أجبت بنعم على الأسئلة التالية: هل أنت من أسرة من الطبقة العاملة؟ هل درس أحد والديك على الأقل في الجامعة؟ هل لديك جذور في الشرق الأوسط؟ هل لديك جواز سفر ألماني؟ هل تأثرت باليهودية؟ هل تأثرت بالمسيحية؟

بينما كنت في بداية الإستبيان أكتب الإجابات المقابلة وأنا في حالة نعاس ومشاعر رتابة، لكني شعرت بالضيق فجأة. في أجوبتي هناك الكثير من التناقضات! كان على من أعد الاستبيان أن يعتقد بأنني كنت أمزح! هل تأثرت بالمسيحية؟ هل تأثرت باليهودية؟ كان أجدادي كلاهما نجارين. أحدهما كان يسمى ماتياس والآخر ليون. أحدهما مسيحي والآخر يهودي. اسمي مركب ريبيكا ماريا. يأتي اسم ريبيكا من التوراة. مريم هو اسم سيدتنا، ولكنه أيضًا اسم عرّابتي. ليس من قبيل المصادفة أن لدي اسم يهودي ومسيحي.

لم أعد أشعر بالرغبة في العمل. بدلاً من ذلك اتصلت بصديقة. تحدثنا مرة أخرى عن ما يسمى بمظاهرات النظافة وما فعلته بنا. شيء واحد على وجه الخصوص جعلني أشعر بالخوف. ألم في منطقة المعدة عرفته منذ ظهور حركة "المواطنين المهتمين"، بيغيدا وحزب البديل من أجل ألمانيا[7]. التقى المتظاهرون في اجتماعهم الأول، أمام كنيسة نيكولايكيرش رمز الثورة السلمية في لايبزيغ. ولوح البعض بأعلام الحرب الإمبراطورية.

هل لديك جذور في الشرق الأوسط؟ اعترفت لصديقتي بأنه كان هناك صوت خافت بداخلي لفترة طويلة يفكر في قبول الجنسية الإسرائيلية. تم توسيع قانون العودة في عام 1970 بحيث يمكن لأطفال وأحفاد اليهود أيضًا الهجرة إلى إسرائيل. صوت أعلى بكثير كان يقول: لا تتركي الفضاء هنا لليمين تحت أي ظرف من الظروف! ثم هناك من يحذر: ما الذي عليك أن تخافينه؟ ماذا تفترضين؟ خوفك هو استهزاء بكل أولئك الذين يتعرضون للتمييز حقًا!

على أي حال، كنا غرباء
ولكن بعد بضعة أيام عبر ابني الأكبر عن نفس الفكرة. ظاهريًا ظللت هادئة وواقعية: "تأكد من معرفة المزيد عن تجنيدك الإجباري". لم أنس كيف تم استجوابي في حجرة صغيرة في مطار بن غوريون لأنهم أرادوا التأكد من أنني، بصفتي ابنة لإسرائيلي، لا أريد التنصل من الخدمة العسكرية. ابني الآخر يريد أن يصبح ضابط شرطة. "لكن ليس في ساكسونيا يا أمي. هناك الكثير من اليمين."

هل لديك جواز سفر ألماني؟ هل تأثرت بالمسيحية؟ لقد نشأت في منطقة إيفيل[8]، وعمدت ككاثوليكية. فالكاثوليكية هي القاعدة السائدة في موطني لدرجة أن الكلمة ظهرت حتى باسم مدرستي الابتدائية. كانت الكاثوليكية هي المعيار الوحيد الذي اتبعته في طفولتي، على الأقل حتى قررت عدم الذهاب إلى مركز الطائفة. هل أنت من عائلة من الطبقة العاملة؟ أم عزباء، لديها أربعة أطفال من ثلاثة آباء، اختفوا جميعًا، لم يتناسب هذا مع منطقة إيفيل. بالإضافة إلى ذلك، كانت والدتي قد اشترت حطامًا خشبياً هالكًا الذي هو بيتنا مع فناء مزرعة مزرية.

بالإضافة إلى تربيتنا وعملها بدوام كامل، كافحت أمي لترميم هذا المكان المفلس الذي أكله السوس. كان لدينا موقد حمام ومطبخ بموقدة حطب، لكن لا يوجد تدفئة ولا تلفزيون على أي حال. حتى يومنا هذا، أجد نفسي مجبرة على تخزين الطعام. لم أنس شعور الجوع الشديد. لكن مع كل هذا، كان لدينا أيضًا شيئاً لم يكن لدى الأطفال الآخرين: كنا أحرارًا. على الأقل هذا ما شعرنا به. كنا غرباء، على أي حال. شعرت دائما بالخجل، عندما يبتسم أطفال الجيران وهم يرددون ما علمهم إياه آباؤهم عنا، أي أننا ومنزلنا عار على القرية.

عند واحد لست منهم، وعند آخر لست خارجهم
هل درس في الجامعة أحد والديك على الأقل؟ والأسوأ من ذلك، مع مواصلة البحث يحفر المرء عميقاً في جرحي: "ماذا؟ أنت لا تعرفين والدك؟ أنت لا تعرفين شيئًا عنه حقًا؟ "بلى، اسمه موشيه وهو طبيب ويقيم في اسرائيل". ضحك الكثير من اسم موشيه لدرجة أنني لم أعد أحب ذكره. كثيرا ما سمعت: "يهودي؟ حسنًا، من الواضح أيضًا من أين أتيت بمثل هذا الشعر! أنتم اليهود جميعكم لديكم تجعيد بالشعر!". لم أتحدث كثيرًا عن والدي، لكني قمت بتمجيده سرًا كأمير الصحراء الذي سيظهر يومًا ما وينقذني. يغني هانس فادر ودوتا ثنائيا في ألبوم كاليكو: "لقد تأخرت بضع سنوات ولم أستطع الانتظار كل هذا الوقت. كل الزهور التي زرعتها لأحييك قد ذبلت الآن في حديقتي. يومًا بعد يوم، وعامًا بعد عام، بحثت عنك، لكنك كنت في رحلات لا نهاية لها".

ظهر في منتصف أيار/ مايو، قميص عليه "النجمة اليهودية" في المتجر الإلكتروني لشركة سبريد شيرت (Spreadshirt) في لايبزيغ. كتب عليه عبارة "غير مُلقح". موضوع كنت قد لاحظته سابقًا مع منظري المؤامرة على فيسبوك، الذين وصفوا أنفسهم بمعارضي الكورونا، وبأن كل الآخرين هم خراف نائمة. وتقريبا في نفس الوقت انتشرت ملصقات تظهر عالم الفيروسات كريستيان دروستن[9] (Christian Drosten) بجوار جوزيف منغليه[10] (Josef Mengele). وكتب عليها "صدقني أنا طبيب".

هل تأثرت باليهودية؟ تصف الصحفية ميرنا فنك[11] (Mirna Funk) نفسها بأنها يهودية الأب وتتحدث في المقابلات عن مدى صعوبة تحديد هوية المرء باستمرار من قبل الآخرين. أن يراها البعض يهودية والبعض الآخر لا. وفق أحكام الشريعة اليهودية، هي ليست كذلك. تقول فنك "أدركت بأنها مشكلة في جميع أنحاء العالم أن يكون لك أبًا يهوديًا. في إسرائيل يؤثر ذلك على نصف مليون شخص (...). وستظل المعضلة معي كأبنة والد يهودي مدى الحياة، وسيبقى الأمر على هذا الحال، ما لم أتحول إلى الأرثوذكسية، لكنني لست مهتمًة بذلك. لا يجب أن يعترف بي أي شخص لا يأخذ الملح من امرأة حائض".

قال صديق ذات مرة للمتعة فقط: "لا يمكنك أن تكوني يهوديًة، هذا ممكن فقط من خلال والدتك". أجبته "لم أقل ذلك قط!" "أنا ملحدة". "كلا، وهذا لا يمر أيضًا: بمجرد حصولك على سر المعمودية المقدس، لن يسمح لك الكاثوليك بالخروج، ولن يساعدك خروجك أيضًا، آسف!" لذلك لا أستطيع الدخول لأحدهما، ولا أستطيع الخروج من الآخر، بغض النظر عما إذا كنت أريد أحدهما أم لا.

هل لديك شهادة الثانوية العامة؟ عندما كان عمري 21 عامًا، قابلت والدي. "أخبرني، أين كنت عندما كان لا يزال الربيع في البلاد، عندما كانت السعادة لا تزال على الأبواب؟ عندما تكون أيام النور والليالي صافية، قل أين كنت عندما كنت قبل عشرين عامًا؟" دوتا وهانس فادر يغنيان. حصلت على شهادتي الثانوية وكان ابني يبلغ من العمر عامين. ووفقًا لوالدتي، كان يشبه جدّه كثيرًا. شعرت بالحرج من صورة والدي التي أعطتها لي قبل سنوات. فقط لأنه كان يرتدي سروال سباحة. ينظر بتجهم الى الكاميرا وعقب سيكارة في زاوية فمه. والمثير للدهشة أن مكالمة هاتفية واحدة للمعلومات الدولية كانت كافية للعثور عليه. في عيد ميلادي الثامن عشر، كشف لي مكتب رعاية الطفولة والشباب أنهم في البداية، كان عليهم إجباره على إجراء اختبار الأبوة، وبأنهم في المقام الثاني، كانوا يبحثون عنه عبثًا لسنوات من أجل الزامه بتكفل إعالتي كطفلة. ومع ذلك، تمسكت بشوق بالرؤية القائلة، بأننا سنكون متحدين بسعادة.

"لا شيء يربطنا سوى قطرة سائل منوي !"
"أعطني يدك الصغيرة. من الآن أنت لست وحيداً. ولدي، لا يجب أن تكون وحيدًا"، دوتا تغني مع ألين كوين. همست في الهاتف "هذه ريبيكا، أعتقد أنني ابنتك". لم يكن متفاجئًا على الإطلاق. فنادى "ريبيكا". "كنت أعرف دائمًا أنك يوماً ما سوف تحاولين الاتصال بي". ثم دعاني الى اسرائيل. كان اجتماعنا الأول فظيعًا. عندما رأيته في المطار، كانت فكرتي الوحيدة هي: سأرضى بأي شخص آخر، إلا هذا فلا! لأنه بالفعل، ومن فوق رؤوس المسافرين الذين يتدفقون إلى القاعة، رأيت أنه لم يكن بعيداً عن صورته المتجهمة في ملابس السباحة. لقد بدا حقًا مرًا ومتذمرًا. "هذا الخطأ، بأن حياتي كلها كان مسارها سيئاً، تحملينه أنت!" كانت إحدى الجمل الأولى التي قالها لي. "بسببك اضطررت للتخلي عن وظيفتي الجيدة في ألمانيا! ما فعلته والدتك هو سرقة سائلي المنوي! لا شيء يربطنا سوى قطرة سائل منوي"!. توقف شوقي، وذهب حزني. لقد فهمت أن والدي لا يزال يحمل ضغينة ضد والدتي، وبأنهما قد اختلقا نسختين متناقضتين عن ظروف ولادتي، وكان أحدهما أو الآخر خاطئًا، والحقيقة ربما كانت في مكان ما بينهما. "إذا أتيت، فأنا أتوق إلى ألف شيء، وتزداد الهوة بيني وبينك، وأشعر بحب التجوال القديم بداخلي، ولكن عندما تغادر، فهذا هو مكانك". لم نتمكن من العثور على قناة تواصل بيننا. لم ننجح في انتزاع علاقة بين غرباء.

هل لديك خلفية مهاجرة؟ كان أجدادي كلاهما نجارين. أحدهما كان يسمى ماتياس والآخر ليون. كان أحدهما ألمانيًا، والآخر بولنديًا. عندما كنت في التاسعة من عمري تقريبًا، التقطت مصطلح المشردين. لم أفهم ما يعنيه حقًا، ففكرت، "هذا أنا! شخص في المكان الخطأ!" أينما ذهبت، أذهب إلى اللامكان. حقائب مليئة بالشوق، وأيدي مليئة بالحلي.

اعترف لي ابني الأصغر مرة أنه لن يخبر أصدقاءه أن جدّه إسرائيلي. يفضل أن يقول أن الجد يأتي من بولندا، مثل والده. في المنزل، نحب أن نمزح أن ابني الأكبر هو ربع بولندي فقط، لكن الأصغر هو ثلاثة أرباع بولندي. هل تأثرت باليهودية؟ عرف أبنائي مبكرًا ، مثلي تمامًا، تلقي ردود أفعال محددة جدًا عندما أخبر أن والدي يهودياً. أتذكر صدى الصوت جيدًا لأنه لم يتغير حتى يومنا هذا. إما أن يكون المرء مستاءاً أو يقول: "أنت تخبرين هذا فقط لكي تثيري الأهتمام". نظر إليّ الكثير بحثًا عن الصور النمطية المعادية للسامية أو ما يعتقد أنه إسرائيلي. معظمهم خصص تجعيد الشعر لدين والدي أو قالوا: "أنت لا تبدين مفعمًة بحيوية اللون مثل الإسرائيليين، أنت شاحبة جدًا!" عندما أجبت أن عائلة والدي جاءت في الأصل من بولندا، كان الناس يصرخون في وجهي: "نعم ، ماذا الآن؟ هل أنت نصف إسرائيلية أم نصف بولندية؟" الأطفال يمازحون، "والداي يقولان أن أهل والدك قتلوا يسوع". كثيرا ما سمعت: "بصفتك نصف يهودية كنت بالتأكيد قد تعرضت للغاز." ومرة بعد مرة طُلب مني اتخاذ موقف من السياسة الإسرائيلية.

بصرف النظر عن حقيقة أن هذه المواجهة جعلتني أشعر بعدم الارتياح تمامًا عندما كنت طفلةً، كان من الغريب أن أتحول إلى شيء لا علاقة له بحياتي اليومية. لم أكن أعرف أي شيء عن اليهودية أكثر مما تم الإبلاغ عنه في مبنى صغير من الحجر الرملي لمدرسة القرية ولاحقًا في الصندوق الخرساني البغيض للمدرسة الثانوية. وشمل ذلك غناء شالوم شافيرم الكنسي (Shalom Chaverim) وأغنية دير رابي إليميليش[12] (Der Rebbe Elimelech). أستطيع أن أقول بالفعل أنه منذ الطفولة المبكرة تعرفت على اليهودية بطريقة ما. لكن هويتي تتعلق فقط بما تم تدريسه في دروس التاريخ في جمهورية ألمانيا الاتحادية في الثمانينيات والتسعينيات. وكان ذلك يقتصر على الهولوكوست. "لا تبحث عن أي شيء، لا يوجد شيء لتجده، ولا شيء تستوعبه، تقبل نفسك". لم تستطع والدتي إخباري بأي شيء عن كيف يعيش والدي دينه. ومع ذلك، فقد قرأت الكثير من التقارير من الناجين من الهولوكوست. أفترض اليوم أنها مهتمة بأوشفيتز ومعسكرات الاعتقال الأخرى والأحياء اليهودية: لقد كانت تقرأ بقلق شديد لأنها كانت تتعرف بشكل أساسي على المعاناة. أنا لا أنكر أنها تأثرت، وما زالت متأثرة بالفعل، وفوق كل شيء فهي ليست وحدها مع هذا في "تحديد هوية الضحية". إنها مواجهة نموذجية مع الماضي الألماني. وفي بعض الحالات، يصبح الإسقاط مرضيًا.

لا يحظى بالاعتراف، وغير منزعج مثل الذئاب في ثياب الحملان
هل تصف نفسك بأنك لست أبيضا؟ هل انت شخص ملون؟ هل أنت أسود؟ الناشطة الأمريكية في مجال الحقوق المدنية راشيل دوليزال تظاهرت بأنها سوداء لسنوات. منذ أن تم اكتشاف أنها بيضاء، أصرت على كونها "متحولة عرقيا"، أي الشعور بالجلد الخطأ. نشر في عام 1995 برونو دويسكر (Bruno Dössekker) مذكراته باسم بنجامين ويلكوميرسكي، والتي وصف فيها طفولته المبكرة في أوروبا الشرقية، والموت العنيف لوالديه والبقاء وحيداً على قيد الحياة. الذكريات التي وصفها الناشر بأنها "أصدق، وأفضل، كتاب حقيقي لتجارب طفل نجا من الهولوكوست". وتبين لاحقاً أن دويسكر كان الابن غير الشرعي لامرأة سويسرية، ومذكراته مختلقة. منذ ذلك الحين، تمت الإشارة إلى الرغبة في أن تكون يهوديًا أو أن تكون خليفة أحد الناجين من المحرقة باسم متلازمة ويلكوميرسكي. هناك عدد من الحالات الألمانية البارزة لما يسمى بيهود الأزياء (لابسي ثوب اليهودية)، بما في ذلك كارين ميليوس (Karin Mylius). كان والدها ضابط شرطة في النظام النازي، وتتظاهر بالتبني. وبعد كل ذلك، ترأست ميليوس الجالية اليهودية في هاله لمدة 20 عامًا تقريبًا في جمهورية ألمانيا الديمقراطية.

كان هناك نازيون لم يهربوا فقط عبر خطوط الفئران إلى أمريكا الجنوبية بعد الحرب، بل عاشوا أيضًا في الخارج كيهود، غير معترف بهم وغير منزعجين مثل الذئاب في ثياب الحملان. ولكن عندما يتحدث إدغار هيلسنراث (Edgar Hilsenrath)، في روايته النازي ومصفف الشعر (Der Nazi und der Friseur)، روى بشكل بشع للغاية عن القاتل الجماعي الخيالي لقوات الأمن الخاصة ماكس شولتز ، الذي انتحل لاحقًا هوية زميله اليهودي المقتول إيتزيغ فينكلشتاين، لم يرغب أي ناشر ألماني في نشر الكتاب لسنوات. أخذت سبريد شيرت على الفور الفكرة من متجر الويب. لا يزال الشراء ممكنا من مكان ما عبر الويب، ولن تتمكن مدينة ميونيخ من حظرها خلال فترة وجيزة.

هل أنت من عائلة من الطبقة العاملة؟ كانت ورشة نجارة ماتياس بجوار الكوخ الخرساني الكئيب الذي بناه لعائلته المتنامية في الخمسينيات من القرن الماضي. غالبًا ما كنا نسير على طول خطوط السكك الحديدية المهجورة حتى نهاية الممتلكات. وأثناء مشينا وموازنتنا على القضبان الحديدية غنينا: "خنفساء تطير، والدك في الحرب ، وأمك في بومرلاند، ولكن بومرلاند محترقة، خنفساء تطير!" بحثنا على طول السكة عن قطع مجوهرات سقطت من نافذة القطار. إذا تابعت المضي عليها قدماً، فقد تصل إلى بومرلاند يومًا ما، لكن بومرلاند احترقت ولهذا السبب تخيلنا أنها رمادية ومخيفة. لم نعثر على أي شيء له قيمة، فقط مجلات إباحية باهتة وعلب كولا صدئة. "الغربة فستان بارد ذو ياقة ضيقة، في حياتي غالبا ما ارتديته متأبطة حقيبتي".

ذات مساء ذهبت لرؤية الأصدقاء في الحديقة. سمح اللقاء مع أسرة أخرى. أخذني بالسيارة هناك عبر المدينة. كُتب على ملصق كبير في المسرح "البلد الذي لا يحمي الغرباء سيغرق قريبًا. جوته". عندما كنت أقوم ببحث في كراكوف من أجل روايتي الأولى، توجهت إلى أوشفيتز القريبة. مشيت بين صفوف صور "السجناء" ، أبحث عن أشخاص يحملون اسم عائلة والدي أو أوجه تتشابه معي. أحيانًا أبحث عن ملايين النجوم لأرى ما إذا كانت السعادة دائمًا خلف الغيوم. أوه، أريد أن أعيش في الليالي عندما لا يكون الغد قاب قوسين أو أدنى. في الحديقة كنا نشوي الباذنجان، تمامًا كما رأيت والدي يفعل، وأخبرتهم عن يوري بوري، طباخ السمك المشهور عالميًا من عكا. ذهبت مع والدي في رحلة إلى القلعة القديمة بجانب البحر، وتجولنا في البلدة القديمة المتشابكة، وأكلنا الحمص وشاهدنا الصيادين وهم يمارسون أعمالهم في الميناء. كانت واحدة من اللحظات القليلة التي كان المزاج فيها متناغمًا بشكل معقول فيما بيننا. تدخل أحدهم "يوري؟ أنا أعرف فقط يوري جيلر (Uri Geller)". يوري هي في اللغة العبرية وتعني "نوري". قرأت قائمة ويكيبيديا للأسماء المعروفة، بالطبع كان اسم الساحر بينها. واجه جيلر أيضًا نوعًا من دعوى الأبوة: اتهمته احدى المتفرجات بأنه ثنى لولبها. ثم تحدثنا عن حقيقة أن النازي الجديد سفين ليبيش (Sven Liebich) كان يرتدي قميصًا عليه صورة آن فرانك[13] (Anne Frank) ونقش "ستكون آن فرانك معنا! تخلصوا من حظر التجول!".

أجدادي كانوا من "المشردين "
هل تأثرت باليهودية؟ على عكس والدي، كنت أتفق جيدًا مع جدي ليون. بما أنني لا أتحدث العبرية أو البولندية، فقد تحدث إلي باليديشية. قال: "لم أذهب إلى المعسكر أبدًا!" وشعرت بأنني محاصرة لأنني ظللت ألقي نظرة سريعة على ذراعيه، أبحث عن رقم باهت في الجلد المتجعد. بعد الحرب سار أجدادي مشياً على الأقدام على طول الطريق إلى إيطاليا. "أينما ذهبت، أذهب إلى اللامكان. وحيدة مثل رياح الصحراء، مشردة كالرمال". وُلد والدي خلال مسيرة طويلة عبر أوروبا التي تعرضت للقصف. في لينز في النمسا.

هل لديك خلفية مهاجرة؟ كان من المفترض أن تنقل سفينة إنجليزية اللاجئين إلى فلسطين. لكن بدلاً من أرض الميعاد، انتهى بهم الأمر وراء الأسلاك الشائكة. في قبرص تم وضعهم في معسكر للمشردين. لم أكن المشردة بل أجدادي! في عام 1948 سُمح لهم أخيرًا بالدخول. كانوا يتحدثون اليديشية في المنزل، ولكن إذا لم يفهمها الأطفال، فقد تحولوا إلى اللغة البولندية. لم أتعرف على بونيا، علمت أنها تبكي كل يوم. كانت الناجية الوحيدة من عائلتها. ذات صباح تستيقظ وأنت لم تعد على قيد الحياة. حدث ذلك بين عشية وضحاها، مثل الثلج والصقيع. أنت الآن مرتاح من كل هموم هذا العالم. المرض والشيخوخة والشهرة والمال هبت مثل الريح.

عاقدة العزم وخرقاء في نفس الوقت
كان أجدادي نجارين. أحدهما كان يسمى ماتياس والآخر ليون. كان أحدهم في قوة الدفاع (الفيرماخت). الآخر كان في معسكر اعتقال. في عام 2012 ، عشت في القدس لبضعة أسابيع كنت أجري بحثًا عن روايتي الثانية. ذهبت إلى حيفا مرتين. كان ابني ليون صغيرًا، بالكاد يصل إلى كتفي. في قاعة الأسماء، بحثت مرة أخرى عن أشخاص مشابهين لي أو يحملون اسم عائلة ليون.

بعد ظهر أحد الأيام، أطلقت صفارات الإنذار فجأة فوق تلال المدينة، قيل تحسباً لصواريخ من غزة تهدد بالوصول إلى القدس. أطلق الاسرائيليون عملية عسكرية اسموها عمود السحاب في نوفمبر 2012 ردًا على إطلاق الصواريخ المستمر من قبل حماس. في نهاية إقامتي، أردت أن أرى ليون مرة أخرى، كنت أعلم أنها ستكون المرة الأخيرة. لكن والدي أحبط هذا اللقاء. لقد قطعت الاتصال. لم أعد أرى أي جدوى من ذلك. لم أستطع التخلص من الانطباع بأنه كان على حق في جملته الرهيبة: "ربما لا شيء يربطنا حقًا سوى قطرة من السائل المنوي".

اترك قاربك بثبات على الضفة حيث هو الآن، لأنك ستتأخر الآن بضع سنوات. بعد ثلاث سنوات قدمت طلب بحث إلى مركز أبحاث ياد فاشيم. وعلمت أن قصة ليون كانت خاطئة. هل هناك أحلام لم تمزق بعد، وهل هناك سعادة أوفت بما وعدت به؟ أوه، نحن الحمقى لن نعرف أبدًا، والأذكياء لا يبحثون عنها. كان هو وبونيا في غيتوات يهودية ومعسكرات مختلفة. تمكنت بونيا بالفعل من "تحرير" نفسها في عام 1944 والاختباء. لكن ليون كان في معسكر اعتقال الكنائس الخمس في بيتش في المجر حتى التحرير في يناير 1945.

"ألا ترين؟...أنا أعتقد أن المرء يرى شيئًا فيك لا تدافعين عنه".
هل الألمانية لغتك الثانية؟ في عام 2007 كنت مشاركةً في ما يسمى بدورة الأرنب في كلاغنفورت. بعد ذلك كنت محطمة للغاية لدرجة أنني لم أعد أرغب في الكتابة. وجدوا أن نصوصي متغطرسة. وبأنني أستخدم تاريخ أجدادي وهذا إساءة. أولغا جرياسنوفا (Olga Grjasnowa)، التي كانت لا تزال طالبة في معهد الأدب الألماني في لايبزيغ، عايشت ايضاً تجربة مماثلة. جاءت عائلتها إلى ألمانيا كلاجئي كوتا يهودية من باكو في التسعينيات. تقدمت أولغا بقصة قصيرة عن شابة قامت فيها بوشم نفسها برقم معسكر اعتقال جدتها. "أعطني يدك الصغيرة، من الآن أنت لست وحيداً. ولدي لا يجب أن تكون وحيدًا". هو فعل يقوم به بعض الشباب الإسرائيلي في الواقع لإبقاء ذكرى المحرقة حية لا تُنسى.

هل تأثرت باليهودية؟ هل تأثرت بالمسيحية؟ في نهاية شهر أيار/ مايو ، أتنزه في طريق ريجيا. لست مهتمًة بالحج، لكني أحب أن أكون بالخارج مع خيمتي. في جورلتس (Görlitz)، الجسر العابر للحدود مغلق، على الجانب البولندي يقوم جنود مسلحون بدوريات.

توجد شمعدانات بسبعة أذرع في نافذة متجر للتحف. إن الشمعدان السباعي[14] قديم ومصنوع بدقة فائقة، لا يمكن مقارنته بالشمعدانات البسيطة في منزلي. هل يمكنني وضع شمعدان سباعي في شقتي؟ أفكر أحيانًا: أنت على حق، إنها ليست قصتك، ولا علاقة لك بها. مصيرنا يتربص خلف الجبال، أبعد من ذلك لا نفهمه. خلف باوتسن، مررت بمقبرة رقم 43، نساء يهوديات قُتِلن هناك عام 1945. في نفس اليوم تلقيت رسالة من موجة الكناكن. يريدون إنتاج حلقة عن معاداة السامية والتركيز على عدة وجهات نظر يهودية. "ألا ترين؟ ... أنا أعتقد أن المرء يرى شيئًا فيك لا تدافعين عنه".

يلمع النسر الإمبراطوري[15] على أبواب عدة منازل. عند نهر إلبه، سألت أحد صانعي التحف الأثرية عن ماء. أخبرني أنه يقوم بأفضل تجارة له من بيع أشياء تعود الى الرايخ الثالث. توجد في قريته ملصقات سوداء وبيضاء وحمراء، وكتب على عامود كل فانوس في الشوارع تقريبًا "ألمانيا، ألمانيا قبل كل شيء". في فورتسن (Wurzen)، رجل يرتدي قميص عليه صورة هتلر، يشتري الكريمة المثلجة له ولإبنه.

ولكن هناك أيضًا في إحدى الأمسيات بينما كنت أتابع فيها طائرًا من اللقلق يطارد آخرين بين أعواد العشب الطويل على بعد أمتار قليلة فقط من خيمتي، عندما وقع فجأة شيء ما على شعري. إنها خنفساء تهدر وتتعثر وأنا أحاول الامساك بها. بدلاً من الإسراع بالهرب، تصطدم بوجهي مرارًا وتكرارًا. يبدو انها مصممة وخرقاء في نفس الوقت. "حلقي الآن، يا خنفساء، حلقي!" أنا أشجعها حتى تنطلق أخيرًا نحو الشفق. هناك انتظار خلف كل وداع. عندما تمر خطواتك، أشتاقك. عندما تأتي، كل يوم هو حديقة. لكن عندما تذهب، أحبك.

الحقيقة لم تعد مهمة بالنسبة لي
نعم ، هذا صحيح ، إنها قصة أجدادي وأبي. ومع ذلك، فإن تجاربهم أثرت حتمًا على حياتي. نحن لسنا أفراد بلا جذور. لقد شكلنا أسلافنا، في السراء والضراء، سواء أحببنا ذلك أم لا ، وسواء واجهناهم أم لا. والداي متشابهان جدًا مع بعضهما البعض. لقد وضعا نفسيهما في موقف الضحية. يلقيا اللوم دائما على الآخرين. بشكل عام، يعتبر "الشعور بالذنب" مشكلة كبيرة بالنسبة لهما. لديهما واقعهما الخاص. حتى يومنا هذا، يتم الكشف بانتظام عن الأكاذيب حول قصة مجيئي. لكن الحقيقة لم تعد مهمة بالنسبة لي. أنا أحب والداي، لكن لا علاقة لي بهما. الآن هذا هو خياري، وليس الخيار الذي أجبراني عليه. وهذا جيد لأنني لم أعد بحاجة لهما. أنا سعيدة لأنني فتحت الأرض المجهولة لتاريخ عائلتي، حتى لو كانت هناك منطقة مجهولة إلى الأبد.

لدي الآن ما أقوله أكثر من: "موشيه، طبيب، إسرائيلي، يهودي". أعرف الآن من أعطانى أقدام وأصابع قصيرة، أسنان قوية، وحواجب منحنية وشكل شفة مميز. ربما أخذت من أبي حب البحر، وبالتأكيد موهبته في تعلم اللغات الأجنبية. لا يمكنني تأكيد ما إذا كان شعري الأجعد منه، لأنه أصلع. أنا لم أعد تلك المشردة التي كنت عليها في طفولتي وشبابي. "أعطني يدك الصغيرة، من الآن انت لست وحيدًا، ولدي، لا يجب أن تكون وحيدًا، أنت وظلك على الحائط".

كان أجدادي كلاهما نجارين. أحدهما كان يسمى ماتياس والآخر ليون. تزوج أحدهما من فلهلمينه والآخر من بونيا. كان لديهما اثنا عشر ولداً. الاثني عشر هولاء كان لديهم 36 ولداً. وأنا كنت نقطة التقاطع بينهما. لدي ولدان أحدهما يدعى ليون.

 

[1] ريبيكا ماريا سالينتين (Rebecca Maria Salentin) كاتبة مستقلة. نشرت حتى الآن روايتين ومقالات مختلفة في مختارات وصحف المانية. العنوان بالألمانية - أجدادي كلاهما نجارين- (Meine Großväter waren beide Schreiner) تاريخ النشر 24.07.2020، عدد دي تسايت الالكتروني، الصفحة الثقافية.

[2] دوتا كير (Dota Kehr) كاتبة أغاني المانية ومنتج موسيقى.

[3] ماشا كاليكو (Mascha Kaléko) شاعرة تتحدث الألمانية تنتمي إلى الموضوعية الجديدة.

[4] غاليسيا أو جليقية منطقة تقع في شمال غرب إسبانيا

[5] كاناكي (Kanake)، كلمة عامية تم استخدامها في البلدان الناطقة بالألمانية منذ منتصف القرن العشرين لوصف الأشخاص المنحدرين من أصل أجنبي، وغالبا ما يقصد بهذا الوصف العرب، أو الفرس أو الاتراك أو القادمين من جنوب شرق أوروبا، أو أولئك الذين التي تبدو ملامحهم نموذجية لهذه البلدان. والكلمة تحمل معنى تحقيري أو مسبة. تستخدم هنا اسماً لمحطة صوتية بالمعنى الساخر.

[6] موجة الكناكن بإدارة مالكولم أوهانوي (Malcolm Ohanwe) ومارسيل نديم أبورقية (Marcel Nadim Aburakia) كلاهما لهما أصول فلسطينية، الأول من ناحية الأم والثاني من ناحية الأب.

[7] حركة شعبوية يمينية متطرفة معادية للأجانب

[8] إيفيل هي سلسلة جبال تقع في غرب ألمانيا وشرق بلجيكا.

[9] كريستيان هاينريش ماريا دروستين (Christian Drosten) (مواليد 1972) هو عالم فيروسات ألماني يركز أبحاثه على الفيروسات الجديدة ( الفيروسات الناشئة ). خلال جائحة الفيروس التاجي 2019-2020، برز على المستوى الوطني كخبير في الآثار والإجراءات اللازمة لمكافحة تفشي المرض في ألمانيا.

[10] جوزيف منغليه : Josef Mengele)‏ (16 مارس 1911 -7 فبراير 1979)، والمعروف أيضًا باسم ملاك الموت أو الملاك الأبيض. كان طبيبًا وضابطًا ألمانيًا في كتيبة الشوتزشتافل (SS) خلال الحرب العالمية الثانية. اشتهر بشكل رئيسي لأفعاله في معسكر اعتقال أوشفيتز، حيث أجرى تجارب مميتة على السجناء وكان عضوًا في فريق الأطباء الذين اختاروا الضحايا الذين سوف يعدمون في غرف الغاز. رأى الفرصة في أوشفيتز لإجراء البحوث الجينية على البشر. ركزت تجاربه بشكل أساسي على التوائم، مع القليل من الاهتمام أو عدم الاعتبار لصحة أو سلامة الضحايا.

[11] ميرنا فانك (Mirna Funk)‏ صحفية وكاتِبة ألمانية، ولدت في 1981 في برلين في ألمانيا.[

[12] دير ريبي أليمالك هي أغنية يديشية كتبها مويش نادر في عام 1927 وهي تستند بشكل فضفاض إلى أغنية Old King Cole. [

[13] آنيليس ماري آن فرانك، 12 يناير 1929- مارس 1945). كاتبة ألمانية وواحدة من أكثر ضحايا الهولوكوست شهرةً ونقاشًا، وتعد مذكراتها عن الحرب "مذكرات فتاة صغيرة" مصدرًا للعديد من المسرحيات والأفلام. وُلِدَت في مدينة فرانكفورت بجمهورية فايمار الألمانيةوعاشت معظم حياتها بامستردام في هولندا وبالرغم من مولدها في ألمانيا إلا أنها فقدت الجنسية الألمانية في عام 1941، وقد اكتسبت آن شهرة عالمية وذاع صيتها بعد نَشر مذكرتها التي تحتوي على تجاربها في الاختباء أثناء الاحتلال الألماني لهولندا في الحرب العالمية الثانية. حُوصرت الأسرة في امستردام، اضطرت إلى الاختباء في بعض الغرف السرية بالمبني الذي كان يعمل به والد آن. بعد عامين من الاختباء تعرضت المجموعة للخيانة وتم إرسالهم إلى معسكرات الاعتقال وفي نهاية المطاف نُقلت آن وشقيقتها مارغو فرانك الي معسكرالاعتقال برجن بيلسن حيث ماتتا هناك (غالبا بسبب الحمى النمشية"التيفوس"). وبعد انتهاء الحرب عاد والدها اوتو فرانك -الناجي الوحيد من الأسرة إلى امستردام ليكتشف مذكرات ابنته آن وبذل جهوداً مضنية حتى تم نشرها في عام 1947، ومن ذلك الحين تُرجمت هذه المذكرات إلى العديد من اللغات.

[14] الشمعدان السباعي مينوراه (بالعبرية: מְנוֹרָה) ، على حسب الرواية التوراتية ،هو الشمعدان العبري القديم المصنوع من الذهب النقي الذي وضعه موسى في خيمة الاجتماع في البرية وثم في الهيكل في القدس. كان الكهنة يشعلون أنقى نوعية زيت الزيتون في شموعه كل ليلة لإنارته. كانت المينوراه ترمز إلى اليهودية منذ الزمن القديم واتخذتها دولة إسرائيل رمزا لها في شعارها

[15] النسر الإمبراطوري (Reichsadler) هو النسر الشائع، والمستمد من معيار النسر الروماني، الذي استخدمه الأباطرة الرومان المقدسون ومعاطف الأسلحة الحديثة في ألمانيا، بما في ذلك تلك الموجودة في الإمبراطورية الألمانية الثانية (1871-1918) ، جمهورية فايمار ( 1919-1933) والرايخ الثالث (ألمانيا النازية، 1933-1945).