اخترنا في باب "ذاكرة" الكلمة لهذا العدد نصا قصيرا للشاعر العراقي سعدي يوسف، والذي رحل عنا مؤخرا مخلفا أثرا عميقا في نفوس عائلته وأصدقائه وقرائه .. عاش الشاعر متنقلا بين بلدان شتى عربية وغربية كما توج بالعديد من الجوائز (كفافي، الأركانة، العويس، فيرونيا..)، وراكم الراحل العديد من الإصدارات الشعرية الى جانب ترجماته ونصوصه وسيره، غير أنه كتب اسمه في ذاكرة الشعر والأدب العربي كأحد أيقونات مشهدنا الثقافي.

صفاء

سعدي يوسف

 

الأغاني التي ليس بالعربيّة ...
والماءُ ،
ثَمَّ سحائبُ مثقلةٌ بهَيادبِها  ترحلُ الآن نحو الشمال .
الحديقةُ  ( أعني حديقةَ بيتي ) تُواصِلُ أسرارَها ،
والسناجبُ خبّأت الكستناءَ
ولم تزل الحِدْأةُ التي قد تَعَرَّفْــتُـها منذ عشرٍ ، تُحَوِّمُ ...
أ هوَ الخريفُ الـمبَكِّرُ ؟
بين الغصونِ التي شرعتْ تتعرّى ،
 صرتُ ألمحُ تلكَ البحيرةَ .
كم كنتُ أسعى ، هنالكَ ، بين السُّرى والمسرّةِ !
أيَّ الغزالاتِ أذكرُ ؟
أيّ الروائحِ ...
قد هدأَ الكونُ
فاهدأ ،
وقُلْ للمساءِ الذي سوف يُطْبِقُ : أهلاً !

 

لندن

من ديوانه "الأنهار الثلاثة"