لما كان التعليم هو صناعة المستقبل لأية أمة من الأمم لارتباطه المباشر بخطط التنمية الشاملة، فقد حظي باهتمام المؤسسات الوطنية والدولية العاملة في المجال من خلال توفير المعلومات بالقدر والكيف الملائمين لوضع السياسات والاستراتيجيات، والخطط والبرامج التي تكفل تحقيق التطوير والتجديد التربوي، فضلا عن إجراء البحوث النظرية والميدانية والتجريب التربوي ووضع أسس التقويم المتصلة بهما.
من هنا أضحت الحاجةُ ماسّة لإعداد المعاجم اللغوية الموحّدة لعدة اعتبارات أهمها: تيسير السبيل على الباحثين في الأقطار العربية للتَعرُّف على المصطلحات ذات الصلة بمجال التربية والتعليم، وإفساح المجال أمام الباحثين والدارسين في الوطن العربي لمواكبة المناهج التربوية والتعليمية الحديثة؛ فضلا عن إيجاد لغة مشتركة تُحقق قدرًا كبيرًا من الفهم، وتوحيد المفاهيم والأسس التي يُبنى عليها الفكر التربوي.
هكذا ، وبعد إصدار سلسلة المعاجم الخاصة بمجالات : محو الأمية وتعليم الكبار – تعليم الأشخاص ذوي الإعاقة- الطفولة المبكرة ورياض الأطفال ؛ تصدر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم وجهازها المختص مكتب تنسيق التعريب بالرباط ورقيا وبدعم من المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالإمارات العربية المتحدة المعاجم الموحدة لمصطلحات: الاستراتيجيات التربوية والتعليمية، والإشراف التربوي، والحكامة التربوية، والمناهج وطرائق التدريس، والتربية على الإبداع والابتكار، لتكون أداة عمل للباحثين والدارسين والتربويين والمترجمين، مواكبة منها لمختلف للتطورات في مجال التربية والتعليم، وتلبية لاحتياجات الباحثين بالاستفادة من مختلف التصورات التربوية الراهنة.
تشتمل المعاجم الموحدة الصادرة مؤخرا بثلاث لغات: العربية والفرنسية والإنجليزية مصحوبة بالتعريف اللازمة على المعاجم التالية: المناهج وطرق التدريس: 383 مصطلحا؛ الاستراتيجيات التربوية والتعليمية 592 مصطلحا؛ الحكامة التربوية 490 مصطلحا؛ الإشراف التربوي 340 مصطلحا؛ التربية على الإبداع والابتكار 428 مصطلحا. ساهم في إنجاز هذا المشروع العلمي العديد من الخبراء من دول عربية: مصر والسودان والعراق والمغرب وموريتانيا وسوريا وسلطنة عمان والبحرين والإمارات