على أسوار بيت عنكبوت،
مشيد في ركن سقف من قصب،
تطل هياكل متحركة
لضحايا كثيرة؛
تلك ذبابة صغيرة،
وبالقرب منها كم هائل
من جلود ذباب غليظ...
الذبابة الصغيرة،
لا تزال تنط هنا وهناك
في محاولة أخيرة للنجاة...
داخل إحدى شقوق القصب،
تنتظر نملة اعتادت التجول
قرب بيت العنكبوت،
كل موسم تساقط هياكل الذباب،
وهي تراقب حركات الذبابة الصغيرة،
وموعد خروج العنكبوت،
لإدخال الصيد الطري
والتهامه بنهم وتعليق هيكله،
لتشتد رهبة المكان،
ويزداد عدد الموتى،
وتمتلئ سجلاته بمزيد من الضحايا...
أخيرا، حلقت الذبابة الصغيرة
هاربة من موت قريب،
لتستنشق ما تبقى من الحياة،
في مكان شبه مغلق.
انتابت النملة شكوك عديدة،
وتهاطلت عليها أسئلة كثيرة؛
كيف لهدية جميلة ودسمة
أن تفلت بهذه السهولة...
قالت وهي في حيرة:
ربما، فالعنكبوت لا يعشق
إلا لحم الذباب الكبير،
أو لأنه وصل متأخرا أو منهكا،
حتى حررت الذبابة الكبيرة،
صغيرتها راضية هي بالإنقضاء،
أو أن نحافة جسم الذبابة الصغيرة،
خلصها بسهولة
من حبال العنكبوت السمينة،
إلا أن الفرضية المستحيلة،
هي وصول العنكبوت في الموعد
و الذبابة الصغيرة
لا تزال بين الشراك،
ليرق قلبه لحال الفريسة الجميلة
فيطلق سراحها مؤقتا،
لعلها تستمتع بطفولتها قليلا،
وتجول في آفاق البيت المغلق لأيام،
قبل الوقوع مجددا في مصيدته
وهي كبيرة الحجم،
حلوة اللحم،
سهلة الصيد،
ومقبلة على للموت،
بين مخالب العنكبوت...
تودغة/المغرب