يتفتت الحدث إلى لقطات متناهية الصغر، ما يهم هو الصدى لا الحكاية، هكذا تختبر النصوص تقنية الحلم داخل الحلم، تستمع الراحلة "سارينة" الإسعاف، وتدعو زوجها لحضور أربعينيتها، يأكل الرجل مخه، ولا يذكر غير أنه كان يسير في مدينة قطاع طرق.

3 قصص قصيرة جدًا

عبدالله المتقي

 

مأتم

-1-

الرّجل الّذي دعس المرأة بحذائه، ثم رماها من النّافذة، يضع رجلا على رجل، ويتابع فيلم لـ"دراكولا".

-2-

المرحومة جثة المرأة هامدة على الرصيف، ولا شيء، في أذنيها صوت منبّه سيّارة الإسعاف يأتي من بعيد.

-3-

رأس الرجل يغلي في الصالة، ينظر إلى ساعة الحائط بعصبية، ويبدو كما لو أنه يجلس على بيضة حامية جدا، وينفث الدخان بعصبية.

-4-

و.. فتحت الراحلة باب الشقّة، سلّمته دعوة لحضور أربعينيتها، ولم تقل شيئا

أغلقت الباب .. وغادرت بهدوء

 

ميتا حلم

قبل الحكاية

في صالة الانتظار، رجل ينتظر دوره، كي يحكي لطبيبه النفسي، حلمه الذي تكرر أكثر من مرة هذه الأيام.

مخ الحكاية

و.. يحكي الرجل للطبيب أنه يرى نفسه في الحلم، يأكل مخه بشراهة، وكل يوم.

طعم الحكاية

و.. فتح الرجل عينيه مذعورا، ليس لأنه أكل مخه كما حكى للطبيب في الحلم، بل قطته التي أزعجته بالمواء، وتلح أن تخرج كي تتناكح وتتذوق الصراصير.

فاكهة الحكاية

كل الذي حدث في هذه القصة، لا يوجد إلا في رأس هذا الرجل لوحده، وقد يحدث أن يحكي هذا الحلم الذي يوجد داخل الحلم، لزوجته التي لفظت انفاسها في حادثة سرد سابقة، ولا شيء تبديه، سوى أنها تغادره إلى البلكون كي تدخن سيجارة (أوريس).

 

ليل ضرير

رجل يمشي في الأزقة الخلفية والمعتمة، وصرخة تخترق الليل، تركت هلعا، ثم كاد قلب الرجل يتوقف، ومع ذلك تابع طريقه الصعب.

قبل أن يصل المصباح الكهربائي وينتهي الظلام، تعثرت خطواته، و.. تابع السير صوب النور، ولم يلتفت، لكن حين كان تحت المصباح، تذكر أن قلبه فعلا توقف عن النبض في الظلام، إثر تلك الصرخة الحادة والغامضة، وأنه سقط جثة هامدة، ولا شيء كان يذكره الآن، سوى أنه كان يتسكع في مدينة لقطاع الطرق.

 

كاتب من المغرب