لعل المفهوم العلمي للفن بدأ بوعي العالم تجريبياً، واستخلاص قوانينه العقلية. ويبدو أن تحوّل الفيلسوف المتأمل إلى الفيلسوف التجريبي، يقابله تحول الحرفي إلى الفنان المبدع. ومعاً إلى المثقف العقلي الذي يتعامل بأدواته الخاصة مع المعرفة. أمام هذه الخلفية يقدم باب علامات مادته لهذا العدد.

عبد العزيز بنعبد الله يناقش العلاقة بين العلم والشاعرية

اختيار وتقديم: محمد زهير

محمد زهير

 

مقدمة عن الشخص والمقالة
العلامة عبد العزيز بنعبد الله، بحاثة ضليع، وأديب رائد في مجال الكتابة الأدبية السردية. ولد بالرباط سنة 1923، ودَرَسَ بها، وجمع في تكوينه بين الثقافتين القديمة والحديثة، القومية والكونية. اطلاعه واسع في تاريخ الحضارة المغربية، ومباحثه فيها عميقة رصينة، يضاف إليها تكوينه الحقوقي، ومباحثه ومساهماته في الأدب واللغة والتاريخ والجغرافيا والتصوف، الذي يعدّ أحد أبرز أعلامه المعاصرين المرموقين. فالرجل موسوعي رحب الأفق، غزير المعرفة، متعدد الاهتمامات، بما يجعل منه مَعْلَمَةً ثقافية مائزة. وهو من مؤسسي السرد الأدبي المغربي الحديث، فمتونه السردية المنشورة في الأربعينيات من القرن الماضي (فاطمة، وغادة أصيلا، والرومية الشقراء) تعد عتبة تأسيسية في بناء المتن الروائي المغربي الحديث.

عمل عبد العزيز بنعبد الله قبل استقلال المغرب، في الصحافة والتعليم الوطني الحر، وشغل بعد استقلال المغرب سنة 1956 عدة مناصب، منها: مدير التعليم العالي والبحث العلمي، ومدير معهد التعريب، ومدير عام لمكتب تنسيق التعريب في العالم العربي. كما أنه عضو في العديد من المجامع والمنظمات والمؤسسات العلمية، الوطنية والعربية والدولية. وقد نشر إنتاجه العلمي والأدبي في مجلات وجرائد وكتب عدة. ومن كتبه العلمية:

ـ الفلسفة والأخلاق عند ابن الخطيب، 1953.
ـ مظاهر الحضارة المغربية، 1957.
ـ تاريخ الحضارة المغربية، 1962.
ـ معطيات الحضارة المغربية، 1963.
ـ الطب والأطباء بالمغرب، 1960.
ـ سلسلة معاجم في مجالات تاريخية، وعلمية، وفنية، وحِرفية، ورياضية.

إلى غير هذا من المنجز العلمي الوفير، الدال في مجموعه على اقتدار الأستاذ عبد العزيز بنعبد الله ورسوخه، وكثافة جهده وقيمة صنيعه، فالرجل يجمع في شخصه بين العالم والأديب، على نحو متكامل. وإجابته عن سؤال "العلم والشاعرية هل يتنافيان؟" مؤصّلة من حالته شخصياً، كما أن حالته مؤصّلة من تاريخها الثقافي والحضاري. إذ هي بذاتها دالة على هذا التاريخ. ففي مقالته "العلم والشاعرية هل يتنافيان؟" يؤكد بنعبد الله أن ليس ثمة من تناف بين العلم والشاعرية، وهو ما يعني بصورة أعم أن ليس ثمة من تناف بين العلم والفن. إذ الأصل بينهما التكامل. وتاريخ الثقافات والحضارات الإنسانية يؤكد هذا التكامل، رغم النزعات المدرسية، أو العلموية الضيقة، التي قد تتنكر لهذه الحقيقة في لحظة ما. لكن قانون التكامل سرعان ما يعود ليفرض نفسه. فسؤال العلاقة بين العلم والفن ومدى التكامل بينهما، يمكن الوقوف عليه في سياقات تاريخية مختلفة. والإجابة عليه تكون مشروطة بمحفزات طرحه، ومقاصد تلك الإجابة. وبالنسبة لعبد العزيز بنعبد الله، فهو يجيب على سؤال "العلم والشاعرية هل يتنافيان؟" في شروط تاريخية وسياسية خاصة، لا بد من وضعها في الاعتبار، لأنها الموجّه المركزي لصياغة إجابته، والخلفية الأساسية لمراميها. ونقصد بالتحديد، شروط وضع المغرب ـ في مرحلة كتابة المقالة ـ تحت سلطة الاستعمار، المنتهب لخيرات البلد المحتل، والمنتهك لمقومات هويته، مما يجعل الاستمساك بها والدفاع عنها في صلب استراتيجية مقاومة المحتل وسياسته. في هذا السياق صيغت إجابة عبد العزيز بنعبد الله، فكانت فرصة لاستحضار حالات من تاريخ الثقافة القومية والوطنية، لتبيان جمعها بين العلم والشاعرية في تكامل تنتفي معه الحدود والفواصل، ويدحض دعوى المنافرة بينهما، كما يدحض ضمناً زعم تميز هذه القومية أو تلك بالعقلانية، في مقابل أخرى توصف بالانفعالية المنافية لمنطق العقل.

إن مقالة عبد العزيز بنعبد الله، إذ تستدل على الجمع بين العلم والشاعرية بحالات من الموروث الثقافي القومي والوطني، فإنما ذلك، ليس فقط بهدف تأكيد إمكان الجمع، بل إن الهدف الأبعد، هو التأكيد على أنه فعلاً كان قيمة مائزة من قيم الثقافة القومية العربية الإسلامية والثقافة الوطنية المغربية. وهذا التأكيد يأتي هنا، في معرض الدفاع عن الهوية والذات الجماعية، بإبراز تميزها من خلال صور من رصيدها الثقافي والحضاري. وهو مسلك في الإجابة يستجيب لسياق ظرفه، مواجهة ثقافية لتجاهل مقومات الذات الجماعية أو التهوين من شأنها.

إن عبد العزيز بنعبد الله، العالم بالتاريخ والحضارة، المثقف الموسوعي، يستدعي من علمه وثقافته ـ شأن مثقفي النخبة الوطنية المغربية مرحلتئذ ـ ما يعضد تاريخه الثقافي والحضاري، ويدافع عنه، وما يدعم موقفه في النظر إلى قضية العلاقة بين العلم والشاعرية، فمقالته لم تكن مجرد جواب عن مجرد سؤال، وإنما كانت الإجابة تصريف معرفة منتقاة لغاية، وذريعة لمقاصد مرتبطة بإرغامات الواقع المعيش وتداعياته. لقد جمع بنعبد الله في مقالته بين معطيات من الثقافة الأوربية، وأخرى من الثقافة القومية والوطنية، ليقيم الدليل على رأيه بما يدعِّمه من غير تعصب، كما ينبغي للباحث أن يفعل. وفي هذا رد ضمني أيضاً، على نزعة المركزية الأوربية، التي تتعامى عن التداخلات والتقاطعات الثقافية بين الأمم، وتتغاضى عن مساهمات حضارات أخرى في بناء نهضة أوربا الحديثة.

ومن أهم ما يمكن استخلاصه من مقالة عبد العزيز بنعبد الله، أن فرز الخيالي الفني عن المعرفي التجريبي، لا يعني القطيعة بينهما. فهو فرز منهجي بالأساس، وليس قطيعة انفصال وتناف. وهو ما يعني أن اختلاف المنهج بين تجربة الخيال والحدس، وتجربة المعرفة العلمية التجريبية، لا يؤدي إلى التعارض بينهما. فكل حقل ثقافي ينتج رؤاه ومناهجه وطرق اشتغاله. والشخصية العلمية هي في الجوهر عميقة الإحساس قوية المخيلة. وهي لا تؤثر فقط بأفكارها، بل وأيضاً بطريقة تعبيرها عنها، فالتعبير لا ينفصل عن محتواه. والشخصية العلمية تجمع بين عمق الفكر والإحساس والقدرة على التعبير بدقة، وإلا اختلت نسب توازناتها اختلالاً ناتجاً عن ضعف الإحاطة والشمول بما يوسع أفق الشخصية ويقوي طاقة العلم والشاعرية، وليس عن اللاتجانس الموهوم بينهما. فهما قوتان كامنتان في الذوات المثقفة، لكنهما في حاجة إلى إمداد مرجعي، يغذيهما بقوة ليظهرا قويين. كما في الأمثلة المستدعاة في المقالة، من الموروث الثقافي العربي الإسلامي، للتدليل على حقيقة هذا الجمع، والدفاع عن هوية كانت عرضة إلى عواصف عاتية.

نشرت مقالة "العلم والشاعرية هل يتنافيان؟" في مجلة "رسالة المغرب" العدد 50، السنة 9، شهر فبراير 1950، وهذا هو نصها: 

العلم والشاعرية هل يتنافيان؟
أقطع اليوم سلسلة أبحاثي عن تاريخ الحضارة المغربية لأجيب عن سؤال تلقيته من بعض طلبة الرباط حول موضوع أثاره أستاذهم، وهو معرفة هل العلم والشعر لا يتلاءمان؟ وها كم نص السؤال الذي ألقاه الأستاذ بالضبط وطلب من تلاميذه تحرير بحث أدبي في شأنه: La poésie et les sciences sont-elles incompatibles?. وطرق موضوع كهذا يستدعي إسهاباً لا يسمح به المقام غير أني سأكتفي بإبداء ملاحظات عامة تعين على فهم الموضوع وجمع أطرافه.

من المعلوم أن المعارف الإنسانية ترجع إلى شعبتين: العلم من جهة والآداب والفن من جهة أخرى. وعلى هذا الأساس توزع الكليات في سلك الجامعات العصرية. وهذا الميز الدقيق لم يتبلور إلا في العصر الحديث. أما في القرون الوسطى فإن ما يسمى بـ les humanités كان يشمل طائفة مختلفة العناصر من شعب المعرفة. وقد كان الشعراء والروائيون يخولون لأنفسهم في أوربا إذ ذاك طرق المواضيع العلمية مستخدمين الخيال في القضايا العلمية، لأن روح البحث العلمي كادت تكون منعدمة، اللهم إلا لدى بعض القساوسة والرهبان الذين انقطعوا في أديرتهم للتصنيف العلمي باللغة اللاتينية.

والعرب هم الذين أشاعوا الروح العلمية في أوربا بما ترجموه من كتب الأقدمين، وبما كشفوه في العلوم الرياضية والطبيعية، وكذلك في الطب والفلسفة. وبينما بدأ عصر الاختراعات في الشرق العربي منذ القرن الثالث الهجري أي التاسع الميلادي، لم ينبثق عهد الاختراعات في أوربا إلا في القرن السادس عشر حيث اكتشف المجهر ودوران الأرض حول الشمس والدورة الدموية. وأكبر شخصية علمية أوربية في ذلك العصر هي فرانسوا باكون BACON الإنجليزي الذي وضع مبادئ المنهج التجريبي في العلم، ثم تلته شخصيات لماعة كديكارت وكيبلير وجاليلي ونبوتن في القرن السابع عشر، ولابلاص ومونج وبوفون في الثامن عشر، وداروين في التاسع عشر.

هنالك بدأ الخيال ينفصل عن العلم وأصبحت التجربة المرتكزة على الملاحظة والاستقراء والتدليل المنطقي تدفع الطرق المهلهلة المبنية على الوهم والحدس والتخمين. وبينما كان بعض علماء القرون الوسطى من الأوربيين يسجلون بعض ملاحظاتهم العلمية لاسيما في الحساب والفلك ضمن أبيات يسهل على التلاميذ حفظها واستذكارها بصورة آلية، إذا بمعظم علماء العصر الحديث، إن لم نقل كلهم، أصبحوا يناوئون هذه الطريقة التقليدية التي يرون فيها تكلفاً قد يمس بجوهر الحقائق العلمية. وكان ذلك الشعر العلمي جافاً في مجموعه لا ينبعث من ثناياه شعاع الفن لأن الغاية منه لم تكن فنية ولم يكن أصحابه يصدرونه بدافع نفساني وحافز وجداني وشعور حي. ولا يكاد يوجد بين رجال الفكر في أوربا من جمع بين العبقرية العلمية ونضج الشاعرية بخلاف ما كان عليه الحال في الشرق العربي ولا يزال. وغير خاف أن العرب الذين أشاعوا الروح العلمية في أوربا هم الذين حملوا إليها الشعر الخيالي والقصص المستطرفة والألحان المشجية، كما اعترف بذلك مؤرخو الآداب الأوربية. ولكن ليس معنى عدم اجتماع الشاعرية والعلم في المفكرين الأوربيين استحالة هذا التجانس من الوجهة الإنسانية، لأن تاريخ الحضارة العربية يشهد بإمكانية ذلك على أكمل وجه وأتمه. على أن بعض مؤرخي الأدب الفرنسي، ومنهم دي كرانج، وصفوا العلماء بأنهم "رجال تتوفر فيهم الإرادة الجادة والإحساس العميق"، وذكروا "أن العالم شاعر لأنه يجد غالباً للتعبير عن مثله العليا وآلامه وأنظاره وخواطره وأفكاره لغة تترك في النفس أثراً بليغاً لما تنطوي عليه من دقة ووضوح وصفاء وإخلاص".

ولا شك أن في عصر تكوين اللغات يكون إسهام رجال العلم أفيد من إسهام رجال الأدب لما يحاوله الأولون من تنمية مفردات اللغة بوضع كلمات للتعبير عن ولائد العلم ومستحدثات الاختراع. وتمركز النقد العلمي الصارم واستقرار ما يسمونه بالسياسة العلمية لم يمنع كبار علماء القرن الماضي من محاولة اختراع آلات ميكانيكية لتسجيل خيال العباقرة والشعراء مما يدل على حساسية العالم وقوة مخيلته الوجدانية. على أن نوعاً من الشعر يسمى بالشعر التعليمي ظهر في القرن السابع عشر بأوربا وهو شعر يستعمل كأداة لتلقين تعاليم فنية وخلقية وفكرية في شكل جذاب وأسلوب سهل المأخذ قريب المنال، ويتشخص هذا النوع من الشعر في أساطير لافونطين الاجتماعية والخلقية.

وقد نزعم أن عدم تجانس العلم والشاعرية في عقلية الأوربيين راجع لضعف نزعة الإحاطة والشمول في الروح الأوربية وقوتها في الروح الشرقية، ولعل في تاريخ الأدبين العربي والأوربي ما يؤيد هذا الزعم، فهذا الفارابي ، وهو المعلم الثاني بعد أرسطو، يبرع في الفن (كتاب القانون في الموسيقى) كما يبرع في العلم، واتسمت دائرته حتى كتب في المنطق والطبيعيات والرياضيات والطب والأخلاق والسياسة، ونقل ابن خلكان أنه كان يتكلم سبعين لساناً من ألسنة الأمم. وهذا تلميذه ابن سينا يختلف إلى رجال الفقه ويناظرهم ويبرز في الطب وهو ابن ست عشرة سنة، ويسجل في علم الطبيعة ملاحظات كانت محل إعجاب باكون إمام المدرسة التجريبية، وظلت هذه الملاحظات موضعاً للدرس والمراجعة مع بحوثه الطبية عدة قرون في أوربا حيث كان كتابه "القانون" يدرس في جامعتي مونبلييه ولوفان إلى منتصف القرن السابع عشر مع كتاب المنصوري للرازي عمدة الأساتذة في جامعتي فيينا وفرانكفورت طوال القرن السادس عشر.

وابن سينا العالم هو ابن سينا الشاعر، قال عنه العقاد بأن شعره كان دالاً عليه في مختلف حالاته مطبوعاً بطابع مزاجه ودخيلة شعوره متصلاً بأسلوب تفكيره وطريقته في النظر. وهو الذي يقول:

وإذا الفتى عرف الرشاد لنفسه   هانت عليه ملامة الجهال
الشيب يوعد والأيام واعدة   والمرء يفتر والأيام تنصرم
إني وإن كانت الأقلام تخدمني   كذلك يخدم كفي الصارم الخذم


وقال:

صبها في الكأس صرفاً   غلبت ضوء السراج
ظنها في الكأس ناراً   فطفاها بالمزاج


وهو عالم بالطبيعة فلا ينساها في شعره:

أشكو إلى الله الزمان فصرفه   أبلى جديد قواي وهو جديد
محن إلي توجهت فكأنني   قد صرت مغناطيس وهي حديد


  وقال:

هذب النفس بالعلوم لترقى   وذر الكل فهي للكل بيت
إنما النفس كالزجاجة والعلـ    م سراج وحكمة الله بيت
فإذا أشرقت فإنك حي   وإذا أظلمت فإنك ميت


  والإمام الشافعي الذي هو أحد أساطين علم المعقول والفقه والأصول كان شاعراً أيضاً؛ والغزالي الفيلسوف العالم هو الغزالي الشاعر يقول:

غزلت لهم غزلاً رقيقاً فلم أجد   لغزلي نساجاً فكسرت مغزلي


وقد نشر الشاعر جان لاهور مجموعة شعرية تحت عنوان: les Quafrins d'El Ghazali رباعيات الغزالي في الحب الإنساني والإلهي.

وابن خلدون العالم الفيلسوف الاجتماعي والمؤرخ هو ابن خلدون الشاعر الذي يرق ويسلس في شاعريته حتى يكاد يعادل معاصره وصديقه ابن الخطيب. وقد أدهشت سعة علم ابن خلدون الأستاذ كاسطون بوطول فذكر أن الرجل يذكره ببعض رجال عصر الانبعاث الإيطالي الذين جمعت طبيعتهم بين المتناقضات، فكانوا في آن واحد علماء وفنانين ورجال حرب. وكم لهؤلاء من أشباه ونظائر. وقد نبغ في الإسلام عشرات الآلاف من الشعراء الذين صنفوا في مختلف العلوم شعراً فبرهنوا بذلك على أن العلم والشعر لا يتنافيان. وتكفي تحفة الحكام التي نظمها في تفاريع علم القضاء شاعر فحل عذب شعره وانقادت شاعريته.

وهناك مقطوعات شعرية زاخرة بشتى قواعد العلم لا تقل رقة وعذوبة عما نظمه نوابغ الشعراء الذين تفردوا بالعبقرية في القريض.

ولا أختم هذه العجالة قبل أن أشير إلى أنني وقفت أثناء جولاتي في تاريخ الحضارة المغربية على نحو مائة شخصية من الشخصيات المغربية كلها من جنس الشعراء الأطباء الذين نظموا الشعر كفن أو كآلة لنقل أفكارهم العلمية ومارسوا مهنة الطب أو صنفوا في علم الطب والصيدلة، وفي طليعة هؤلاء الشريف الإدريسي السبتي الذي ظل إلى جانب ذلك أستاذ أوربا في الجغرافية طوال ثلاثة قرون، كما اعترف بذلك المؤرخ كوتيي المشهور بتعصبه ضد العروبة والإسلام.