آفاق جديدة في العلوم الإنسانية

بلاغة الجمهور: العلوم الانسانية في عصر استجابات الجماهير

يقيم قسم اللغة العربية مؤتمره الدولي الافتراضي الأول بعنوان «بلاغة الجمهور: العلوم الانسانية في عصر استجابات الجماهير» في الفترة من 18 - 19/ مايو(آيار) 2021

ديباجة المؤتمر:
يعيش العالم المعاصر خلال العقدين الأخيرين تحولات عاصفة، تكاد تُغيِّر وجه الحياة الاجتماعية والعلمية والاقتصادية وغيرها. في ظل هذه الظروف تتعاظم أهمية البحث العلمي؛ بفضل مساهمة المؤسسات العلمية المهمة في فهم هذه التحولات، وصنعها، وتوجيهها، وتعظيم مردوداتها الإيجابية، وتقليل آثارها السلبية. وينتج عن ذلك استكشاف آفاق بحثية جديدة في شتى المعارف، لنصبح أمام مشهد معرفي جديد، لا سيما في العلوم الإنسانية والاجتماعية. فقد ظهرت معارف جديدة، وتوارت معارف أخرى، وابتُكرت توجهات ومقاربات بحثية، وأُسست فروع معرفية في معظم فروع العلوم الإنسانية والاجتماعية.

انطلاقًا من إدراك المسئولية التي تقع على عاتق الأكاديميات العربية في الإفادة من هذه الاستكشافات المعرفية، تُزمع كلية التربية للعلوم الأساسي تنظيم سلسلة من الندوات الدولية؛ بهدف إتاحة فضاء للتواصل العلمي بين الباحثين لتقديم نقاشات ومساهمات حول الآفاق الجديدة في العلوم الإنسانية. وسوف تُخصص كلية التربية للعلوم الأساسية ندوتها الدولية الأولى لحقل معرفي عربي، يُمثِّل أفقًا واعدًا من آفاق البحث في العلوم الإنسانية، بما يشهده من ازدهار على مدار السنوات الأخيرة، هو بلاغة الجمهور، وهو نقطة التقاء عدد من العلوم الإنسانية منها البلاغة واللسانيات وتحليل الخطاب وعلوم التواصل الجماهيري وعلم النفس الجمعي وغيرها.

 ظهرت بلاغة الجمهور أوائل القرن الحادي والعشرين بهدف سد فجوة معرفية تتصل بدراسة العلاقة بين الخطاب والاستجابة، وتقديم أدوات لتمكين الجماهير في سياقات التواصل الفردي والعمومي. في مفتتح نشأته، حمل هذا التوجه المعرفي اسم "بلاغة المخاطَب"، وسعا إلى تقديم معرفة علمية متخصصة تهدف إلى تمكين المخاطَبين من مقاومة الخطابات السلطوية والمتلاعبة، ودعم الخطابات التحررية الفردية والجمعية في سياقات التواصل الشخصية والعمومية. على مدار العقدين الماضيين تراكمت البحوث في بلاغة الجمهور، وشارك باحثون ينتمون إلى معظم أقطار العالم العربي في تطوير أسسها النظرية، وممارساتها التطبيقية[i]. يمكن التمييز بين طورين من أطوار البحث في بلاغة الجمهور حتى وقتنا الراهن. الأول هو طور التأسيس، الذي شمل الفترة من 2004 إلى 2012، وظهرت فيه الأعمال المؤسسة للمشروع، مشتملة على تطبيقات على عينة متنوعة من الخطابات المرئية والمسموعة والمقروءة. أما الطور الثاني فهو طور الانتشار، الذي تميز باتساع دائرة البحث في بلاغة الجمهور، وترسخها بوصفها توجهًا معرفيًا، وانخراط عشرات الباحثين العرب في إنتاج بحوث تنتمي إليها. وقد تجلت آثار طور الانتشار في نشر كتب جماعية، وأعداد خاصة من مجلات أكاديمية متخصصة، ورسائل ماجستير ودكتوراه حول بلاغة الجمهور.

انطلاقًا من تراكم المنجز العربي حول بلاغة الجمهور، وثرائه، وتنوعه تزمع كلية التربية للعلوم الأساسية تنظيم مؤتمر دولي حول بلاغة الجمهور. وتدعو الباحثين والباحثات من تخصصات اللسانيات العربية واللسانيات الاجتماعية، وتحليل الخطاب، والتواصل السياسي، وعلم النفس السياسي والجمعي، وعلوم الاجتماع والتاريخ، وعلوم الإعلام والتواصل، وغيرها من الحقول المعرفية ذات الصلة إلى المشاركة في أعمال هذا المؤتمر. وترحب على نحو خاص بالدراسات البينية التي تُعالج بُعدًا أو أكثر من أبعاد ظاهرة الجمهور.

محاور المؤتمر:

  1. مراجعة الأسس النظرية لبلاغة الجمهور، وتطويراتها. وتشمل مراجعة المفاهيم النظرية الأساسية، مثل الاستجابة البليغة، وتمكين الجمهور، والخطاب السلطوي، وغيرها.
  2. دراسة العلاقات بين بلاغة الجمهور والحقول المعرفية المعنية بخطابات الجماهير مثل دراسات الإعلام، ودراسات التلقي واستجابة القارئ، ودراسات الأدب الشعبي، ودراسات الهيمنة، وتوجهات ما بعد الكلونيالية، وبخاصة دراسات التابع، وغيرها.
  3. فحص مفهوم الاستجابة البليغة، وتجلياته في أشكال التواصل الإنساني الحقيقية والمتخيلة؛ لا سيما في سرديات الأدب، ومرويات التاريخ، والأحداث الخطابية المسجلة في الفضاءات الحقيقية مثل المحافل، والتجمعات، والمسيرات، والقاعات، أو الفضاءات الافتراضية مثل النقاشات على المواقع الإلكترونية والفعاليات عن بُعد.
  4. دراسة التجليات العلاماتية لبلاغة الجمهور، مثل التصفيق، والهتاف، والصفير، والإشارات، والهمهمات، والتعليقات، والمقاطعة، والأسئلة المرتجلة، وصيحات الإعجاب والاستهجان، ورسوم الحوائط، والعبارات المدونة على الأبواب، وتعليقات الفيسبوك، والتغريدات المضادة، والعبارات المسجلة على شريط التعليقات على شاشة التلفزيون، ورسائل القراء إلى الصحف، وأناشيد الملاعب، والتشكيلات الجسدية، وغيرها.
  5. دراسة أشكال التفاعل بين خطابات السلطة والمؤسسات المهيمنة والأنظمة الحاكمة من ناحية وخطابات الجمهور من ناحية أخرى. وتشمل علاقات السيطرة والمقاومة والاحتواء والتزييف والتعرية والتفنيد والإحلال، وغيرها.
  6. فحص خطابات الجماهير في الفضاءات الحقيقية والافتراضية بهدف تحديد خصائصها، وتجلياتها، والعوامل المؤثرة فيها، ووظائفها، وآثارها.
  7. دراسة أشكال التلاعب بخطابات الجماهير أو استجاباتها، وتطوير أدوات علمية تمكِّن من كشف الاستجابات المزيفة، وتعرية الخطابات السلطوية التي ترتدي قناع الجمهور، وبخاصة في ظل انتشار الميلشيات الإلكترونية التي تسعى للترويج لخطابات سلطوية، بواسطة تقديمها على أنها خطابات أفراد عاديين.
  8. دراسة بلاغة الجمهور في فضاءات الاحتجاج التقليدية وغير التقليدية؛ مثل الميادين، والملاعب، والساحات الرياضية، والمهرجانات الفنية، وفضاءات إقامة الشعائر الدينية، وفضاءات التواصل الاجتماعي والافتراضي.
  9. استكشاف مستقبل حقل بلاغة الجمهور، والتحديات التي تواجهه، والآفاق التي يمكن أن يرتادها في السنوات المقبلة. ويتطلب ذلك تقديم مراجعات نقدية شاملة لما أنجزته، واستكشاف مدقق لمشكلاتها ونقاط قوتها وضعفها.

مواعيد مهمة:

  1. آخر موعد لتلقي ملخصات البحوث: 10/3/2021
  2. آخر موعد لتسليم البحوث كاملة: 25/4/2021
  3. يتم إعلام الباحثين بقبول البحث: 10/5/2021
  4. ترسل البحوث المشاركة على الإيميل: basic.edu@mu.edu.iq
  5. للتواصل مع الباحثين عبر الواتساب: 009647810201171

صفحة المؤتمر على أكاديميا هي: https://independent.academia.edu/ConferenceRhetoricofAudiences

 

[i] يمكن التعرف على ببليوجرافيا غير شاملة بالدراسات المنجزة في بلاغة الجمهور من خلال الرابط التالي: https://www.academia.edu/43486898