جوائز سندانس السينمائي

اكتسح فيلم الدراما الأميركي “كودا” -للمخرجة سيان هيدر- جوائز مهرجان سندانس السينمائي لعام 2021، متحصلا على جائزة لجنة التحكيم الكبرى وجائرة الجمهور بالإضافة إلى جائزتي الإخراج والتمثيل، ليصبح الفيلم الأول في تاريخ المهرجان الذي يفوز بجميع الجوائز الثلاث الكبرى في مسابقة الدراما الأميركية.

أسدل الستار، مساء الثلاثاء، على فعاليات مهرجان سندانس الأميركي 2021، بتتويج فيلم “كودا” الذي يعالج مشكلة الصمّ والدمج في المجتمع بالجائزة الأولى للمهرجان السينمائي المستقل، كما ذهبت جائزة الأعمال الوثائقية إلى الفيلم الموسيقي “صيف الروح” للموسيقي كويستلاف.

ويتناول “كودا” -وهو تعبير مكوّن من الأحرف الأولى لعبارة بالإنجليزية تشير إلى أبناء البالغين الصم- قصة روبي ذات الشخصية الجذابة والمتماسكة والطالبة في المدرسة الثانوية (تؤدّي دورها إيميليا جونز) والابنة الوحيدة التي تسمع في عائلة صمّاء تمتهن مهنة صيد الأسماك على ساحل ماساتشوستس في الولايات المتحدة الأميركية.

و”كودا” هو إعادة إنتاج للفيلم الفرنسي “عائلة بيلييه” للمُخرج إريك لارتيغو (إنتاج عام 2014)، والذي حصل على العديد من الجوائز، منها جائزتا أفضل فيلم في كل من مهرجان سيزار ولوميار في 2015.

وتدور أحداث الفيلم الأميركي في مدينة غلوستر المعروفة بصيد الأسماك في ولاية ماساتشوستس الأميركية، والتي تتحدّر منها المخرجة سيان هيدر. ويُعالج مشكلة الصمّ والدمج في المجتمع بقالب درامي كوميدي يتضمن الكثير من الأمل والمشاعر والانفعالات الإيجابية.

واشترت أبل الفيلم الذي لاقى إقبالا كبيرا عبر الإنترنت، لقاء سعر قياسي لفيلم معروض في مهرجان سندانس هو 25 مليون دولار، بعد تنافس شرس بين شركات توزيع الأفلام.

وقالت المخرجة سيان هيدر لدى تلقيها الجائزة عبر الإنترنت “أنا سعيدة جدا ومتأثرة للغاية”، وسبق لهيدر أن تولّت إخراج مسلسل “البرتقالي هو الأسود الجديد”.

وعملت كلّ من هيدر والممثلة إميليا جونز على تعلّم لغة الإشارة خصيصا للفيلم الذي أسندت الأدوار الرئيسية فيه إلى عدد من الممثلين الصم المعروفين، بينهم الممثلة الحائزة جائزة الأوسكار مارلي ماتلين عن فيلم “أبناء الصمت”. وحصل الفيلم إلى جانب جائزة المهرجان الكبرى على جائزة الجمهور الأولى، بالإضافة إلى جائزتين للمخرجة والممثلة.

وفاز الفيلم الأول للموسيقي كويستلاف “صيف الروح” عن مهرجان بلاك وودستوك، الذي أقيم في هارلم عام 1969، بجائزتي لجنة التحكيم والجمهور لأفضل فيلم وثائقي.

ويستخدم الفيلم لقطات تعرض للمرة الأولى عن هذا الحدث الذي جمع في نهاية ستينات القرن الماضي أسماء كبيرة كستيفي ووندر ونينا سيمون وماليا جاكسون أمام ما لا يقل عن 300 ألف متفرج، قبل أن يطويه النسيان.

وحصل فيلم “هايف”، الذي يدور حول قصة امرأة تناضل من أجل بقائها في كوسوفو الممزقة جراء الحرب، على جائزة أفضل فيلم درامي أجنبي، فيما منحت جائزة أفضل فيلم وثائقي أجنبي للفيلم التحريكي “فلي”، عن طفل أفغاني لاجئ. وقد اشترت هذا الفيلم شركة “نيون” التي تولت توزيع الفيلم الكوري الجنوبي “طفلي”.

ومن الأفلام البارزة التي عرضت خلال دورة هذا العام يأتي فيلم “حياة في يوم من 2020” لريدلي سكوت وكيفن ماكدونالد اللذين قدّماه في نسخة جديدة، عرضا فيها جملة من المشاهد التي التقطها عشرات المشاركين حول العالم خلال يوم صيفي العام الماضي، من الحياة في ظل الجائحة مرورا بالتظاهرات العملاقة ضد العنصرية.

ويوضّح كيفن ماكدونالد “بطبيعة الحال، مع كل ما حصل في يوليو الماضي، من مقتل جورج فلويد وتظاهرات السود ضد سياسة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وتفشي فايروس كورونا… كان الوضع أشبه بفيلم سينمائي، وكنا أمام سنة أغنى بالأحداث مقارنة بما كنا نشهده في الفترات السابقة”.وتطلّب إنجاز الفيلم تضافر جهود فريق ضخم من المؤلّفين بالاعتماد على 324 ألف مقطع مصوّر، أرسلها مساهمون في العمل.ويقدّم العمل شهادة فريدة عن السنة الماضية مع طرق مهجورة خلال فترات الإغلاق العام، أو مكتظة بالمتظاهرين الغاضبين في مواجهة عناصر من قوات مكافحة الشغب.وقد وافق ماكدونالد الحائز جائزة أوسكار عن فيلمه الوثائقي “يوم واحد في سبتمبر” ومخرج “آخر ملوك أسكتلندا”، على الخوض مجددا في مشروع  “حياة في يوم” في مارس الماضي، حيث ساد الاعتقاد في أن الوباء سينتهي بحلول مايو.

واستعان الفيلم الأول بسيل من المساهمات من أناس صوّروا أنفسهم وهم “يمارسون التزلج بالعجلات أو ركوب الأمواج”، لكن في النسخة الجديدة أتت الأجواء أكثر حزنا بكثير، إذ ثمة أحاديث كثيرة عن الحداد والموت والروحانيات. واستغرق اختيار المقاطع المصوّرة الواردة من 192 بلدا، مدة شهرين، وعاين حوالي أربعين سينمائيا المشاهد في لغتها الأصلية ثم قسّموها بحسب درجات أسندوها إليها من واحد إلى خمسة، للسماح لكيفن ماكدونالد وعاملي التوليف باختيار الأعمال الأفضل.

ومع أن مهرجان سندانس الذي يعتبر من أبرز المهرجانات السينمائية المستقلة في الولايات المتحدة يقام عادة في بارك سيتي في جبال يوتا، دفعت جائحة كوفيد – 19 المنظمين هذه السنة إلى الاكتفاء بعرض الأفلام الاثنين والسبعين بالصيغة الافتراضية.

وشكّل سندانس أول مهرجان يعرض أفلاما تم إنتاجها خلال جائحة كوفيد – 19 أو تتناول هذه الأزمة الصحية، أحدها فيلم “في الأرض”، والثاني الفيلم الكوميدي “كيف ينتهي”، وقد كُتبا وصُوّرا ونُفّذ توليفهما بالكامل خلال جائحة كورونا.