هنا الشاعر العراقي يستعيد لحظة من سلسلة صور تكشف الوجه البشع للعالم، حيث تنمحي إنسانية الإنسان ويصبح الالتباس سمة العصر، وقدر الشاعر أن يتلمس هذه المفارقات والتي كلما امتدت كلما أمسى الوجع نفسه، أيا كانت نقطة الجغرافيا وأينما حل هذيان الأنظمة.

هذيان الشموع

سـوران محـمد

 

من جورج فلويد

الی جمال بن إسماعيل

 

هنالك مساحة ضبابية فارغة

لم يدخلها

شفير رأس فارغ

أو مطرقة مكسورة

لحاكم نعسان

في ربوع مهزلة

تسمى مسرحية الحياة

لكائن مجهول

يسمى الإنسان

 

کوابيس الظلام

لا ترى بالعين المجردة

و أوهام قد تتخللها

يقين الشعوب

و ميزان عدل

غير متوازن

يشوبه  

شكوك

متعجرف  

منحاز..

.

قالوا لە:

ينتظرك الجاني خارجا

قال لهم،

قولوا لە:

هل عملت معە الإحسان؟

وهكذا يفقد الحق

وعيه

قبل الطعنة الأخيرة

بوابل من الجهل العتيق

و خيانة

 تسودها بخترة الحيرة

 

ها قد أقبلت وجهها علينا

من مخلفات عصر الديمقراطية

بشيء من العبس واللامبالات

وإنها ليست بفوضی السياسة

و لا الاقتصاد

ولا العلاقات

بل إنها أطوار عفنة

أقبل الشعوب فيها على الانتحار

قبل استعادة العافية

وتحقيق التنمية المستدامة!

بعد أن جنحت الشمس

في عز الظهيرة

تاركة وراءها بحور الدماء

 و محاصيل

يعبث بها ظلال "يأجوج و مأجوج"

و سلاطين الأوباء..