بين لغة الصمت ولغة البوح هذه القصيدة للشاعر المصري، حيث يتنازع الصوت الداخلي صراعه، محاولا إذكاء رغبة القول والإنصات لمجازات الصمت، بين هذا وداك، يلملم الشاعر استنهاض رغبة الكلام لأنها الوجه الأمثل للانعتاق.

جفت حروف الصمت

محمد الشحات

 

قد آن وقت الصمت،

فاترك كل ما قلناه،

عن زمن البطولات القديمة،

وانزوى

من غير أن تبكي

وأغلق بعض دفترك

الذي ضاقت بها عيناك،

وارحل،

حاملا كل الذي مارسته،

وانجو به،

قد حان وقت رجوع وجهك،

للبراءة،

فارتجى لا تعانده

فاذا أنكسرت

فلا تخف

وأنجُ

ولو بعضاً من الوقت الضئيل

ولا تحزن على مافات

من لا يعيرك

لا تعره

ولسوف تحيا مرة

لا مرتين

فاذا أبيت

فلا تدعني أكتوى

من حزن قلب

ظل يبحث فى مواجعه

عن طاقة ينجو بها

يابكاء القادمين من المراثى

جففوا أحزانكم

واطووا صحائفكم

فان الصمت لن يشفيك

من وهن الكلام

فعجل بالرحيل

ولو ملكت زمام صمتك

فانتبه الا يظل بجوف حلقك

أحرف

نامت على أحبال صوتك

أو تجف..