(١)
ليس الوحيدون وحيدا
كأنك نهضت من نوم
في عصر متأخر
و صارت الأشياء كلها
غريبة عنك
المكان و الزمان
الأسماء و العلاقات
ولن تستطيع
توظيفهم من جديد
.
أم كأنك واقف
على ساحل محيط ساكن
تلتفت من بعيد
الى مزرعة شمام مأهولة
لكنك لا تتعرف على أحد هناك !
.
والى الآن
أثناء كتابة هذا الشعر
هناك شارد ما
على رأس كل زاوية نائية
يدور
عن نفسه
.
و الأبعد من ذلك...
لعل هنالك عابر
على كل ممر خاوي
يبحث عن آهل
.
إذ ليس الوحيدون
وحيدا
وهم يدورون في آن
عن القطع المتناثرة لأرواحهم
.
إن
بقي
بصيص
أمل
للبحث
والاكتشاف
.
(٢)
ميتامورفوسست(*)
يتسرب فطور أسود (**)
من أنابيب ماء مكسورة
و يلتصق بوجوه اللوحات،
أما الأوردة
فتجري فيها حشائش جافة
.
ولن تستقر الكلمات
على صفحات الكتب
بل تقفز خارجا
على أشكال براغيث
وتنتشر في كافة الاتجاهات
.
عند مشارق القلوب،
يطلع أعين القبور
بأبر النسيان
.
و الى مغارب الذكريات
شوارع،
على أشكال ثعابين ملفوفة
موصولة الی مراكز اللدغات
.
لكن أفق الدجى و كمامات الأيام
لا يمكن ربطهما بنقاط (الواي فاي)
لمعرفة تقلبات الأحذية
و حالات انكماش العضلات!
ترى بعد كم فراسخ
يأتي تجمع آخر مسكون فيه الحياة؟
.
هنا... رويدا رويدا
تنهار التلال الكاذبة
و تذوب الجبال المسروقة
ثم تتحول الى أسراب خادعة
و تصاب جدار البيوت مع أساسها
بشيزوفرينيا حادة
حيث تتغير
همسات خلف زجاج شبابيكها
الى أصوات زيزان
ثم تمتزج
بنشيد ضفادع
المستنقعات
.
هذە المرة
قد تمسخ العناصر برمتها
و ترجع الكل الى أصولها..
.
لمعرفة حيثيات هذا النبأ المفزع
استمعوا الى
تفاصيل نشرة أخبار
هذه الليلة
...
(٣)
مذهب الماء
في زمن الانحياز والأوبئة
و الانتماءات
قالوا: كيف أن الماء
عديم اللون –
لا منتميٌ؟
لكنه يسقي
و يزين الأوراق والأزهار
بل الحياة برمتها
بأجمل الـحُـلي
*
قلت: إن الماء حر!
لكنه عندما يحبس
يركد و يتعفن
وأن ترك طليقا
لا يتوقف عن الجري
في المسيرات
*
يغسل أوساخ متراكمة
عن وجوه سنين عجاف
و ينجرف أشواك
و حشائش جفاء
نحو محيط النسيان
*
و هكذا…
كلما يقول لي
الأبيض والأسود:
أنك لست على شاكلتنا
و لا تنتمي الينا
أقول لهم:
هل نسيتم حقيقة الماء
هنالك تجدونە
على مذهبه
انتمائي
***
كالمذهب و الطريقة، بأضافة (التاء) عليه. Metamorphosis* استعمل هنا
** اشارة الی ظهور مرض فطر الاسود في العراق، بعد آلاف السنة من اندثاره.