اختار الشاعر الفلسطيني أن يصيغ محكيا شعريا مكثفا حيث تختار المرأة فسحة المطلق للتحلل وللتطهير من سطوة تاريخ بعيد يأتي من الماضي مسكونا برغبة التملك لكنها تختار الماء حيث تتقاطع القصيدة واللانهائي.

فاطمة والنهر!

فرّاس حج محمد

 

كانت هناك "فاطمةُ"

تغرفُ من موجةِ النهر

حفنة ماءٍ

وتغسل عضوها فيهِ

ومع أترابها تعلّق ثوبها في الظلّْ

أتاها على عجلٍ رجل يُسمّى امرؤ القيسِ

يحمل خمرة وعينين وقلباً

وبعض عبثْ

حياة ثانويّةْ

 

هل تعلّق في ضفّة النهر مياهاً ليلكيّة؟

كيف كان الوقت يومئذٍ؟

ماذا تفكّر فاطمةْ؟

وبأيّ قطعة غيم ستلتفّْ؟

أكانت سطوة المَلك العظيم ميّتة بها؟

أكانت تضاجع نهرها

وتروي ماءها دون سيّدات النهرْ

تناجي الماء في وَلَهٍ وسرّ؟

أكان بها حنين ما

لشيء لا تراه الشهوة الجامحة؟

أكانت تفكر بالسؤال أمِ الجواب؟

أم الغوص في المياه الدافئةْ؟

كيف صارت فاطمةْ

بعد شؤم الرؤية المتجلّية؟

 

تكره امرؤ القيس شديداً

وتكره المُلْك والشعرَ

وتنسى النهرْ

تحبّ كلّ شيء

دونما شيءٍ من الغيرةْ

هي امرأة جديدةْ

مثل ذاك النهر أيضاً

تبدّل كلّ حين ذاكرةْ

لكنّها لم تنس يوماً

أٓنْ تحرَش النهر بها

وعذّبتْ مَلِكاً

وصارت في القصائدِ "فاطمةْ"