قلبي قبَّرةٌ خفيفةٌ..
نورسٌ أعمى في مهبِّ البحر
والضجرُ مساميرُ هواءٍ خرقاء
على حوافِ الجسد
حصىً تنبعُ من كنايةٍ مقلوبةٍ
ألقي بها في نهرِ الزمن
الضجرُ رقصةُ درويشٍ متشرِّد
في براري الله
يحملُ شمساً في قلبهِ
وفراشةً في دمهِ
ويدورُ على قدمٍ واحدةٍ
الضجرُ متراسٌ فائضٌ
عن حاجةِ عرسِ السرابِ
وعن حاجةِ الآمالِ الكسيحة
*
الصبايا الصغيرات
أقصدُ النساءُ اللواتي تزوَّجنَ في أوجِ الطفولةِ
تمرَّدنَ فيما بعد
وأسلمنَ قلوبهنَّ للريح
هارباتٍ من الأقفاصِ الذهبيَّةِ
ومن الأسرَّةِ الوثيرةِ
وأنا لا ريحَ لي لكي أترَّجلَ عنها
أو أمتطيها
لا ريحَ لي ولا فرسٌ
لا نيلَ ولا فرات..
عندي شيء واحدٌ فقط.. هو القلق
ماءُ ليلي وخبزيَ اليومي
*
أعرفُ أنني مفرطٌ في كلِّ شيء
في الحبِّ والانتظار والحنينِ إلى اللا شيء
مفرطٌ في التأمُّلِ والوحدةِ كنباتاتِ الليلِ
مفرطٌ في تسلُّقِ شرفاتِ المدنِ العاليةِ
مفرطٌ في مزاجيتي المتقلِّبةِ كريحِ أيلول
أو كحفيفِ النجومِ البعيدةِ
مفرطٌ في ألمي الغامض والنشيط
كنشاطِ النملِ في ليالي الصيف
*
سأكونُ وحدي مثلَ رسالةٍ مهجورةٍ
في ثقوبِ السورِ والشجرِ القديمِ
مثلَ الوردةِ الزرقاءِ والدموعِ الصلبة
في شقوقِ نوافذِ النعناعِ
مثل الغيومِ في لوحات فان غوخ
وحدي في فراغِ الليلِ وفي استعاراتِ النهار
لا بيتَ لي وأسكنُ في بيتِ أغنيَّةٍ مجهولة
وطني أنثايَ.. وجحيمي المكفهِّرُ هيَ..
المسافةُ بينَ معنى الماءِ ولغةِ الفراشةِ
وانزياحِ عبارةِ الصوفيِّ..
*
مصلوبٌ من أخمصِ قدميَّ وقلبي مصلوب
من أوَّلِ ولهي حتَّى آخرِ أنفاسي
من نارٍ تنبعُ في شقِّ الكلماتِ
وفي غاباتِ دمي مصلوب
لي روحٌ تجهشُ في الفلواتِ
ولي قلبٌ بسهامِ اللهفةِ والرؤيا مثقوب
*
سينتصرُ شغفي عليَّ
وشظفُ الحياةِ على الشعر
بينَ شغفي وشظفِ الحياةِ
سأتركُ قلبي وتراً في آلةِ طنبور
أو حجراً في بحيرةٍ من اللبلاب
وتصيرُ القصيدةُ ترفاً لا أقوى عليهِ
*
كبرتُ بقلبِ طفلٍ يطاردُ الفراشاتِ
حياتيَ حلمٌ معطوب
أوَّلهُ مراودُ كحلٍ
وآخرهُ شمسٌ من الحنَّاء
لكني أعاني من ضربةِ شمسٍ
وضربةِ سوطٍ لا مرئي..